الليلة المشؤومة

4 0 0
                                    


تلك الليلة جلست في مكتبي و أنا أتصفح عبر النت عن الكتب القديمة و عن أمور السحرة و الشياطين فقد انعقدت أفكاري هناك شك أنه هجوم شيطاني لكن لما أنا بالضبط ؟ ، كما هناك شكوك أنه سحر و قد يكون أي شخص فعلا و لا يمكنني أن ارمي الشكوك على الكل و بنفس الوقت لا يوجد شخص معين اشك به كما لا يمكنني نزع الشكوك من أي أحد الأمر فعلا محير جدا..، إضافة انه جزء من عقلي يرفض تصديق هذا و يقول أن هاته الأشياء ليست سوى خرافات، سهرت الليلة و أنا منغمس في أفكاري حتى نمت على مكتبي ومن التعب شعرت بزوجتي و هي تضع الغطاء على ظهري و أنا نائم لكني لم أكن أقوى على تحريك إصبع..

إسيقظت بعد خروجها من مكتبي لأارى أن النور ينطفء و يشتغل من تلقاء نفسه فقمت بإغلاق مفتاح النور و أعدت فتحه لكن المفاجئة لم يشتغل النور بعدما اطفأته، بقي النور مطفأ فرجعت لمكتبي باحثا عن هاتفي لأشغل النور به و أخرج من العلية و أرى زوجتي الحامل.. حملت هاتفي بسرعة نظرت له كان مليئ بالتشويش و يرفض العمل.. ما العمل الآن؟ ذهبت بإتجاه الباب لأفتحه فسمعت صوت سقوط خلفي إستدرت بسرعة لأرى مخلوق واقف في الظلام لا يظهر سوى مقلتا عينيه الواسعتان مع بؤبؤه الأسود و الدم يسيل منهما و أسنانه التي تشبه كثيرا أسنان البشر و قد كانت صفراء و فيها القليل من الدم تراجعت للخلف و بدئت أنظر للأرض كانت مليئة بالشعر حاولت جاهدا قراءة أية الكرسي لكن فجأة كأنها محيت من رأسي لم أتذكر منها أية حرف.. لا هي و لا أية سورة أخرى، شعرت أني ضائع و فجأة شعرت بشعور سقوط قوي، لأستيقظ منفزعا من حلمي فأرى عجوز أمامي تنظر لي بإبتسامة عريضة مع وجهها الشاحب و عيناها الصغيرتين و تحتهما شباك سوداء تبدوا كأنها لم تنم منذ عقود جلست تحدق بي بدون أي رمش، و لم أستطع التحرك أو حتى نزع الغطاء الذي على ظهري فنزعته هي ثم شعرت بأن أحدهم واقع على ظهري و يدوس بقوة و أنا لا يمكنني التحرك، و لم تغادر تلك العجوز مكانها بل ظلت تراقبني و تمرقني بتلك النظرة و الإبتسامة المستفزيتين و بصعوبة حتى تمكنت من تحريك إصبعي .. و ما إن حركت إصبعي جمعت شجاعتي و رفعت يدي بقوة لأستيقظ مجددا و أنا لا أزال نائم على مكتبي وقفت و ذهبت إلى الحمام لأغتسل، غسلت وجهي و شربت قليل من الماء وأنا لا أزال متذكر ذاك الحلم جيدا و عندها نظرت للساعة فوجدتها لا تزال الثالثة و الثالثة و الثلاثون دقيقة صباحا، فرجعت لغرفتي و بقيت أحاول النوم مع أنه ذهب كل النعاس تماما..

استيقظت اليوم الموالي في الصباح الباكر كالعادة، شربت القهوة مع زوجتي و إنطلقت للعمل وكان مجرد يوم عادي مثل الأيام الأخرى، جلست في مكتبي أعدل على الملفات الخاصة بالشركة و أصححها وأعيد تنظيمها حتى تلقيت إتصال من السيد مقران مجددا، لم أستطع الرد عليه فكنت في توقيت العمل فأرسلت له رسالة أنني في العمل وسأعاود الإتصال به في تمام الساعة الثانية عشر مساءا، أكملت عملي حتى أتى وقت الفسحة فخرجت و إتصلت بالسيد مقران

- أهلا مقران هل من جديد؟

- ''لم أتوصل لأي جديد عدى أنني متيقن أنه هجوم من كيان شيطاني و سأقوم بشيء ما هاته الليلة كي أتأكد قطعا ''

- حسنا فهمت، ربما سأقدم على المجيئ لك غدا إن لم تكن مشغول

- ''لا بأس تعال لي غدا لكن ليس باكرا..''

- حسنا سأمر عليك بالمساء على الساعة الخامسة مساءا ما رأيك ؟

- ''لا بأس أهلا بك سفيان ''

أغلقت هاتفي و رجعت لعملي و مر اليوم بسلام، أردت أن أحكي له عن حلمي ربما له تفسير، لكنني أضن أنه من نسج عقلي لأني كنت أبحث عن معلومات الجن في وقت متأخر.. أو ربما هم من يريدون مني أن أعرف عليهم أي شيء لذا كونوا لي ذاك الحلم.. الأمر غريب و صعب لذا سأبقيه سرا أحسن لي و لسلامة عائلتي.

إنأخطر لعبة يلعبها الإنسان أن يعبث مع شيء لا يجب عليه العبث معه و الكائناتالشيطانية لا تحب أن يعرف عليها البشر ولو واحد بالمئة من المعرفة عنها، معرفة فقطفما بالك لو كان يحاول إكتساب معلومات أو علم، فيمكن أن يؤدي هذا إلى مقتله و مقتلكل من يحب حرفيا، و بميتة بشعة .

حرب زوهريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن