🍃٤-مصابة بالحمة 🍃

158 12 26
                                    

رواية: خطيبي يخفي وجهه
للكاتبة: ربى عماد (روبي)
الفصل الرابع بعنوان: مصابة بالمحة

••••••

و بينما كانت نانسي تحاول تعليم ألكاي و تحفيظه فئذ بصوتها الذي كان يرن الارجاء ببحته القوية الثابتة ينخفض و يتغير

رفع الكاي نظره للتي تقابله حيث بدت عينيها ذابلة و وجهها يتلون بالحمرة على انفها و وجنتيها اخفض وجهه منها ثم سأل قائلاً

_ نانا هل انت مريضة؟!

ثم رفع يده لتلامس جبينها ليستشعر بعدها حرارة طفيفة ردت هي: لقد اصبت بالانفلونزا هذا الصباح و لكنها خفيفة.. لا بأس

بدى القلق على نبرة صوته عندما قال: اذا هل ذهبت للطبيب؟؟

_ نعم لقد اعطاني بعض الادوية لا اكثر.. يجب علي ان آخذها بعد الطعام

استقام هو عن مكانه ثم امسك بيدها ليساعدها على النهوض و قال بعدما وقفت هي على الارض

_ اذا يجب عليك تناول الطعام

_ امي ليست هنا انها في الخارج

_ لا بأس يوجد امامك رئيس طهاة

_ أنت؟؟

_ لا تستهيني بمهاراتي الفذة

قلبت نانسي عينيها فهي بالكاد تستطيع تحمل كلامه عند صحتها فكيف و هي تشعر بالصداع ينهش رأسها سحبت يدها منه ثم عادت تهبط على الارجوحة: ارجوك لا اريد الاصابة بالتسمم سوف انتظر امي لتعود

ظلت هي تنتظره ليذهب و يغادر و لكنها في اللحظة التالية وجدت نفسها ترتفع عن الارض لتصبح بين ذراعيه مرغمة حاولت هي الخروج من نطاق ذراعيه و العودة للأرض و لكن ألكاي كان يعتبر الامر كلعبة لا أكثر، فهو ركض بها حتى دخل المنزل و وضعها فوق الاريكة

كانت هي تناظره بعينين يتطاير منهما الشرر بينما رفع هو كم ملابسه ليظهر ساعديه اسمرا اللون ثم توجه ناحية المطبخ و قال بمرح: و الان انا متأكد بأنك ستندمين على قرارك بعد تجربة طبخي

وضعت يدها على وجهها حيث شعرت بالإعياء و التعب فلم تجادله بل ظلت تراقب ظهره من بعيد و هو يخرج ادوات الطبخ ثم يبدأ بعمله سألت هي بفضول من بعد ان اصبحت الرائحة تجول في المكان

_ مالذي تصنعه؟؟!

اجابها و هو يقطع الخضار: حساء الدجاج انه يساعد على مكافحة الفايروسات

نطقت هي بسخرية: و كيف تعلم بذلك؟.. هل انت طبيب!

توقف صوت احكتاك السكينة على لوح التقطيع ثم سكت مكملاً عمله بصمت...

و اردف بعد دقائق عدة بنبرة استخلصت نانسي منها بعض الشوق و الحزن: أمي.. لقد كانت دوماً تصنعه لي عندما أصاب بالحمى

انصتت نانسي باهتمام فهذه هي المرة الاولى التي تسمعه يتكلم عن عائلته و كانت تتمنى لو تكلم اكثر.. و لكنه بروان بالنهاية.... غموضه يزيد الصداع على رأسها لا غير

وضعت هي رأسها المتألم على وسادة الاريكة و احست بجفنيها يسندلان على عينيها كستار يحجب عنها الضوء.. لقد احست بالراحة و الدفىء اثناء هدوء المنزل الذي لا يصدر منه سوى صوت تحركات ألكاي اثناء اعداده للطبخ و تساءلت هل ستكون حياتهما هادئة هكذا إن تزوجا؟!

و ما كادت ان تنام حتى دخلت رائحة الحساء انفها بقوة
مما ادى لاستيقاظها و فتحت عينيها بإرهاق تناظر ألكاي الذي على الاريكة المقابلة لها و بيده صحن حساء ساخن

_ لقد انتهيت

جعدت نانسي انفها الصغير اثناء نظرها داخل الحساء: لا اريد

و لكن الكاي لا ينوي ان يتركها تنعم بالهدوء ابداً فهو وضع الملعقة في الحساء ثم رفعها و وضعها داخل فم نانسي قِصْراً

_أنت طفلة مشاغبة... عليك الاكل و إلا اخبرت والدتك

تنهدت هي بقوة ثم جلست على الاريكة و اخذت الحساء منه لتأكل مرغمة قبل ان يطعهما هو بنفسه.. لانه يفعل ما يحلو لعقله دون ان يعير رأيها اي اهتمام

و مرت فترة من الوقت كان الصمت يغلب على المكان على غير العادة مما ادى لاستثارة فضول نانسي و نظرت ناحية الكاي الذي كان يسند وجهه بكف يده بينما عينيه تعلنان عن ارهاق واضح اثناء نظره للفراغ

و يبدو انه يحاول مقاومة الشعور المُلِح بإزالة الكمامة عن وجهه فهو يمسك بطرفها لادخال بعض الهواء لرأتيه حيث أصبح معدل تنفسه أسرع

ارتعدت الاخرى عندما رأته على هاته الحال لتضع يدها فوق يده محاولة تحسس حرارة جسده لتجده يغلي كقدر يستوي على نار حارقة... انه مريض اكثر منها

_ يا اللهي.. هل أصبتك بالعدوى؟!

سكتت نانسي بعد نطقها لهذا مدركة الامر... هل نقلت له العدوى بينما كانت تجلس بجانبه؟!! يبدو ان مناعة جسده ضعيفة للغاية فهو يرتدي كمامة من الاساس كيف اصيب بسببها!!.

لم يعرها هو اي اهتمام فهو يصب كل تركيزه على كيفية تدارك هذا الالم و الموقف الصعب لتنتقل مقلتيه المتعبة نحوها و حاول جعل نفسه قوياً حيث نهض ظهره عن الارجوحة و لكنه لم يستطع تخبأة ارتجاف جسده إثر الحمى القوية ليدير ظهره ثم ينطق بخفوت

_ لا بأس سوف اغادر الان

و بالفعل غادر الكاي المنزل و لكن من بعد هذا الحادث مرت عدة ايام... الاحد و الاثنين و الثلاثاء و الاربعاء و الخميس و الجمعة... الكاي لم يأتي لزيارة نانسي أبداً.. لقد اختفى!!

.
.
نهاية الفصل

خطيبي يخفي وجهه حيث تعيش القصص. اكتشف الآن