الفصل الأول - سَـدِيْـمِـيْ

91 5 2
                                    

إنها هي..

صاحبة تلك العينان الناعسة، والخدان الورديتان، صاحبة تلك الضحكة التي تجعلك تغرق في تفاصيلها..
لديها تلك العينان العسليّتان، كأنك من خلالهما ترى شروق شمسها يحِلُّ على أرضك المعتمه..
وخصلات شعرها البنيّة تلك، التي تراها للوهلة الأولى كأنها أوتار عودٍ بهيّ، تعزف به على الحان قلبك.

هـي "سَـدِيْـمْ"..

تلك الحسناءُ ذاتِ الثلاثةِ والعشرين ربيعاً، هي التي إذا رأيتها للوهلَةِ الأولى ظننتها ملاكٌ سقط من السماء ليُجَمِّلَ هذه الأرضَ الباهِتَه، تعيش مع عائلتها الصغيرة في فيلا كبيرة وجميلة..، بما أن والدها "سلطان" رجل أعمال ليس بالكبير ولكنه يكفي أسرته..

بالرغم من ذلك فإن سديم ليست تلك الفتاة السعيدة، فهي تشعر وكأنها تعيش في سجنٍ مفتوح.. لكنها لا تستطيع الخروج منه، بسبب حرص والدها وخوفه عليها، بعد أن ماتت والدتها فهي الذكرى الوحيدة المتبقية لديه، فهي لا تخرج من المنزل إلا نادراً أو حتى تمرُّ شهورٌ بدون أن ترى الناس في الخارج، بإستثناء أقاربها وابنة عمتها "خُـلُـود" التي ليست لديها علاقة وثيقة بها، لا يواسيها إلا وجود صديقتها العزيزة "فَـاتِـنْ" التي بلغت عامها الرابع والعشرين حديثاً، فهي صديقتها الوحيدة منذ طفولتها، وهي الوحيدة التي تستطيع رؤية سديم دائماً بحكم معرفة والد سديم بعلاقة صداقتهما القوية، فهو يسمح لها بالدخول والخروج من الفيلا في أي وقت..

- وفي إحدى الأيام...

يرنُّ هاتف سديم بقوه تجعلها تستفيق من نومها الهانئ..

- فاتِن إنها السابعة صباحا لماذا تتصلين في مثل هذا الوقت الباكر ؟!

- إنهضي هيا أنسيتِ أن اليوم عيد ميلاد إبنة عمي؟، لقد عانَيتُ حتى اقنَعتُ والدكِ بالسماح لك لحضور حفلة عيد ميلادها معي!

- اوه لا نعم لقد تذكرت!!

تنهض سديم بسرعة غير مدركة لأي شيء وهدفها الوحيد.. هو الخروج بأسرع وقت لتدارك تأخيرها.

تلتقي بـ فاتن في إحدى المتاجر المشهورة، والتي لا يدخلها إلا أصحاب الطبقة الرفيعة..

يرحب بهما صاحب المتجر بحراره، فهو يعرف سديم ووالدها جيداً وأنهم أناس جيدون..

- سديم (وهي تتأفف بمرح): لا داعي لتكرار هذا الترحيب في كل مرةٍ ترانا فيها يا سيد ألبرت..

- فاتن (تضحك بصمت): ها قد ظهرت شخصية سديم المتواضعة..

- اصمتي ودعينا ننتهي من هذا الأمر بسرعة فلا يزال لدينا العديد من الأشياء بعد..

..

وبعد أن انتهوا أخيراً..

- فاتن (تتحدث بحماس) : الآن أصبحنا جاهزتانِ لـ الحفلة، كم أنا متحمسة للرقص والاستمتاع والتحدث مع الشبّان الوسيمين.

في سبيل الهوىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن