9- موعِد

288 28 72
                                    





♡.﹀.♡





الكاتِبة




مرَّت الساعات على الغُرابي وهو في حالةِ ترقّب لوصولِ من أرهق فؤاده شوقًا، حلت التاسعةِ بالفعل ولم يظهر بعد فاعتزم التمهُل في غلقِ المقهى



حلت العاشِرة، ولم يظهر بعد ....



تلتها الحاديةَ عشر، وليس لهُ أثر ....




ثُم الثانية عشر، تبًا!





لا يسعه الانتِظار أكثر مِن ذلك، سيقتُله السيد تشوي إن علِم






اتجه إلى مفاتيح الكهرباء، يُغلق أضواء المقهى قبل أن يفعل المِثل بأبوابه حتّى أتمّ إقفالهن جميعا، جرَّ ساقيه خلفه بخيبةِ أملٍ شديدة، وقد بات البردُ قارسًا عقِب انتصافِ الليل، جسده يرجُف مِن السقيع تمامًا كقلبه الذي انتفض لوعةً بعدما جافاه الدفء الماثِل في هيئةٍ ذاك المُحقق الفاتن





أنفاسُ دافئة حطت على عُنُقِه البارِد فالتفت بفزع إثرها ..




ليجد ذراعين قويتين تُثبِتانه حال التفتاتِه سريعًا لِمواجهة مصدر الدِفءِ المجهولِ الذي باغته ..





" مينهو ؟ " فغر فاه في دهشةٍ





" أكُنت غارقًا في أفكارك لهذا الحد حتَّى أنك لم تسمع خطواتي المُتسارعة نحوك ؟ هذا خَطِر هيونجين ! يجب أن تنتبه أثناء سيرك في هذه الساعة المُتأخرة " أعرب الأُرجواني عن قلقه بكلماتٍ تدفقت على لسانه كسيلٍ جارفٍ زاد مِن اضطِراب نابِض الغُرابي






" ماذا إن لم يكن أنا ؟ " تابع بخفوتٍ مُطأطأً رأسه




" لا تُلقِ بِاللوم عليّ بل لُم مَن تركَني انتظِر حتَّى مُنتصف الليلِ ولم يُكلف نفسه عناء المجئ " أجاب وقد اعتصر فؤادَه الألمُ





" آسف " اعتذر بأكثر النبراتِ تألُمًا





" لم أستطع القدوم سريعًا بسبب الأعمال المُتراكمة عليّ لولها لما تأخرتُ عنك ولو للحظة واحدة، فقد اشتقتُ إليك كثيرًا عزيزي "


" خِلت أنك لن تعود مجددًا " تمتم الغُرابي بنبرة هي أقرب للبُكاء





" أحمق " همس الأرجواني لتنفرج أساريره عن قهقهة خافتة تسربت مِن ثغره " أتخال أني بهذا القدر مِن الغباء لأتخلف عن موعدِنا الأول " تابع مُستنكرًا يحاول تخفيف الأجواءِ المُحتدمة بينهم




عِطْرٌ نِسَائِيِّ |هِيونهوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن