الفصل الحادي عشر

101 16 1
                                    

-نتجوز!!!

قالها مازن بنبرةٍ مرتعشة،ظل صامتًا لدقيقتان لم ينبت فيهم ببنتِ شفةٍ،كانت ماهي تبحث في عيناه عن أجابة لسؤالها ولكنها وجدت الرد الصامت كأفضل من الرد بالسان،فقد رد عليها مازن بعينان تائهتان فقالت الأخيرة بشفقةٍ:

-جوابك ظهر من عينك با مازن ،سلام

تمسكت ماهي بحقيبتها بقوةٍ وتحركت لخارج الجامعة وعيناها ممتلئة بالعبرات التي سقطت رغمًا عنها،حاولت اخذ انفاسها ولكنها لم تستطيع، رنت على هاتف أمها ميساء ولكنها لم تجد رد، اخذت اقرب وسيلة مواصلات امامها لتعود ادراجها بنفسٍ منكسرة وقلبٍ محطم...

وصلت المنزل بعد ربع ساعة وصعدت عن طريق المصعد، كان جسدها يرتعش من الحزن حتي أن مفاتيحها سقطت من يدها، شعرت ميرنا بصوتٍ خارج الباب لتتحرك وتفتحه لتجد ماهي بوجهة متورم من البكاء وعينان باللون الأحمر، امسكتها ميرا وادخلتها للداخل وهي تسندها، جلست ماهي على الاريكة وهي تبكي لتسألها ميرنا بتوجس:

-بتبكي لية إية إلي حصل؟، ماتردي بتبكي ليه

لم ترد عليها ماهي بل اخذت حقيبتها وولجت لداخل غرفتها في صمتٍ تام، ضربت ميرا على فخذها متعجبة من ما يحدث حولها، ولجت هي الأخري للداخل لتجد ميرا نائمة على فراشها وبجانبها هاتفها، اضاء الهاتف مرةً واحدة ليظهر اسم مصطفي زميلها بالحصة-والذي يحب ميرا-...

امسكت ميرنا هاتف ميرا ولتفتح الهاتف بالرقم السري-التي رأته من قبل تكتبه ميرا على هاتفها- جلست تقلب في رسائل برنامج التواصل الاجتماعي (what's app) لتجد رسالة من مصطفي فحواها:

-لو سمحتي يا ميرا ردي، متطنشنيش كده، انا والله بحبك مش بكدب عليكي وعايز نتقابل ونتكلم سوا مش اكتر

رمقته ميرنا بنظرات حزينة لإنها طلما كانت تحبه من ايام الصف الأول الثانوي وهو لم يهتم لأمرها وكإنه لم يراها، هي ضحت بمستقبلها من اجله ودخلت نفس اختصاصه-الشعبة الأدبية- كي تكون معه ولكنه كان دائمًا يبحث عن ميرا وروحها التي تعيده للحياة مرةً اخري....

هما الاتنين يشبهون بعضهم البعض، فمصطفي يحب ميرا التي لا تعطيه ادني أهتمام وميرنا تحب مصطفي التي تراه دائمًا حُلمًا صعب تحقيقه..

ردت ميرنا على مصطفي قائلة:

-إية رأيك نتقابل بعد ساعتين في كافيه (....)

جلست ميرنا بجانب فراش اختها واجنحتها لم تساع الغرفة من فرحتها، تحركت مسرعة وذهبت لتبدل ملابسها لتنزل لتراه وتعبر له عن حبها له، فهي لم يعد بيديها أي شيء لتخسره، اذا فلتخسر مصطفي أم تكسبه...

***

في أحدي المحلات بشوارع القاهرة...

حبيب ماماحيث تعيش القصص. اكتشف الآن