الثاني عشر

15 1 0
                                    


مرت الأيام بسرعة، مر تسعة أشهر. حدث الكثير ومنه ولادة زوجة رامز وإنجابها لطفلة سموها رويدة ، وعلموا أن مجد حامل بتوأم بعد أن أجهضت جنينها في الشهر الثالث وهي الآن بشهرها الاخير، وأهم ما حصل هو أن رغد قد توقفت عن أخذ أدويتها منذ ثلاثة أشهر لكن لا تزال تمنع وليد من أن يقترب منها.

مرَّ الكثير؛ فقد لاحقَتهم المشاكل كثيرا في العمل والحياة اليومية، وعانت رغد للتخلص من خوفها من التعامل مع الرجال بعدما حصل في خطبة محمد. وقد سبب لها هذا الموضوع الكثير من المشاكل. و ايضا من مسببات المشاكل كان الالتقاء بأُناس لا تريد اللقاء بهم، إن كانوا من الأهل أو العمل. فوالدة رغد كانت تاتي كل فترة واخرى لترى رغد التي سامحتها لكن لم تستطع تقبُّل فكرة وجودها في حياتها، فكانت تقع مريضة في كل مرة تزورها الام، ومع ذلك الام لا تزال تاتي كل فترة. أما العمل، فقد اضطرت رغد للعمل مع اخو معاذ في أحد المشاريع وقد واجهت وقت مُجهِد بسبب مقابلاتها الكثيرة مع معاذ ومحاولاته للحديث معها، وايضا تأنيب وليد لها بسبب عدم تخليها عن هذا المشروع مع علمها أن معاذ هو من مموليه. واكبر مصيبة تحدث كانت ابتعاد وليد و رغد عن بعضهما بسبب الصمت، فكلاهما متعب ولكن يحتفظ بها لنفسه، ولا يبديان هذا البعد أمام الناس و الأقارب حتى لا يتدخل احد بينهما.

وبالرغم من مرور تسعة أشهر رغد لم تستطع أن تقابل والدها خوفا من مشكلة أكبر. وفي آخر فترة كانت تحدث الكثير من المشاكل بينها وبين وليد، حتى أنهما لم يتحدثا لأيام بحجة العمل حتى لا تنشأ بينهما مشكلة أخرى. لم يعد وليد كما كان، و رغد أيضا؛ فأصبح هنالك فراغ بينهما، لا تزال مترددة من جميع النواحي، ووليد الذي واجهها بغضب و عاملها ببرود، جعلها تتمنى الموت وهي تراه يبتعد عنها أمام عينيها، فيَتركها ويذهب لأخرى.

..... .......................................

في ذكرى زواجهما الثانية كان البرود والابتعاد سيطر على كل شيء في حياتهما، رغد أرادت أن تعيد ما كان يزين حياتها، فحضرت مفاجأة لوليد. اتفقت مع شخص ليزين البيت بينما هما بالعمل، لكن وهي عائدة الى البيت عند باب الشركة رأت وليد يدخُل الى السيارة مع تلك الفتاة فصُدِمت، في البداية أرادت أن تقنع نفسها انه يذهب ليجلس مع صديقته هذا أمر عادي. لكن أثناء رؤيتها لهما سمعت الصوت الخبيث؛

"ألم أقول لكِ جميلتي؟ دعكِ من هذا الغبي الذي لا يقدر قيمتك وتعالي إلي".

التفتت إليه، إنه معاذ الذي غالبا يكون حاضر في أسوأ الأوقات. لم تملك أي نوع من أنواع الطاقة لكي تتجادل معه فأكملت المشي لسيارتها، ركبت ورأت معاذ يقترب من سيارتها فأقفلت الأبواب.

أخذ معاذ يحاول فتح الباب ويطرق على النافذة،

" افتحي لي، انه لا يعرف قيمتك، انا اعرف، انا اقدرك، انا اريدك رغد "

حكايتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن