بِداية

388 20 55
                                    


-

أنها تُمطر ، كجميع الأوقات التي يحدُث بِها شيء مأساوي ، هل تبكي السماء لخطايا اقترفناها؟ ام تواسينا اثناء ما تُطهر أرواحُنا المُذنِبه؟

أُحب المطر ، بالرُغم من أني لا أملك ذكريات جيده معه ، لكِنه يأتي دومًا بلحظاتي الصعبه ، يُبللني كمواساه ثُم يختفي ، لكِنه لم يختفي اليوم ، ومُراقبته من نافِذة سيارة الشُرطه تبدو مختلفه

شعوري الأن؟ لا اعلم ، مهما فكرت يصبح تحديد شعوري اصعب ، يُشبه ان تتراكم العديد من المشاعر بِداخلك ، فتختار الهرب مِنها جميعها ، وتشعر باللاشيء

"ميلان ساروكين ، انزع ثيابُك"قالها الحارس بِحده اثناء مايُمسك بيده ورقه احتوت على معلومات الفتى أمامه وعلى الطاوله تواجدت اغراضُه الشخصيه ، هاتِفه ومحفظتُه وبِطاقاتُه الرسميه

لكِن تِلك الجُمله كانت كفيله بجعل قلبه ينقبض ، وسارع باحتضان نفسُه رافضًا تِلك الفكره ، وعِندما رأى الحارس رفضُه عقد حاجبيه وبصبر معدوم قال"سأضطر للجوء لطريق اخر ، ان لم تنصاع خلف حديثي وتُنفذ بِسرعه!"ولم يتأثر الفتى بِهذا الحديث ، بل كان مُنغمسًا بعقله بذكريات سيئه ايقظها حديث ذلك الحارس!

"أنهُ اجراء روتيني للتفتيش ، لن انتظر موافقتك بل سأنزع ثيابُك قسرًا!!"قالها بِغضب اثناء ما يقترب مِنه ، جاعلًا اياه ينزع ثيابُه بأنامل مُرتجِفه ، يتخلص من جميع القِطع التي تستر جسدُه ثُم يحتضن ذاتُه بذراعيه كحركه يُهدئ بِها نفسُه

وعبر جِهاز التفتيش بِسلام ، يزفُر انفاسه المتوتره بالرُغم من كونه لا يملك شيئًا ! وتم تسليمُه ثياب رماديه موحده للسُجناء ، وارتداها سريعًا يستر جسدُه ، ثُم وضع الحارس بيده الأصفاد ، وأمسكهُ اثنان من ذراعيه للداخل حيثُ زِنزانتُه

فحص المكان بِعينيه ، سريران ويفصُل بينهُما طاولة صغيره ايضًا مِغسله تقع بالزاويه ، وفقط كان هذا كُل شيء! وكان هُنا شخصٌ ما يستلقي على السرير ويُعطيه ظهرُه لذا تلقائيًا هو قصد السرير الأخر  يرمي جسدُه عليه

كان الظلامُ يخيمُ على المكان ، لا يعلم مالوقت الأن لكِنه يعلم بأنها ساعه مُتأخره من الليل ، وبالرُغم من تأخر الوقت ، كان الأرق يحتل عقله ، ضيفٌ اخر بِرفقة الكثير من الأفكار التي تُغيب وعيه

مُحتجز حيث تعيش القصص. اكتشف الآن