تتعالى أصوات الصراخ والترجي من الألم والضحكات الساخرة ، فهم يستنشقون آخر أنفسهم في مكان مهجور ومنفي عن العالم بأسره ، يتمنون النهوض من هذا الكابوس ولكن الماضي لا يمكن تصحيحه
قبل بضعة أيام :
يخططون لرحلة فعلاقتهم تكاد تنطق لتهدئ الوضع القائم لتبكي دما بسبب دمارها وتقطعها لأشلاء عديدة و هي تودعهم وتتلا شى شيئا وشيئا
بين ستة أصدقاء
فقد قام بينهم شجار دام العديد من الأيام
بسبب ماذا ؟
حسنا ، سأعلمكم كل الوقائع الفائتة التي جعلت من الأحداث تأخذ منحدرا آخر
أولا علاقة هيونا وأماي :
ستعتقد من الوهلة الأولى أنهما أختان من النفس الأم وليستا صديقتان فاللطف والإهتمام الهائل الذي بينهما يتعدى حدود الصداقة العادية بل إنهما أفضل الأصدقاء
رغم الماضي الأليم الذي بينهما فقد كانت هيونا تعذب أماي حرفيا نفسيا وجسديا كل يوم في المدرسة الثانوية
فقد كانت تسلبها فرحتها وتحولها لحزينة باكية في ثواني لسبب ولغير سبب
فترى تلك القطة الهادئة ملطخة بالوحل والطلاء وأحيانا حتى الدماء وهي تجمع كتبها من نافورة المدرسة لتعود للمنزل
لتنظف نفسها بنفسها فوالداها لا يعلمان حتى كأنهما ليسا جزءا من حياتها لا يعرفان عنها شيئا وهي الأخرى فإعتنت بها الخادمة منذ ولادتها فهما دائما يعملان على حساب وقتها الثمين معهما للأسف وعندما يرجعان يبدئان بالشجار مباشرة لذا يتعمدان الإبتعاد و المغادرة لعدم رؤية بعضهما
لكن ما ذنبها ؟ لكي تعيش دون والدان محبين يريدانها ويزوداها بالحب والحنان الكافي
لتنطق كذباتها المتكررة للأخرى التي لا تعلم ماذا تفعل لها ،فنادرا ما يعود أهلها ، وقد ذهبت للمدرسة عدة مرات تشكو من الأمر ، بلا جدوى لا تعلم لماذا ؟
لا أحد يدافع عنها في المدرسة ، فهم يخافون من شلة المتنمرين فإذا فتحت فمك ولو بكلمة واحدة ستكون أنت التالي
تتمنى الموت ولا الرجوع لتلك الأيام السوداوية القاسية
فأفضل يوما لها بعد أن إنتهت المرحلة الثانوية لتبتعد الأخرى عنها وتنتهي من العذاب كأنه حمل كبير وإنزاح عن عاتقها
ولكنها إلتقتها ذات يوم في نفس المقهى الذي تعمل فيه لتطلب منها التحدث معهاردة فعلها ،كادت أن تنهار في منتصف المحل وتصرخ بأعلى صوتها
فقد تذكرت ، تذكرت بعد محاولتها الفاشلة في النسيان لعدة أيام وسنوات حتى
فقد غيرت حياتها بالكامل من أماي الإجتماعية رغم شخصيتها الضعيفة إلى المنعزلة المرتعبة من كل شيء
حيث أنها لم تستطع إكمال الدراسة بسبب ذلك
وماذا فعلت هيونا دعتها للعشاء بلطف وتحدثت معها كأن شيئا لم يحصل كأنها صديقتها منذ زمن لا عدوتها و طلبت السماح منها رغم أن أماي أحست أنها غير مهتم أو مجبرة على ذلك
لكنها لم تكترث وسامحتها بسبب طيبة قلبها
فالعالم سيكون بخير لو كان لكل شخص منا إنسان مثلها ، فكل الصفات الجيدة تجتمع بها رغم كره الحياة لها
و الصدمة الكبرى أنها كانت تستغلها
نعم ، تستغلها فقد عرفت أنها ارادت صداقتها بسبب التقرب من لوكاس الذي يعمل معها
حيث لاحظت تعامله الجيد معها فقد دعمها في فترتها كصديق ولكن صدقت أماي نفسها ووقعت في شباك حبه بسهولة كالغبية
ورغم أنها حكت و عبرت عن غوصها في بحر حبه الذي لا ينتهي به للأخرى
إلا أنها سمعت خبر تواعدهما
حتى أنها لم تخبرها به
كان كالساعقة بالنسبة لها ، دمر قلبها وكسره للمرة الثانية على التوالي وهذا كله لأنها كانت تغار منها لدرجاتها العالية ومحبة جميع الناس لها سبب تافه حقا
كيف تخدعها بهذه الطريقة؟ ، وتطعنها في ضهرها بهذه الطريقة؟
وإما و جاكسون صديقاها المقربان من نفس شلة المتنمرين هما من أخبراها بكل شيء ونعتاها بالحمقاء
وعندما صارحتها وعاتبتها عن كل ما فعلته نظرت لها باشمئزاز و تقزز وقالت
: لن ولم أكن يوما صديقة لشخص مثلك ، أتمثيلي جيد
دفعتها ثم ذهبت وتركتها
أرادت البكاء ولم تستطيع فقد خذلها آخر شخص عزيز لها ،كما إعتقدت
أما عن علاقتها بإيثن :
فقد كانت تحبه من كل قلبها بعد ان رأته في المقهى يوم ما ، قدمت له قلبها بالكامل فعلت كل شيء يريده من أجل البقاء معها
أرادت أن تكون زوجته الصالحة لكنها عرفت في نهاية المطاف أنه أخ لحبيبها السابق الذي دمر حياتها بالكامل وهدم ما بنته بعد هيونا
لديها حظ سيء حقا في هذه المواضيع بسبب ثقتها العمياء بمن حولها
ولكن ما فعله أثناء تواعدهما هو أنه قام بخداعها مع أكثر من ست فتيات وهي تسامحه كل مرة
وفي مرة شرب الكثير ورجع للمنزل وقام بضربها بقوة من كل مكان في جسدها و بعدها نام بسرعة و تركها ملقاة في الأرض تسبح ب في نهر أحمر من دمائها
تجمع فتاة نفسها للوقوف من جديد
وتعلمت ، تعلمت الكثير من خيانة الحياة لها
تعلمت تقوية شخصيتها و العمل على نفسها
تعلمت الدفاع عن نفسها بنفسها وعدم الإعتماد على الآخرين
تعلمت أن تكون، هي على طبيعتها
أصبحت شجاعة وقوية رغم قساوة قلبها في بعض الأحيان و جزءها الطيب لا يظهر كثيرا
لكنها أصبحت أفضل من ذي قبل
أماي التي تحب وتثق في نفسها فقط
لكن من الذي دعمها في هذه الفترة وعلمها كل هذا ؟ .
نعود :
هذه الرحلة فكرتها لمحاولة تجديد علاقاتها العاطفية مع الأخرين
: هيا إيثن عزيزي هيا فلنذهب
سعيدة جدا فلأول مرة رحلة مع حبيبها المزيف كما تسميه وهي تمسك بيده بقوة
: ما سبب هذه الرحلة المفاجئة
: ألا تتذكرين نحن أصدقاء هيونا ، كنا ، أو لم نكن المهم أن بها الكثير من الطعام الصحي اللذيذ الذي تحبينه و مناطق للعناية بالبشرة والشعر والمساج كما تريدين
: هيا هذا سبب مقنع ، وبالمناسبة لم نكن ها ها ها ، هيا حب×بي
بصوة جميل هادئ
وقالت في النهاية
:هيا إما وجاكسون
وهي تمسك بيد لوكاس بقوة
تبعاها الآخرين كأنهما حارساها أو خادماها هما لا يعلمان
: ها مضحك جدا
ضحكت أماي بإبتسامة مزيفة مصطنعة لتفاهة الأخرى
أما عن إيثن فيريد النوم فقد دون فعل أي شيء فهو شخص كسول جدا
وأيضا قد طالبته بهذا لعدة أيام ولكن بسبب مواعيده مع الكثير من الفتيات المميزات ، يرفض
فأصبحت تفسد عليه كل موعد يقوم به لذا رغما عنه يتبعها لأنها قالت أنها ستخرج من حياته نهائيا بعد هذه الرحلة للراحة والهدوء والإستجمام وأيضا
سمع منها أن في المكان الكثير من الجميلات
وهذا أهم سبب لقبوله الفكرة
لا يعلمونا أين سيذهبون؟ لأي مكان؟ و السبب الحقيقي وراء هذه الرحلة ؟
هي من ستقود إلى اللامكان ، للمجهول لأنها الوحيدة التي تعرف الوجهة النهائية لحياتهم وفرحتهم لأخطر الكوابيس على الإطلاق
سيتمنون الموت على أنهم فعلوا كل ذلك بحياتها
لم تعد هي ، بل أصبحت جزء منه
الوحش !!