17

6K 157 35
                                    




أستغلت انشغالهم بالعشاء وأتجهت تأخذ الوشاح تتركه على أكتافها العاريه وتخرج لـ جهة الخيول تلفتت حولها ماكان به أحد وتقدمت تمشي ببطء خوفا من أنها تتعثر بالكعب وتطيح ، رفعت فستانها وتقدمت أمام السور بينما جامح خرج يبتعد عنهم لكونه مايحب الأزدحام والجلوس لوقت أطول مع الأشخاص ، مشى يخرج من الباب إللي يوديه لـ مربط الخيّول يقعد يتأملهم إلى حين الأنتهاء ، اخرج سيجارته وثبتها في فمه وقرب الولاعة يغطيها بيدّه ثم نفث الدخان يمشي وتوقف أمام السور ورفع عُيونه لـ الجهة الثانيه ، ارتخت عقدة حاجبينه من شافهّا حدق بها أكثر لجل يستوعبها أو بالأصح يتأكد أنها هي ، يعجبه شغفها وحبها لـ الخيول ابتسامتها العذبه كلما شافت خيل أمامها تأكد أكثر لما التفت تضحك ضحكتها إللي تأسره اقترب بخفيف يرجع ظهره يسرح بتفاصيلها ، حركاتها ، الوشاح إللي ينسدل عن كتفها وترجعه له بإنزعاج ، أبتعاد شعرها عن عينها ، أتسعت ابتسامته يتخلى عن ابتسامته الجانبيه لأول مره ، سكن يدقق بُكل حته فيّها إلى حين رمّدت يرميها من يدّه ، بلع ريقه يشوفها تتمايل مع الخيل إللي قاعد يرقص معها تتعالى ضحكاتها رمش لأكثر من ثانيه يأخذ نفس عميق ، زادت بهجتها بالفرس إللي رقصت معها تسكن لوهلة من شعرت ان في احد يطالعها ، لفت برأسها تعقد حاجبينها ورجعت تكمل لولا ماتركز نظرها عليه ، يحاول يبتعد يخبي نفسه لكن دراجته غدرت فيه ، عرفته واتسعت عيونها بذهول ، تتساءل بداخلها " كيف ! "  ضرب يدّه بالدراجة وتوقف بيأس لما لمحته يثبت بمكانه ، أقتربت تمشي وحينما اقتربت على الوصول تعثرت بالكعب وشهقت تتمسك بالسور ، فز يقترب منها بينمّا هي أغمضت عيونها بشدّه من الألم وتتمنى الم لحظي ويزول لا يلتوي كاحلها : تألمتي؟
رفعت عيونها له : أنت! ، سكت يلمح الذهول بعُيونها : أهلي هنا ، رفعت الوشاح عليها تتجاهل ألم كاحلها ، نزلت كعبها تتمسك بالسور : أستغربت تواجدك معليش بس أنت وش تقرب لـ هذام ؟
جامح : ولد عمي ، ميلت شفايفها بخفيف : تزوج أختي  ، استوعبت وقوفها امامه ومجيئها له من الأصل وشهقت تغطي نفسها بينما هي مكشوفه أمامه تمامًا ، اخفى ابتسامته على أستيعابها المتأخر ينزل عيونه عنها : لا تضغطين على رجلكِ أكثر يمكن كسر
شالت كعبها بيدها ، تراجع للخلف تمشي وعينها عليه ، شتمت نفسها وغبائها لما استوعبت وضعها معها بينما هو أبتسم يمشي وأتصل على الرقم الثابت بـ قسم النساء يطلب مساعدة أهله إللي جات معاهم : أهلا سيد جامح
تحدث معها بالأنجليزي يطلبها تلقي نظره على رجلها وأتجهت تستقبلها عند الباب وكانت أمامها : آهلًا سيدتي ، هل أنتِ بخير ؟ ، مدت يدها تمسك ذراعها ثم جلست على الأريكه : انا بخير شكرًا ، المساعدة : أنا طبيبه أستطيع مساعدتكِ ، هزت نجد رأسها بينمّا هي بدأت تفحصها ، تقدمت سـاره بخوف لما شافت نجد وتغير ملامحها : بسم الله عليكِ ، شفيك؟
نجد : تعثرت بالكعب عند الخيول والتواء كاحلي بس
زفرت ساره : الله يهديك تطلعين لـ الخيول بـ كعب؟
نجد : انا بخيّر ارتاحي بس بنرجع بدري بليز ، سـاره : اساسًا بنرجع بعد شوي كلنا تعبانين ولا نمنا كويس ، ارتاحت نجد تعدل جلستها رغم ألمها بينما جامح تواصل مع المساعده وخبرته ، أرتاح يكمل سوالفه مع هذام المتكدر خاطره ، أنتهت الليله على خير وخرجوا جميعًا بينما ثنيان أرسل لـ ساره ترجع معاه ، أقفلت جوالها بحيرة ثم التفت على مزون : ثنيان يبيني أرجع معاه
مزون : روحي عادي ، أخذت سـاره نفس بينمّا كايد سلم على عريب وأخذ خواته وامه واتجهوا لـ الديار وسياف مع أبوه وعمه وأمه ومشوا ، أقترب هزاع ونطقت ساره بإحراج : ثنيان وينه ؟
هزاع أشر عليه : كلمني يقول بيوصلكِ اذا ودّك روحي
ربتت على ذراعه تمشي لـ ثنيان إللي فتح باب السياره لها بإبتسامه وصفرت نجد رغم ألمها : ماهو هيّن ثنيان
ضحكت ترف تترك رأسها على كتف نجد بتعب ، مزون : وين بنتي هزاع ؟ ، طلع هذام شايل تولين يتجه لـ سيارة هزاع يدخلها له مع الشباك ، وقف جامح عند البوابة يشبك كفينه ببعض ينتظر سيارته ، التفت نجد لما شافته تخفي ابتسامتها ودقت ترف تهمس لهّا : شوفي إللي عند البوابة
فتحت ترف عيونها : المعاق؟
كشرت نجد : معاق بعينك ، المهم بعلمكِ بعدين ذكريني
رجعت تسند رأسها على نجد ، والتفت هزاع لها : ساره قالت لي اوديك المستشفى بس نرجع البيت نبدل ثم نخرج
نجد : لا بليز ، بنام واصحى ويختفي الألم ، مشى هزاع يتجاهل كلامها : جهزي نفسك بس
-
عجزت عيونه تركز بالطريق طالمًا هي جنبه ، مد إيده يأخذ يدّها ومسكها بهدوء ، شدّت على يده بإبتسامة تحاول تسيطر على خجلها أمامه تشعر بالأكسجين يختفي : ممكن تفتح الشباك ؟ ، مده يدّه يفتحه لها تبعد طرحتها عن وجهها يلفح الهوا البارد وجهها المحتر  ، استنشق أنفه رائحه عطرها : أهلي راحوا نروح بيتنا ؟
توترت وهزت رأسها بالرفض : عادي نقعد بالسياره
ثنيان بهدوء : جاهزة نتكلم ؟ ، حررت يدّها من يده تشبك يدينها سوا ، تشتت انظارها عنه : ودّك بقهوة ولا شاهي؟
سـاره : لا ، ابي مويا ، نزل يطلب لها قهوة ومويا وله شاهي ، غطت وجهها بكفوفها بتوتر جاهلة وش بتقول له من الأصل وبكلًا الحالتين بتزعله وتأكد شكوكه أنها هربت منه لجل ماتتزوج ، أتصلت على عريب وهي على وشك الأنهيار : عريب
خافت عريب ترمي القطن : شفيك بسم الله
سـاره : تخيلي يبيني أقوله أسبابي ، مسحت عريب وجهها : طيب قولي له بسبب أختك؟ بتسكتين يعني؟
سـاره : مستحيل عريب كيف أخرب بينهم؟ ما أقدر
عريب بهدوء : حبيبي سـاره ماله داعي تكتمين أكثر صدقيني أن الرسالة بتكون عذر مقنع له ، انتِ ضحيتي أساسًا وعشتي بـ كذبة مثل ماهو عاش بكذبه ، سـاره : اساسًا أنا قايله له ما أبي اتزوجه عشان دراستي
زمت شفايفهّا عريب ثم سكرت ساره من تقدم وركب السياره يمد لها كوب قهوتها ، وحرك سيارته يتجه لـ المطل ووقف فيه ورفع عيونه لهّا لمح رجفة يدينها مد يده يأخذ الكوب منها يُقبلها : إذا ماتبين براحتك انا عارف
التفت عليه : مو إللي في بالك ثنيان ، أخذت نفس تتكلم : أخر ليله جمعتنا جانا خالي بالليل يتكلم معنا بموضوع لكن تأجل لما شاف ان خواتي نايمين ، قبل لا نروح العزيمه كلمنا بموضوع إنه يبي يأخذنا عنده طالمًا اننا على وشك جامعات ، وافقوا خواتي إلا انا ماقدرت اتركك وأروح ، بلعت ريقهّا ونزلت دمعتها يمد أصبعه يمسحها بهدوء مدت يدّها لـ يده إللي على خدها : ماكنت بوافق اساسًا ، رحنا العزيمة وتكلم أبوك وكلنا نعرف ان كلمته ماتنثني والناس كلها تدري ان، سكتت تنطقها بصعُوبة  : الهنوف لك ، مسح على خدها بخفيف: سمعت همساتهم ، ماتحملت! ادري فيك بس هذا أبوك يعني ، سكن يسمع عذرها وتلعثمها ورجفتها ودموعها إللي تنساب على خدها : ماكان ودّي يطول الأمر وتخرب العلاقه بينكم ، كلمت خالي نمشي لأني ما ابي اشوفك تنزف لها قدام عيوني ، مسكت يدينها : عشت سنواتي بغيرتي من كونها صارت أم شجاع المفترض اني امه ! ماتحملت ماقدرت حتى أدور أخبارك ما أبي اسمع شيء مايسرني ، تعالت شهقاتها تبكي رغمًا عنها : افراحي كانت ناقصه ، تخيل إني نجحت بس مافرحت نهائي ، صرت أعيش عشان خواتي وأخوي وأنجح عشانهم بس مالي رغبه مسحت دموعها تغطي وجهها بيدينها يبعد نظره عنها ومثل ماتوقع هي تركته بإرادتها وأبتعدت عنه زم شفايفه بأسف يشدّ على الدركسون ، يوجعه بُكاها لكن جروحه تجدد والماضي رجع له ، كان وده بهالليله ينتهون من هالماضي ويبدون حياتهم طبيعي لكن جرح الماضي مايندمل ، مسح وجهه يخرج من السياره يحاول يتمالك نفسه لا يزعلها بكلامه ، يتكي على الكبوت بيأس ، فتحت باب السياره تخرج منه وأتجهت له تبعد طرحتها تحرر شعرّها وكون المكان مابه إلا هم ، مسكت ذراعه تطالعه بحزن : ثنيان ، أسفه اخذتني الظنون ، ابتسم بحزن : ماعرفتي شجاعك ماعرفتيه ، لو عرفتيه زين ما أخذتك الظنون
رجعت شعرها للخلف تحتضن نفسها من البرد : الله كاتب
ثنيان رفع عيونه لـ النجوم : تذكرين يوم حضنتيني؟ يوم خليت النجوم والقمرا يشهدون؟ ماتهنيت بهالحضن ، أرتجفت شفايفها توقف أمامه تمامًا وتسند رأسها على صدره : تعبت ثنيان ماتهنيت بحياتي مريت بظروف الله يعلم بها ، انا مالقيّت الهنا الا جنبك ومعاك لاتصير انت والدنيا الحين علي ، شدت على حضنه يمد ذراعينه ويحاوطها ويرفع إيده يمسح على شعرّها بحنيته إللي غلبته مهما قسى عليها يمر شريط طفولتهم وأيامهم سوا يجبره يلين ، رفعت عيونها له : نقفل الموضوع صح؟
أبتسم نصف ابتسامة اكتفى في إنه يهز راسه فقط وارجعت رأسها على صدره بإبتسامة
-
قعدت نجد على سريرها تحط كريم على إيدينها والتفت على طرف : هو نفسه صاحب الخيل
التفت ترف بُذهول ترتجف يدينها ، جامح الشاهد على إللي حصل بينها وبين هذام وصاحبه وولد عمه والأكيد نفس الطينه هو نفسه إللي مع أختها: تمزحين؟ شجابه هناك
نجد : يصير ولد عمه ، كشرّت ترف ترجع تمسح الميك أب حقها : نجد ليكون تحبينه او عاجبكِ؟
نجد : طبعًا لا ، أستوعبت ترف : بنت كيف عرفتيه انه ولد عمه؟ ، توترت نجد : أوف ترف ، صادفته لما كنت عند الخيل ، ترف : ابعدي عنه لاتقربين زيادة منه طيب؟
