لست مخدوعًا..
ما رأيته كان حقيقيًا..
ما زالت لعنته تطاردني..
أشعر بها كل يوم..
وأحيا تحت وطأة ذلك الهجوم..
و أذكر أحداث تلك الليلة البعيدة كأنما كانت بالأمس..
يقول صاحب القصة، أدعى سفيان وأنا في الثامنة و العشرين من عمري، شاب يعيش حياة روتينية.. عمل، منزل، الجلوس مع العائلة أو الرفاق، و بما أن زوجتي حاليا حامل أكرس معظم وقتي في العمل من أجل أن ابقى معها حينما يأتي إبني الأول للحياة
أعيش في منطقة جبلية ريفية هادئة، منزل بسيط وسط غابات الجزائر بمدينة بجاية، عشت بذاك المنزل لمدة أربع سنوات، مع روتين يومي متكرر، استيقظ باكرا للذهاب للعمل في الشركة و أعود للمنزل بعد العصر لأكمل عملي في الحقل حتى المغرب ثم ارجع للمنزل لأقابل زوجتي التي هي الآن حامل بالشهر السادس، نتعشى سويا ثم اسهر مع التلفاز حتى أنام ...
إلا أنه في يوم من الأيام وبعدما أتمت زوجتـــي الشهر السادس تماما بدأت المزرعة تتغير، لم يبقى شيء على حاله لاحظت أولا ذبول بعض الأعشاب والورود فظننت أن الحر هو السبب فسارعت لشراء بعض الأسمدة لها و ضاعفت سقيها حتى عادت للنمو مجددا
وفي أحد الأيام و أنا في العمل إتصلت زوجتي و نبرت الهلع تعلوا صوتها
- سفيان عليك القدوم حالا ، اسرع الأمر لا يقال على الهاتف!
أغلقت الهاتف بسرعة و ركضت عند لمدير لأخبره بخروجي مبكرا
- اسف جدا لكن زوجتي اتصلت و نبرة الخوف لا تزال عالقة في رأسي لو حدث لها مكروه أو لطفلي الذي لم يأتي بعد لن أسامح نفسي ..
- اذهب واطمئني لاحقا لابأس
- شكرا لك
ركضت بسرعة و توجهت نحو المنزل بهرع، مالذي يمكن أن يكون قد حصل لها ،تجاهلت كل ما في الطريق صادمت البشر تعديت إشارات المرور حتى وصلت لمنزلي.. فتحت الباب و دخلت بهرع و لم اتوقف حتى قابلتني هي بوجه مبتسم ووضعت يديها على كتفاي وقالت مبتسمة
- اهدء اهدء
حمدت ربي أنها بخير و شربت كوب ماء فنظرت لها بدت ملامحها مختلطة بين الخوف و الدهشة فسألتها
- مالذي حدث اخبريني
- حسنا ... ذهبت من ثلاث أيام لإطعام العنزات و لما فتحت الباب عددتهم فوجدت أنه تنقص ست منها ، فتغاضيت عن الأمر ولم اخبرك كي لا ترهق نفسك أكثر ، فعملك متعب وكثير وأنت تحت الضغط، لكن الأمر الذي جعلني أستدعيك هاته المرة هي أنه فتحت اليوم باب العنزات مجددا كي اخرجها وأطعمها فوجت أمرا أثار هلعي
أنت تقرأ
حرب زوهري
Actionالفضول للمعرفة حرب لا تستهان بها و بعض المعرفة لا يجب أن يعرفها البشر، و منها سنعرف أننا لا نعرف شيء في هذا العالم