منتصف الليل

161 24 8
                                    

↩بسم الله الرحمن الرحيم↪

منتصف الليل حيث تكون الساعة 00:00 صباحًا. في هذا الوقت، عادةً ما تكون الشوارع هادئة والأماكن مظلمة. يسود  الهدوء والسكينة في الأجواء، وتظهر النجوم بوضوح في السماء. يعتبر منتصف الليل لحظة من الاسترخاء والهدوء، وقد تكون لحظة للتأمل أو للتفكير في الأمور الهامة.

في ليلة مظلمة تتسامى الأحداث فيها بين غموض الظلال، حيث يتجول شخصٌ مخمورٌ بلا وعي في شوارع المدينة النائمة. روائح الخمور المتعطرة تتناثر حوله، ونجوم السماء تشهد على تدهور حواسه. تتناثر أصداء خطواته الثقيلة في أزقة الصمت، تعزف سمفونية من الوحدة.

في هذا الظلام الدامس، يظهر شكل غامض يتسلل خلف الضحية بصمت، كالظل الذي يستدرج الفريسة. يأتي الهجوم بسرعة فائقة، وتكون المواجهة غير متكافئة بين العقل المخمور والقاتل المحنك. يسقط الشخص على الأرض، تتراقص ظلمة الليل حوله بينما تختفي حياته.

وفي لمحة غريبة من الإبداع المريب، يقوم القاتل بتخليد جريمته بطريقة فريدة. يضع فراشة محنطة تحيطها أشواك حول جمجمة الضحية، وآثار أنياب على عنقه. كتوقيع فني غامض يرفع الستار عن سر أكثر مما يلمس العيون.






فرنسا،باريس

9:10

استيقظت الايلى على صوت منبه صاخب، وهي تلعن اليوم الذي أرادت فيه السفر مع أخويها الأحمقين، الذَين سيكونون يومًا ما سببًا في إحداث صدمة قلبية لها.

أطلقت صرخة عالية: "أيها الوغدان العديما فائدة، اطفئا هذا المنبه اللعين!"، فجاءها الرد السريع من أخيها الأكبر، وليام: "ألم تعلمين أنه من غير المسموح للأطفال الصغار شتم الأكبر منهم؟، بالمناسبة، اتصل أبي صباحًا وطلب مني اخبارك بالاتصال به ."

الايلى: "ماذا فعلت يا إلهي حتى تسلط علي هذان المعتوهين؟"، وليام وهو يشاهد نفس الروتين الذي كانت تقوم به أخته الصغيرة كل صباح عندما تستيقظ، وليام: "أيتها القزمة، اسرعي بتناول الإفطار، فليس لدي حضانة هنا لكي أعتني بك" وأغلق الباب، الايلى وهي تمسك شعرها: "فليلعنكم الله ولتأكلوا دود أحشائكم العديمة الجدوى."

نهضت الايلى من فراشها وهي تستعد ليومها، وعند انتهائها من الاستحمام ذهبت إلى غرفة الملابس الموجودة في غرفتها، لتختار ملابسًا لترتديها. اختارت زوجين من ملابس الرياضة السوداء وحذاءً أبيض مع جوارب بيضاء. ومن ثم ذهبت إلى طاولة حيث تضع فيها إكسسواراتها ومكياجها. من كل هذا، وضعت مرطبًا على شفتيها ومسكرة، فلطالما كانت لا تستخدم المكياج بسبب جمالها الفريد من نوعه. لديها عينان عسليتان وأنف صغير وشفتين ورديتين وشعر أسود متوسط ​​الطول، وليس لديها سوى جسم رشيق بسبب ممارستها للرياضة.

نزلت الايلى إلى أخويها الذين كانا يتناقشان في عملهم.

نوفان وهو يمازح اخته الصغيرة: "وأخيرًا جاءت لتشرفنا، الأميرة النائمة."
الايلى وهي تعلم أنه يريد فقط إزعاجها: "لتسكت نوفان، ليس لدي مزاج لمزاحك الرخيص." نوفان وهو يحتسي قهوته: "منذ متى كنت في مزاج يسمح لك بالضحك، أنتم لا تقدرون المواهب."

جلست الايلى لتتناول وجبة الإفطار، وهي تفكر في سبب رغبة والدها في محادثتها، وتعلم أنه يوجد شيء سيئ في الطريق. حملت هاتفها واتصلت بوالدها: "أهلاً أبي، كيف حالك؟ هل كل شيء بخير؟".

"بخير عزيزتي، كيف حالكم؟ بالمناسبة، هناك حالة طارئة، لذا يتعين عليكِ المجيء."

الايلى: "هل تتحدث عن الأشخاص المقتولين في ظروف غامضة؟".

الأب: "نعم عزيزتي، أنا مشغول جداً ولا يمكنني التعامل مع هذه القضية، لذا سلمتها اليك لحلها".

الايلى وهي تفكر: "حسنًا، سأعود غدًا، إلى اللقاء أبي."

أغلقت الخط وهي تلعن اليوم الذي قررت فيه أن تكون مثل والدها. لم تمضِ أسبوعًا حتى وجدت نفسها مجددًا في طريق العمل، تحمل أمتعتها استعدادا للعودة.

نوفان "للأسف هناك من سوف يودعنا ويعود للعمل يا واخيرا سوف نتخلص من ازعاجك"، الايلى وهي تكاد تبكي "الحياة ليست عادلة لما انا وليس انتم"، وليام  و هو يخبرها "ببساطة لأن لدينا طموحات كبيرة و نسعى دائما إلى  تحقيقها بعيدا عن سلطة أبينا"، الايلى وهي تستلقي سلالم "تبا لكم، فلتذهبوا إلى الجحيم".







𝒂𝒕 𝒎𝒊𝒅𝒏𝒊𝒈𝒉𝒕Où les histoires vivent. Découvrez maintenant