المجهول بيننا

4 0 0
                                    


وصل السيد مقران لمنزلي حيث جلسنا في غرفة المعيشة و شربنا القهوة سوية ثم خرجنا معا للحديقة الخلفية كي نتحدث على إنفراد في "ما الذي يحصل فعليا " مشينا نحو المزرعة ليتفحص النباتات، كانت كلها عبارة عن تراب و ورود ذابلة و ملقات على الأرض نظر لها عن كثب هو و بقى يتفحص التراب جيدا خطوة خطوة فبادرته بالسؤال

- حسنا مالذي تضنه حاليا أو إستنتجته؟

فصمت بعض دقائق ليكمل تفحصه ثم وقف و نظر لي و قال :

- لست متأكد بعد.. خذني إلى مكان الماعز كي اراهم كلهم عن كثب

- حسنا طبعا

تمشينا معا نحو حديقة الماعز و دخلنا داخل الحظيرة حيث لم يسألني عن الماعز أبدا بل ظل ينظر للأرض ثم لعيونهم و بعدها بدء يتفحص النوافذ و الفتحات السفلية تحت الباب، فهمت لما نظر للأسفل أنه يبحث عن ماعز بلا ظل و لم يتمكن من تحديد هذا لأننا داخل الحظيرة و لا توجد شمس لذا نظر في عيونهم كي يرى إن كانت واحدة ما عيناها مختلفتان ولو قليلا، تصرف ذكي منه لكن ما الذي يبحث عنه بالتحديد..إنغمست في أسئلتي حتى سمعته قال " لقد وجدته هذا ما كنت أبحث عنه"

نظرت له بإستغراب ثم سألته : " عما كنت تبحث طول هذا الوقت ؟"

- حسنا الجن يترك خلفه بعض من التراب الغريب.. يمكن أن يبدوا لك أنه تراب عادي لنه في الواقع تراب كبريت و كنت أبحث عنه بين المزرعة لم أجده لأنه إختلط بالتراب العادي لكن هنا وجدته لأنه بجانب النافذة و لن يصل تراب عادي لهناك إلا بعاصفة ترابية

- حسنا فهمت، يعني تخميننا كان صائبا إنه هجوم من الجن

- اجل تماما ، وحاليا السؤال الحقيقي ماذا يريدون ؟

- لا أدري لكن سأعود معك للمنزل و لنضع الملح على الأبواب و النوافذ و كل المداخل كي تضمن أنك بمأمن من الجن و لن يدخلوا لك و أنا سأرجع لمنزلي لأحاول ربط مالذي يحصل و أحظر لك حل نهائي

- فهمت لنرجع

رجعنا أنا و مقران و حكينا لزوجتي كل ما حصل و وضعنا الملح عند الأبواب و النوافذ و أغلقناهم جميعنا و وضعت سورة البقرة في المنزل، و عندما إنتهينا رأيت أن وجه السيد مقران تغير أصبح شاحبا بعض الشيء كأنه قد رآى شبحا بالفعل.. و عندها ودعني و خرج، كان ذهابه مسرعا غريبا و لكن بما أنه قال أن جن كان هنا أتفهم خوفه و حاليا سأبقى ببيتي حتى يتصل بي هو مجددا

مرت الساعات قضيتها بكتابة المقالات كي أعوض الأيام التي لم أذهبها للعمل فقد عملت بالمنزل، و كان كل شيء طبيعيا كانت زوجتي في المطبخ تعد العشاء و قد تناست الأمر بعض الشيء فنهضت عن مكتبي ثم ذهبت كي أتفحص الملح فوجدته موضوع تحت كل الأبواب و النوافذ و لم تتحرك منه حبة و عندها سمعت آذان المغرب.. ثم ذهبت للحمام كي أغسل وجهي، دخلت للحمام و أغلقت الباب و فجأة رأيت صنبور الماء يفتح وحده و بدء الماء يسيل وكانت المياه ساخنة و من بعدها إنفتح صنبور الدش و بقيت الصنابير و سخن الحمام من كثرة سيولة الماء الساخن فتغطت المرآة ببخار المياه و عندها نظرت للمرآة فوجدت طابع يد عليها تملكني نوع من الخوف فقررت أن أبادر بالهرب أو أن أحظر قليل من الملح لكن فجأة شعرت أن أحدهم أمسكني بيداي بقوة و رفعهما للأعلى و ثبتني على الحائط بقوة ثم رأيت شخصا على المرآة ارتسمت يداه جيدا عليها بشكل واضح بينما جسده لم يظهر كان شبه غير مرئي كأنه شبح يظهر شكل الجسد لكن كل شيء رمادي فيه لا ملامح و لا أثار شكل الجسد و عندها سحب يده لأرى أنه يكتب بالدماء فالمرآة جملة " المعرفة أمر جميل، لكن معرفة ما لا يجب عليك أن تعرفه هو الإنتحار بذاته... بعض الأمور يجب أن تبقى أسرارا" و بعدما قرأتها انغلقت الصنابير و بدأت أشعر بضيق في التنفس بسبب الحرارة و عندها أفلتني فجلست على الأرض متكئ على الحائط و زال البخار من على النوافذ و كذالك أثر الدم كأنه لم يحدث شيء بعد... إستجمعت قوتي مجددا و فتحت صنبور الماء و غسلت وجهي و خرجت و عندها سمعت أذان المغرب مجددا، فتوجهت للمنطبخ عند زوجتي و سألتها

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 27, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

حرب زوهريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن