عِطْرٌ نِسَائِيِّ |هِيونهو

6- قهوة ☕

♡.﹀.♡

هيونجِين

تسللت أشِعة الشَّمس إلى نافذتي على استحياء، نازعةً سِتار الليل العاتم اللذي إنسدل بِوقارٍ على مَضجعي، تَقلبت علي الأريكة بكسلٍ إعتدتُه مُنذ إنتقالي إلى تلك البلدة الرتيبة، ولكن على عكس المُتوقع فقد تخلل ذلك الخمول المعهود شرارةُ حماسٍ وهاجة لم آلف وجودها بعد

تلك الأُمنية العابرة بلقاءه، اختِلاس النظر إليه، أو حتَّى التمادي ومُبادلته النظرات، لتسحبني عيناه إلى القاع كما تفعل بي منذ لقاءِنا الأول، وأنا كالغريق أتشبثُ بِقشة، وما تُغني قشةٌ ضامرة أمام طوفان عسليتيه اللتان تغمِسانني بهما أكثر كُلما تجرئت على النجاة ؟! وكيف لي أن أبتغي النجاة في بُعدي عنه وهو منجاتي وهلاكي في الآن ذاته ؟! مَنجاةُ لقلبي الهالكِ بِلاه

تجهزت لِلعمل فور شعوري بِتحسُن قدمي المُصابة، فلرُبَّما احتاجت قدمي بِضعة أيامٍ للتعافي، ولكن ما أحتاجه أيسري هو ما يشغله عن الوقوع لِلأُرجواني

.. العاشِرة صباحًا ..

كان المقهي هادئً نسبيًا في هذا الوقت مِن اليوم، شِبه خالٍ إلَّا مِن بعض الفنانين والكُتَّاب اللذين اتخذو مِن مقاعده الهادِئة وِرش عملٍ لهم تعزِلُهم عن ضوضاء البلدةِ بالخارج

بَاشرتُ في إعداد فِنجان قهوةٍ لي، لِأحتسيه قبل أن يعُج المقهى بِالزبائن مرةً أُخري فاستِراحة الغداء بعد ساعاتٍ ولم أتناول شئً مُنذ استيقاظي

جهزّتُ مَاكينة القهوة، واضعًا حِفنة مِن حباتِ البُن بها، وقبل أن أضغط زِر التشغيل قاطعني صوتٌ رخيمٌ عَرَّف عن صاحِبه دون الحاجة إلى الالتِفات إليه، الأُرجواني خاصتي .....

لا أعلم متى أضفت إليه ' خاصتي ' تِلك ولكِنِّي أحببتُ وقعها علي قلبي أكثر مِمَّا توقعت

" تبدو بِحالٍ أفضل اليوم "

' وكيف لا أكون بأفضل حالٍ وأمسي وأول أمسي لم يخلوَ مِنك ' أجاب عقلي بتلقائية حال تسللت نبرته الناعمة إلي أُذُناي عابرةً الحاجِز الفاصِل بيننا، اِرتجفت أناملي على زِر الماكينة إثر خجلٍ لا أعلم كيف وجد طريقه إلى نفسي، رُبَّما هذا ما يجب أن أكون عليه بعد اللذي جري بيننا في اليومين المُنصرِمين ؟ مُحرَج !

إلتفتُ بإتجاههِ قسرًا وكأن جسدي يتوق إليه دون مشورةٍ مِني، لِأجد رُسغي مُستندًا على الحاجز الرُخامي اللذي يقبع خلفه الأُُرجواني بابتِسامةٍ ناعمة اعتلت ثغرِه فور التِفاتي