صرخت هبة بصوتٍ عالٍ على أملٍ أن يسمعها ٱحد، وضعت يدها على مكان جرح منذر وحاولت أن تضغط على الجرح؛ كي لا يخرج تلك الكمية من الدماء ولكنها فشلت في ذلك، أمسكت وجة منذر بكفيها الأثنين قائلة بصوتٍ متقطع:
-منذر.. قو.. قوم يا منذر، أنا والله ما أقصد... قوم بالله عليك، قوم يا منذر، قــــوم
ركضت بأقصي سرعة لديها وفتحت باب المنزل، ووقفت في منتصف الطرقة وصرخت بصوتٍ عالٍ:
-ألحقوني منذر بيموت ألحقوني
فتحت الجارة الساكنة بجانبها الباب، وتفاجات بحالة هبة، فكانت الدماء تملئ ملابسها ووجهها، أقتربت منها سائلة بتوجسٍ:
-إية إلي حصل يا استاذة هبة، في إية؟
لم تستطع هبة التحمل فوقعت على الارض مغشيًا عليها، صرخت الجارة بصوتٍ عالٍ:
-يا ناس غيثوني الست هبة أغمي عليها، حد يغيثني يا ناس
بدأت الأبواب تُفتح باب وراء الاخر وتجمعت الناس على السُلَم، أقتربت إحدي الجارات من هبة ودنت منها لتقول بخوفٍ:
-دي بتنزل دم، يلهووي دي مصيبة
أما زوج تلك الجارة ركض لداخل منزل هبة فرأي منذر على الأرض، أقترب منه لكي ينقذه ولكنه وجده غارقًا في دمائه، صاح بأعلى صوتٍ لديه:
-الاستاذ منذر مـــات، الأستاذ منذر مــــات
****
بينما كانت ملك تجلس في سيارة مروان، حاولت بكل قوتها أن تغلق الموضوع ولكن مروان لا يريد ذلك، فمروان منذ أن سمع رأيها في خطبتهم وهو لما يقف عن التحدث، قاطع مروان صمتها قائلًا بسعادةٍ:
-ملك إنتِ بجد موافقة على خطوبتنا، دا أستد يوم في عمري، إنتِ مش مصدقة أنا فرحان قد إية إنك وافقتي تديني فرصة، أنا والله آآآ
قاطعته ملك قائلة بنبرةٍ غاضبة حاولت أن تخفيها ولكنها فشلت في ذلك:
-خلاص يا مروان مش كل شوية نتكلم في الموضوع دا، أيوة وافقت على خطوبتنا وأه وافقت إني أديك فرصة، أهدي بقي
لاحظ مروان نبرتها الغاضبة فأيقن أن هناك شيء خاطئ، تشدق مروان بصوتٍ أجش:
-ملك إنتِ مش فرحانة؟ أنا عملت حاجة تضايقك؟ أصلك من أول ما قولتي إنك موافقة على الخطوبة وإنتِ قالبة وشك وأنا عديتها عشان خاطر على تعبان وقولت أكيد إنتِ متسايقة عشان كده، بس إلي لاحظته دلوقتي إنك متضايقة عشان خطوبتنا، لو إنتِ مش موافقة عادي مش هزعل، لكن إنك تبقي موافقة غصب دا إلي يضايقني
صاحت ملك بصوتٍ عالٍ وألتفتت برأسها إلي مروان، قائلة بنبرةٍ متعبة:
-يوه بقي، أنا تعبت من الرغي الكتير دا، أنا لو مش موافقة عليك كنت جبرت نفسي لية إننا نتخطب، أنا طبعي كده يا مروان، أنا مبستحملش نفسي طول عمري لاوية بوزي، مش هتيجي إنتَ وتغيير طبيعتي، أنا لو مكنتش عايزة خطوبة كنت قولتلك من الاول إني مش عايزةبس أنا فكرت وقولت لية لأ، ما يمكن تظبط المرة دي، بس عشان رغيك دا شكلها كده مش هتظبط
أنت تقرأ
حبيب ماما
Genel Kurguهي ضحت، ضحت بالكثير من أجل فتياتها، ضحت بشبابها وروحها التي مازلت ترفرف، ضحت وعندما أرادت أن تأخذ مكافأتها حُرمت منها، هي موجبه بالتضحية إلي الأبد.