أنا ادعى مقران في الثانية والخمسين من عمري باحث في مجال ما وراء الطبيعة من جن و مخلوقات أخرى اسكن في منطقة نائية في غابات ''تيزي وزو'' و من أهم أصدقائي السيد سفيان و قد حدثني اليوم عن الحوادث الغريبة التي صادفها في منزله لذا قررت أن أبدء هاته المغامرة معه وأكتشف ما الذي يحدث معه.
أول شيء جمعت كل الأدلة، كي لا أستبق الأحداث أو احكم بالخطء، فدققت في الأمور التي حكاها لي وحاولت أن أصل لتفسير منطقي لها أو على الأقل شيء معروف في الظواهر الخارقة والتي أن فيها و أتبعها منذ صغري فهي ما كان والدي الراحل يحاول إثبات وجوده لكنهم قتلوه و أنا طفل و أمام ناظري لذا كرست حياتي أن أبحث عنهم و أزيلهم من عالمنا مهما كان الثمن و مازلت في انتقامي مع أنني عجوز في الثانية و الخمسين من عمره، حسنا سنبدء في التحقيق في قصة سفيان، جلست على مكتبي ووضعت دفتري أمامي و بدأت بتدويل كل شيء و ربط ما قاله لي بمعرفتي الخاصة محاولا الوصول إلى نتيجة منطقية، أو روحانية ، أي شيء يتقبله العقل البشري بدون غرابة..
· لدينا أولا موت النباتات و إختفاء الحيوانات دون أي دلائل، و حسب معرفتي الخاصة بالطبيعة و الحيوانات و عالم الجن، هناك ثلاثة إحتمالات لحدوث هاته الفكرة:
- إما سحر أسود قاد الجن كي يسرقوا الحيوانات ولكن لا علاقة للسحر الأسود و الجن بذبول النباتات فالجن لن يسرقوا حيوانات بدون سبب و السحر الأسود سيؤذي البشري الذي تم إرساله له و ليس النباتات و الحيوانات، اذن سنفترض أن هاته الفرضية خاطئة
- الوحيد التي تذبل الحيوانات في حظوره هو أحد الشياطين الكبار مثل "لوسيفر أو ساتان أو عزازيل، إلخ..." لكن ما علاقتهم بالحيوانات لماذا قد يخطفونهم؟ و نعلم أن السحر الأسود لن يحظرهم إذن لماذا قد يحظرون ؟ و هنا ستبقى علامة الإستفهام هل هم الذين حظروا أم هناك قصة أخرى؟
- ثالثا هو جواب منطقي يمكن أن يكود أحد ما أخذ المحصول الجيد و ترك الذابل و أخذ الحيوانات و هو حاليا يطعمها من ذاك المحصول
· ثانيا لدينا وجود حيوان نافق وسط بقية الحيوانات وكانت دمائه كلها على الأرض، حسنا كما نعلم الماعز يتقاتلون أحيانا لكن قوته الجسدية لا يمكنها أن تقتل حيوانا من نفس جنسها أو أن تمزقه أشلاء كي يتطاير دمه، لا أجد تفسير روحاني لهذا الأمر، الأمر الوحيد الذي يمكنني أن أنسبه له هو أن يكون هناك جني وسطهم متلبس بشكل ماعز و هم من أكله لكن لا يمكنني أن أحكم بهاته السرعة، ربما علي أن اذهب لمنزل سفيان بنفسي وأتحقق من الأمر كي لا أستبق الأمور ولا أخطئ بأي شيء أو تعريف شيء ما...
دونت كل شيء في كتابي الخاص وذهبت لأجهز بعض الأمور في حقيبتي مثل " الطباشير و البخور و الماء المقدس و بعض الأمور الأخرى" التي قد أحتاجها كي أنطلق إلى منزل سفيان في حلول الصباح، وهكذا سأتحقق من كل شيء هناك بنفسي و أقوم معه بما يجب كي يكون بأمان.
في صباح اليوم الموالي وضعت حقيبتي في السيارة و جهزت نفسي ثم إنطلقت إلى منزل السيد سفيان الذي يبعد عن منزلي بمسافة ساعتين، إنه الويكاند و أعلم أنني سأجده في المنزل لذا سأتصل به بعد قليل لأخبره أنني في طريقي إلى منزله كي نضع حد لهاته الظواهر لغريبة التي تحدث له و نعرف مالذي يحدث في عالمنا و من يدري ربما أجد ذاك الذي قتل والدي كي أقوم برد الثأر له...
اتصلت بسفيان و أخبرته بقدومي فشكرني وقال أنه بإنتظاري، وأنا بطريقي له استوقني صداع شديد في رأسي فأوقفت السيارة و ركنتها و بدأت اضرب رأسي بقوة على المقود من شدة الألم و بقيت أسمع أصوات كأنها ملايين الأشباح تصرخ بجانب أذناي ثم فجأة توقف كل شيء و زال ألم رأسي كأنه لم يحدث شيء فخرجت خارج سيارتي و أخرجت زجاجة ماء بلاستيكية ثم غسلت وجهي ببعض المياه و عندها لفت إنتباهي صراخ فتاه بقوة كأن هناك كيان يريد إبعادي عن هذا المكان بقوة، إلتقطت أنفاسي و ركبت سيارتي و أنطلقت بسرعة أكبر لأنني بدأت اشعر كأنني مشوش و تائه، بقيت أقود بسرعة حتى قاطعتني فتاه ترتدي فستان أبيض طويل مع شعر اسود يصل لركبتيها الخلفيتين لكني لم أقم بتخفيض سرعتي أو حتى التشتت بأمرها... كانت تصرخ بقوة و تبدوا أنها تهرب من شيء بعيد، أنا لست أحد الملائكة أو إلاه كي أنقذ الكل لدي أمر واحد علي إتمامه و هو الوصول لمنزل سفيان تجاوزت الفتاه و لم أتوقف لها أبدا و بعدها نظرت لها من المرآة لألاحظ تغير ملامح وجهها و خروج سائل لزج أسود من فمها مع إبتسامة عريضة فأسرعت بسيارتي أكثر حتى خرجت من طريق الغابة ووصلت إلى منزل سفيان الذي كان ينتظرني عند الباب هو و كلبه الصغير...
أنت تقرأ
حرب زوهري
Açãoالفضول للمعرفة حرب لا تستهان بها و بعض المعرفة لا يجب أن يعرفها البشر، و منها سنعرف أننا لا نعرف شيء في هذا العالم