ناظرتها بإستغراب  وأردفت: مابيني وبينه شيء عشان أبتعد ! ، ترف : قلت لك احتياط بس، كيف رجلكِ شقالوا لك؟
نجد انسدحت : التواء كاحل فقط ، تقدمت ترف تنام جنبها : ابعدي بنام جنبكِ
نجد : ماتنامين جنبي الا اذا كنتي متضايقه ، حتى هالليله ماكنتي مرتاحه فيهّا ، تحسين انكِ استعجلتي بموافقتكِ عليه؟ ، انسدحت ترف تناظر السقف : لا شعُوري عادي مره
التفت نجد عليهّا : ماراح تقولين لي يعني؟ ، ابتسمت تطمنها : الاكيد لو فيه ماراح أخبي عليكِ بس كنت متوتره شوي بس ، ما أقنتعت في كلامها : أوك ، نامي وجهكِ شاحب ، ترف : احضنيني أول شيء
نجد بمزح : شايفتني هذام ؟ ، كشرت ترف وضحكت نجد توقف وتسحبها تحضنها بحُب ، رجفت شفايفها تمنع بُكاها وكل خوفها على أختها تعيش مصيرها اغمضت عيونها تشدّ على حضنها وأبتعدت بإبتسامة تنسدح جنبها
-
أبتسمت مزون تقفل كتابها من شعرت بحركة بنتهّا تتجه لها ، صحت تولين وفتحت نص عينها تدفن رأسها بحضن أمهّا ، أخذتها مزون بحضنها تمسح على رأسها : بنتي وقلبي الله يحميك ويخليكِ لي ياماما ، سكنت حركة تولين تتركها مزون على المخده تبتعد عنها وأتجهت تشعل المدفئه لبست وشاحها البُني تفتح الكتاب تقرأ بتمعن ، تبحر بعوالمها المُختلفه ، عوالمها الخياليه والواقعية ،  قفلت كتابها تستشعر نعمة القرأءة والكتب ثم أخذت قلمها تُكتب ، ‏قراءة الكتب والتعمق بهِا عالم أخر
‏الأبحار بعالم الكتب مُمتع كثيرًا ومُليئه بالقصص والأحداث الغريبه والرائعه قصص الحب الصادق التي لم تكتمل
‏عالم ليس لهُ نهاية، أذا غرقت بهِ لن تنجو سوف تتعمق بداخله أكثر، ولن تستطع الخروج ف أنهُ صديق الأنسان في كل أوقاته ، في زوايا المطارات بالقطارات بالممرات الإنتظار ، أقفلت الدفتر ترجع تكمل قرأءتها ثُم اتجهت تنام لكنها توقفت تتجه لـ الشباك تنتظر سـاره كعادتها أبتسمت لما شافت سيارة ثنيان إللي وقفت وانتظروا دقائق لفت الوشاح عليهّا أكثر تناظرهم
-
ناظرته بهدوء تعدل طرحتها ، ألتفت عليهّا : لاتطولين علي بتحديد موعد زواجنا ، تُشتت انظارها عنه ماتقدر تصارحه في رغبتها بتأجيل زواجهم الى حين تقتنع ان خواتها كبروا ومو بحاجتها وحس بها شيء : قولي إللي عندك أسمعكِ
سـاره : مابقولك الحين بس عندي شيء
سكن يسمعها : بسافر بعد كم يوم مع خواتي وهزاع
طالعها بهدوء : على وين ؟ ، أبتسمت سـاره : فرنسا المره الثانيه أنا وانت إن شاءالله
أبتسم من أبتسامتها : ان شاءالله ناقصكِ شيءٍ ؟
هزت رأسها بالنفي : لاتزعل مني بس ، مد إيده لخدها : أنا ماصدقت القاكِ عشان ازعل منك ، قُبلت باطن يدّه تأخذ نفس عميق يبتسم من كل قلبه : صبرت ونلتك يارجاي العذب ، أقتربت تحاوط رقبته تحضنه ، تشعر بالخفة والأمان وابتسامتها إللي ماتفارقها برفقته ، نزلت تلوح بيدّها له وأتجهت لـ بيتهم بينما هو خرج ودخل بيتـه بضيق خلق

‏يا نجمتي قد ضعتُ في ليلِ الهوى   عُودي إليّ .. لكَي أواصلَ رِحلَتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن