أمتنان..

204 18 50
                                    


-

درجةُ الحراره تُصل حتى تحت الصفر ، هواء شديد البروده يصطدم بِملامح ميلان المُرهقه ، يجعل من اللون الزهري يُزين أنفُه ووجنتيه ، بشرتُه الحليبيه ازدادت شحوبه وبالرُغم من الأرهاق والتعب المُسيطر على ملامِحُه ، الا أنها لم تُخفي رِقة تقاسيم وجهُه الفاتِنه والهادِئه

زرقاوتيه كانت تدمعُ لا أراديًا بِفعل الهواء البارد ، مسح عليها بأنامله المُتجمده ثُم أنزلهُم نحوَ فمُه ينفث سخونة أنفاسُه علهُ يُدفئ أطرافُه حتى لو قليلًا ، تُصبح الأعمال الشاقه أكثر صعوبة عليه بِمثل هذه الأجواء ، اضافةً لذلك جسدُه مُتعب للغايه ويشعُر بالأعياء لكِنهُ يقاوم مُجبرًا..

"كُف عن التهاون!! أكمل عملك!"صرخ الحارِس بِه من الخلف ينكُز كتفُه بِقوه يحُثه على اكمال عمله وقبض ميلان على سُفليته كاتمًا غيظُه وشتائِمُه ، ينحني لألتِقاط المِطرقه كي يُكمل عملُه ، ودون شعور راحت عينيه بنظرات خاطِفه لهيئة ڤولكت التي تمركزت أمامُه

وشعر بالأرتِباك عندنا وجد ڤولكت ينظُر نحوه ايضًا! رغب بأن يُبعد عيناه عنه ، لكِنهُ وجده يُشير برأسه نحو الصخور المُتراكِمه أسفلُه ، لم يفهم ميلان مالذي يعنيه ڤولكت ، وراح ينظر نحو الصخور ثُم عاد ينظر لڤولكت ، وأمال رأسُه قليلًا بعدم فهم

'دحرِجها نحوي'تحركت شِفاه الأكبر بِصمت يأمل إن يستطيع الفتى الأصغر فهمُه ، وشك ميلان بِمطلب الرجُل الضخم أمامُه! هل يُساعده؟ وابتلع مابِجوفه يدفع الصخره الثقيله بِقدمه الحُره نحوَ ڤولكت ، ثُم نظر لهُ بتساؤل ان ذلك مارغبه الأكبر؟

وأومئ الأسمر بِخفه ، يُشير الى باقي الصخور الكبيره ايضًا يُطالب بِها ، وازداد تعجُب ميلان لغرابة ذلك الرجُل! الا يتعب؟ وسط تِلك الأجواء البارِده والأعمال الشاقه الا يشعُر؟ ونظر حوله ثُم دفع الصخور بِقدمه الحُره ، يُبقي لِذاتُه القليل من الصخور الصغيره سهلةُ التحطيم

ودون شعورٍ منه عادت عيناه تتمعن بمن يقف أمامه ، يتناسى اعماله لِوهله ويستعجب قوته وصموده ، الهدوء والثبات العجيب الذي يراه به ويُميزه دومًا ، لم يعي ان شروده بِه قد اطال حتى وجدهُ يُغادر بعدما انهى اعماله!

وراح يهز رأسه يميًا وشمالًا كي يستعيد تركيزه ، يبتلع مابِجوفه ثُم يملئ صدره بالهواء ويزفُره بقوه ويعاود أمساك مِطرقته ، يحفز يديه ويضغط على ذاته ، يجبر جسده على التحمُل اكثر قليلًا كي ينتهي ويرتاح ، ليست الا صخور صغيره وقليله سهلة الكسر..

-

"مات! كيف ذلك!!"بِدهشه صرخ توماس ، مُتعجبًا لحقيقة موت ماكسيمو ، يتلقى جوابُه سريعًا من لوكاس الذي يتناول طعامُه بِجانب ميلان"لقد وجد ميتًا بِزنزانته"

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Mar 31 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

مُحتجز حيث تعيش القصص. اكتشف الآن