ضرب علي كفًا علي كفٍ من الموقف القابع أمامه، كان المنزل بأكمله يبكي على شيء غير معلوم، أقترب علي منهم ثم سأل بهدوءٍ مُريبٍ:
-أنتو بتعيطوا لية؟
تكلم الجميع في نفسٍ واحد:
-وأنت مالك!!
صمت الجميع لدقيقتين ثم تحدثت ميساء بعد أن كفكفت دموعها قاێلة:
-بتبكوا لية؟ إية إلي حصل؟!
ردت الفتيات أيضًا في صوتٍ واحدٍ بنبرةٍ منكسرة مليئلة بالدموع والألم:
-ياماما طلع مبيحبنيش يا ماما
أخذتهم ميساء بحضنها قائلة بهدوءٍ:
-فهموني بس واحدة واحدة إية إلي حصل بس
ردت ملك بنبرةٍ مبحوحةٍ باكية:
-يا ماما أنا تعبت أنا عايزة ربنا ياخدني، يارب خدني يارب خدني
أمسكتها والدتها من ذرعها صائحة وهي تحتضنها:
-بس متدعيش كده على نفسك، حصل اية فهميني
ربتت ميساء على كتفها بهدوءٍ محاولة فهم ما يحدث أمامها فتحدثت ملك بتوترٍ:
-يوسف عايز يطلقني يا ماما
ضربت ميساء على صدرها صائحة:
-لية؟ إية الي حصل لكل دا؟
غلبت العِبرات عيناها فقالت بنبرةٍ منكسرة:
-كان عايز... عايز يقرب مني
ضربتها ميساء على كتفها قائلة بعنفٍ:
-وإنتِ سكتيله؟، أوعي تقولي إنك سكتيله الواطي إبن الواطي دا
قالت ملك بصوتٍ مهزوز مليئ بالبكاء:
-لا يا ماما مسكتلهوش وأديته من المنقي خيار، بس هو قالي يا أنا يا أولوياتك يا ملك، وأنا مش هضيع أولوياتي علشان راجل، بكرة أجيب الأحسن منه يعني بس انا عايزة يوسف برضو
أحتضنتها ميساء قائلة بفخرٍ:
-طمرت فيكي تربيتي يا ملك، فكك من يوسف دا انا هعلمه الأدب بس اصبري
ولجت ملك لغرفتها لتجلس ماهي بجانب والدتها قائلة:
-يا ماما مازن باعني عشان خاطر صحابه، دا وعدني إنه هيتجوزني وقالي بحبك، يبيعني لية طيب، هو أنا قصرت في إية نحيته
ربتت ميساء على كتف ماهي وقالت بنبرةٍ رزينة:
-يابنتي إنتٌ يتفاتلك بلاد مش شارع عشان تقللي من نفسك للدرجة دي، هو لو كان بيحبك كان زمانه اتقدم
أنت تقرأ
حبيب ماما
General Fictionهي ضحت، ضحت بالكثير من أجل فتياتها، ضحت بشبابها وروحها التي مازلت ترفرف، ضحت وعندما أرادت أن تأخذ مكافأتها حُرمت منها، هي موجبه بالتضحية إلي الأبد.