مُقدِمَة

1K 39 26
                                    

-'♡'-





لطالما فضَّلتُ الليل على سائِر أشطُرِ اليوم فعلى الرُغم مِن مُثابرتِه على تعييري بِوحدتي إلا أن السُكون الأزليّ المُقترِن بِه كان ملاذي الوحيد مِن أعيُنٍ لا تنفكُّ عن تلاوةِ آثامي مُحالةَ الغُفرانِ على مسامعي المُنهكة كلما لمحتني ولو مِن بعيد


ذلك القُمقُم الخانق اللذي قطنتُ، حبيس وِجداني اللتي لم أعلم سِواها موطِنًا طوال رِباعي التِسعةِ والعِشرون المُنصرِمة



لا أدري أكان هذا خيارًا أم فرضًا ولكِنِّي لم أستوطن غيرها إلا وانتهى بها المطاف لافِظةً إياي، فلم يُطِقني مكانُ آخر خلا عن تلك الأليافِ العصبية الأسيرة بين جُدرانِ رأسي، وأراهن أنها لو اِمتلكت مِن أمرها شيئًا لمَا ترددت في هجري ولو لِجُزءٍ هينٍ مِن الثانية



كانت سَدفةَ الإمساءِ بِمثابةِ ثوبٍ أُوَاري به سوءة رُوحي اللتي ضاهت سماء الليلِ إعتامًا



ولِأن الراحة هي أبعد ما يكون عن الدوام، فلا تتبدد حُلكةُ السَحَرِ إلا ليحُل عقِبها فجرٌ جديد بِخيوطِ شَّمسٍ غرَّاء تقتحم قِتام نفسي بِلا اِستحياء نازعةً عنها رِداء الدُجي اللذي يُطمِر الغائِر من جُروح مُهجتي، تبرحُها سافرةً، عُرضةً لِكل مَن هبَّ ودبّ




ورُغم كثرةِ مُحاولاتي إلا أنِّي لم أستطِع وضع حدٍ لِتلك الهواجس التي تُلح علَيَّ ليل نهار بأمرٍ واحد، إطباقِ أجفُنِ تِلك الأعيُنِ الوقِحة لِلأبد، علَّ غلقهن يُذهب ببعضٍ ممَّا يجلِبُ حِصارُهُنَّ لِخَلَدي مِن كدر





قد لا يسعُني طمسُ الشَّمسِ اللتي تُعرِّيني ولكنَّني قادِرٌ على طمسِ تِلك المُقلِ اللتي تُبصِر ما بي مِن عوَراتٍ جاهدتُ في سترِها .







°࿐ ࿔


اول تجربة ليا بالعربي أتمني تعجبكو وسامحوني لو فيه أخطاء املائية

اتمني تقولولي ارائكو علي كل بارت
إن شاء الله هنزل بارت كل أسبوع إبتداءًا من بكرة

عِطْرٌ نِسَائِيِّ |هِيونهوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن