9

5.5K 119 13
                                    






أبتسم ثنيان بضيّق ثم مشى جنبه أخوه إلين وصل سيارته وألتفت لـ كايد إللي تبلل بالمطر : انتبه لـ نفسك والأهل وحب رأس امي بدالي ولا تجيب طاري لي هالحين
كايد بضيق : لايطول الغياب طال عمرك!
حضن اخوه وركب سيارته وحط برّاق بالخلف وحرك سيارته وغابت عن عينه الخيام ، تعتريه رغبة إنه يمر بيت الطين إللي جمعهم لكنه ماودّه تتجدد الجروح رغم حلاوة الذكريات إللي به ، صدّ يمسك خط الرياض وخلفه صقره إللي بيصير رفيقٍ له ، لفت نظره مجموعة من الشباب إللي جنب الوادّي ويلعبون سامري ويغنون خلفه ، ميل على الطريق ووقف يناظرهم واللي ماكان هو الشاهد الوحيد كلٍ يوقف يطالع فيهم أو يشاركهم ، نزل ورقص معاهم وردد خلفهم :
ما أتوبك لو أتوبك وأنت خابر
أستلذك مثل كيف .. الشّاذليه
حكم حبّك يشبه السّبع الجبابر
لاعبيني ياهوى والليّل سامر
لاعبيني باللحون السامريه
جات الأبيات على الجرح ونثرت المّلح وكمل السامري وتعالت الأصوات وتوقفت خطاه ولزموا عليه يشرب فنجاله لكنه أعتذر منهم وودعهّم ثم مشى والضيق معتليه والناس من كل صوب كاشتين وكلٍ لابس فروته وشابٍ ناره، فتح جواله من دخل الرياض وفز قلبه من شاف مكالمة عبدالله وركد من شاف الوقت الفجر وتوجه لـ أقرب مسجد يصلي ويطلب ربه ثم يدق عليه ، خرج من المسجد على الشروق وفز من تذكر الصقر إللي بسيارته وحرّك له وزفر من شاف القزاز مفتوح ، أخذ جواله وأتصل على عبدالله إللي مايرّد وحرك سيارته لـ بيته ونزل الصقر ثم توجه لـ بيت عبدالله إللي يبعد شارعين عنه ، أتصل عليه للمرّه الرابعه إلين دق وصوته نايم : أنت وينك ماترد!
شاف عبدالله الساعه كم ورجع يحط جواله على إذنه : يالله صباح خير حتى الشمس ما أشرقت والناس نايمه
أدرك ثنيان لكنه تجاهل : قم أطلع لي إنا برا
أبعد اللحاف عنه وأتجه لـ الشباك وشافه ووسع عيونه : أحسبك تكذب ، وش تسوي هناك بعز هالبرد أقلط المشب لين أجيك ، قفل ثنيان وأتجه لـ الباب المردود ثم دخل المّشب وقعد ، دخل عبدالله إللي فاتح نص عين ووجه متبلل : يالله صباح خير وش عندك يابن الحلال
ثنيان رفع حاجبه : ليكون ناسي إللي طلبتك البارح!
عبدالله إللي نزل أكمامه : لا تطمن اصلًا داق عليك عشان أعلمك بس خلني أصلي واعبد ربي واجيب القهوه وأعلمك
سكن ثنيان يحاول يتمّالك نفسه ويصبر رغم صبره إللي شارف على الإنتهاء ، سند ظهره وأغمض عيونه بشدّه وعدل لفة شماغه وسلم عبدالله من صلاته ووقف وأتجه لـ النار يولعها ثم ركز الدله جنبها وابريق الشاهي ثم تقدم ثنيان وقعد قبالهّا ورفع إيدينه يدفيها ثم رفع عيونه لـ عبدالله : تراك قاعد تختبر صبري ، أهرج
ضحك رغمًا عنه : أعصابك يابو الشجّاع ، الرسامه إللي قلت لي عنها ماهي بالرياض ، عقد حاجبه بضيّق من كونه بحث طول هالسنين بالمكان الخطأ كمل عبدالله : ناسي والله وين بس حسابها موجود كأنك تبيه وعارضه كل رسوماتها
فتح ثنيان جواله ومدّه لـ عبدالله إللي ضحك : وراك غايب عن العالم ، بحمل لك الأنستا
رفع حاجبه : مالي فيه بس دام حسابها فيه حمله وعلمني عليه ، حمله عبدالله : تبي أكتب أسمك ولا شلون؟
هز رأسه بالنفيّ : لا تكتب شيء خله ساده
بحث عبدالله عن حساب عريب ومدّه لـ ثنيان : هذا حسابها ، بس وراك مهتم؟
ثنيان : أخت أم شجاع
وسع عبدالله عيونه بصدمه : أستحلفك بالله؟
ثنيان : إي بالله ، بالنهايه ماقدرت أوصل لطرف خيط إلا بفضل الله ثم فضلك لولاك ما أصريت علي اجيك كان مالقيتها ، أبتسم عبدالله بسعادة كونه لقاها ، سكت من لمح تركيز ثنيان وتصفحه بالحساب ، شاف رسومات كثيره ورسائل شكر ، دخل يشوف من تتابع لعله يحصل شيء وكشرّ من شاف حساب عريب الثاني برايڤت ثم نقل نظره بين اللوح يبحث عنها وفز قلبه من قرأ تعليقها على أحد اللوحات إللي مصورّه من مكتب " واحدٍ لوحاتي صارت من نصيب أختي سارتي ، طبعًا توه زان مكتبها بلوحتي"
تسارعت نبضات قلبه من طاريها وهو يشوف جزء من مكتبها وكبر الصوره على أسمها ولا أراديًا أبتسم وأرتاح نسبيًا ، أخذ فنجاله من عبدالله وتركه وهو يكمل بالحساب وشاف رسمتها لـ هزاع إللي مخفيه نص ملامحه لكنه عرفه " حبيبي بيدرس برا وقررت أرسمه وأرسلها له يتذكرني فيها" برد الفنجال وتركه عبدالله إللي راح يجيب لهم فطور وهو غارق يدور أخبار عنها وعرف إنها بـ جده ، لا أراديًا أرسل لـ عريب " السلام عليكم ورحمة الله وبركاته "
وصله الرد الألي وإللي يتضمن إنه يكتب تفاصيل الرسمه إللي يبيها وهي تشوف إذا تقبلها أو لا ، سكن لثواني ثم كتب تفاصيل اللوحه " أحتاج لوحه لـ مكتبي ، صحاري وبيوت طين على غروب الشمّس " قفل الجوال وأنتبه لعدم وجود عبدالله وحدق بالنار ، دخل عبدالله بالفطور : قم أفطر
رجع يسند ظهره على المركى وإيده خلف رأسه : بالعافيه ، ما أدور الا النوم ومجافيني شكلي بروح المكتب
عبدالله : بشر كيف العقارات عسى بعت البيوت؟
هز رأسه بالنفي : هالشهور مابه شراي بس هروج وتضييع وقت ، عبدالله : الله يرزقك ياحبيبي
وقف ثنيان : يلا بروح أرقد واحاكيك وقت ثاني

‏يا نجمتي قد ضعتُ في ليلِ الهوى   عُودي إليّ .. لكَي أواصلَ رِحلَتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن