الفصل الثاني والعشرون

75 14 0
                                    

-أنا بكرهك يا علي بكرهك

قالتها ماهي وهي تركض نحو المطبخ، تحرك علي وميساء نحوها وحاول علي أن يصلح الأمور، ولكن كان الوقت قد فات، فالنار بدأت تأكل في ماهي وأصبحت ككتلة من الجمر الأحمر، تحرك علي خلفها وأمسكها من رسغها قائلًا:

-أنا عملت كده عشان مصلحتك

كفكفت ماهي عبراتها بيدها قائلة بصوتٍ منكسر ساخط:

-مصلحتي في إنك تفرقني عن أكتر إنسان بحبه! لو دي مصلحتي فتولع أنا مش عايزاها

ركضت ماهي تجاة غرفتها وهي منهارة، ركض على خلفها قائلًا بصوتٍ غاضبٍ:

-استني هنا أنا بكلمك

مسحت ماهي بكف يدها عيناها بعنفٍ قائلة بنزقٍ:

-عايز إية تاني ها عايز إية؟ مش عملت إلي في دماغك وارتحت عايز إية تاني بقي؟

أمسكها علي من ذراعيها محاولًا أن يوقفها قائلًا:

-أنا لما قررت أكون فرد من العيلة دي قررت مع والدتك إني أحاول أكون أب كويس حتي لو مش عايزة تشوفيني أب، إنتِ شايفة الموضوع بعينك إنتِ مش بعيني أنا، أنا لو عايز أبعدكم عن بعض كنت عملتها من بدري، بس أنا مش كدة، لازم تفهمي إني مش جاي عشان أخرب

ابعدت ماهي يده عنها قائلة بضعفٍ:

-إنتَ من يوم ما جيت وحياتنا كلها بقت خراب، محدش فينا عايزك في حياته إبعد عنا بقي، أفهم! محدش بيحبك ولا هيحبك وأوعي تفتكر أنك في يوم تقدر تاخد مكان بابا، تبقي مجنون وأهبل لو فكرت في كده...

ولجت اخيرًا لغرفتها وأغلقت مسرعة الباب من خلفها وأتكأت علي الباب لتسند ظهرها، تكورت في نفسها وهي تبكي بصوتٍ خافتٍ لا يسمعه أحدًا سواها، بكت وكإن عيناها لم تكن تعرف الدموع من قبل، سمعت صوت تهشم قلبها وكإن سوطًا أخترقه ليفتته لقطعٍ صغيرة...

كان علي هو الأخر أنكسر به شيئًا لا يعلم ما هو ولكنه يتجرع مرارته الأن، جلست ميساء بجانبه تربت على كتفه بحنية محاولة أن تغير حاله ولكنه لا يستطيع أن يتغير، فكسر القلوب لا دواء له وكإن هناء سكينة تقطع نحره، كلامها أصابه في مقتل، كل كلمة شرخت فيه حاجزًا حاول إلا يصيبه بأقصي الطرق...

قالت له ميساء بصوتٍ حانٍ:

-إنت عارف ماهي يا علي بتجعجع على الفاضي هي مش قصدها والله، وحياة أغلي ما عندك ما تزعل هي بس آآآ

قاطعها علي قائلًا بحزنٍ:

-بنتك قصدها يا ميسا، أنا حاولت كتير أكون حنين عليهم وأبقي زي ابوهم حتي رغم معرفتي إنهم مش هيتقبلوني أصلًا عشان ابقي زي أبوهم بس قولت أحاول يمكن تنفع، بس منفعتش منفعتش يا ميساء ومش هتنفع، بناتك مش بيحبوني

حبيب ماماحيث تعيش القصص. اكتشف الآن