مُنقذ.

212 16 39
                                    


-

لا احد سِواهُم بذلك الحمام المُغلق وهذا ما يُرعبه! لكِنه لم يسمح لِخوفه بالسيطره عليه وسريعًا تمالك نفسُه يعقد حاجبيه بِغضب وينطق بِحده قائلًا"اعطِني ثيابي!"

وخرجت شخره مليئه بالسُخريه من ذلك الرجُل مُرعب الهيئه والملامح ، يتقدم نحوه بِبطئ ويقول"هل أعتقدت حقًا بأنك نجوت مني؟" يستمر بالتقدم ، ومع كُل خطوه يتقدمُها تزداد دقات قلب الفتى الخائفه ، يرتعد صدرُه اثناء مايتخيل أسوأ النهايات لحياته البائسه

ثواني فقط ، دوت بِها صرخة ميلان المُتألِمه عندما ارتطم ظهرُه بالجِدار السيراميكي الرطب وأُحكم القبض على عُنقه من قبل يد السجين الحاقد! ولم يُعطي ميلان فُرصه للتنفُس او التملُص ، حيثُ امتدت يدُه الأخرى المُضمده تفتح مِرش الماء المتواجد اعلى ميلان يدعُه ينهمر مُباشرةً على وجهُه

وبات الفتى حينها مغلوبًا على أمرِه ، يتم قمع أنفاسُه بِكُل الطرق ، ويديه ترتطم بجسد الرجُل امامه بعشوائيه يُطالب بتحرير عُنقه وأعادة الهواء لرئتيه الضعيفه اثناء ما تهرُب منه صرخات شِبه معدومه

وعلى الرُغم من وضع ميلان الصعب حينها ، لكِن تلك الفِكرة لمِعت كحبل نجاه بِرأسه ، وارتفعت رُكبته بِقوه يضرب بِها مابين فخذي الرجُل ، يجعله يبتعد عنه وينحني مُتألمًا وصرخات الوجع تُغادر شفتيه بِخشونه

وانتشل ميلان نفسه سريعًا ، وركض نحوَ الباب قاصدًا الخروج ، لِهاثُه يعلو وينخفض بِوتيره سريعه وصعبه بِذات الحين ، وجسدُه الرطب يرتعش بِشده نتيجة لبرودة الجو ونتيجة لكونه كاد ان يموت مُجددًا قبل ثواني!

الباب مُقفل! ضرب الباب قويًا بقبضتيه ، يصرخ بنبره مُتحشرِجه لشدة وجع حُنجرته ، يكاد اليأس يتملكُه لكِنه لم يكُف لثانيه عن الطرق بكامل قوته ، لكِن فُرصته تبخرت ، وانتهى وقته القصير حينما عاد السجين يقف أمامه ، تهجمت ملامِحه اكثر عن ذي قبل وعيناه تُرسل شرارات غاضِبه مُباشرةً الى ميلان

وما ان اوشك على الركض والهرب حتى قبض الأخر على ذراعه ، يسحبه قويًا نحوه ويُهسهس بِسخريه عند أُذنه قائلًا"تركُض ؟ الى أين ؟ لا مكان تختبئ بِه يا للأسف!"وحبس ميلان انفاسه لذلك القُرب المقرف بِنظره ، يغدو التنفُس صعبًا بِفعل سوء الرائحه حوله..

"أ..أبتعد!"بتلكئ ونفس متقطع قالها الأصغر اثناء مايدفع جسد الاخر بعيدًا عنه بكفيه المُتخدشه بفعل طرقاته القاسيه على الباب قبل قليل"مالذي ستفعلُه لي بجسدك الضعيف ان لم أبتعد؟"ولعن ميلان حينها ضُئل جسده مقارنةً بجسد السجين أمامه ، فحتمًا مهما كانت مقاومته شديده ، بُنية الأخر الضخمه تزيد من صعوبة الأمر عليه!

مُحتجز حيث تعيش القصص. اكتشف الآن