رفعت رأسها بهدوء وهي تنظر إلى بوراك الذي يطلق لها نظرات شك يبدو عليه كشف هدفها ، وفهم حوارهم ، فوضعت رجليها راكضة تجاه البوابة غير مكترثة لنظراته ، صارخة باستنجاد وتحذير .
- النجــــدة !!! أنهم خاطفين لي ، ويقومون بحبسي لأني اكتشفت دجلهم ، كل هذه البضائع مسروقة ومهربة .. امسكوا بهــــــم ، رجاءً .
**
تصلبت أعين الحضور في دهشة على غير استيعاب ، ولم يكن بقي منهم إلا قلة قليلة ، تصرف البعض بمحاولة إعاقة مطاردة بوراك لها دون نجاح ، والأكثر قاموا بالانصراف الفوري دون أي تدخل ، والبعض رفع السماعة على تقديم بلاغ .
**
خرجت من البوابة وسلكت طريق مُعاكس ، ودخلت بين أزقة الشوارع الضيفة ، انقطعت الخطوات من خلفها ، وحل الهدوء ، وتفشى طفيف الأمان بداخلها .. قد غابت عن عيناه حقًا ، لكن لم يسكن داخلها لا زالت مذعورة ، ولم تتوقف عن الركض إلى أن وصلت لمنعطف الشارع ، وإذ تفزع بمداهمة يديه حول فخذيها ، ألتقطها ورفعها على كتفه الأيمن ، صرخت بانهيار ، للتو قد بدأت تشعر بالنجاح ، وبدأت تستيقظ من كابوسها .. ولكن فجأة عادت إلى نقطة البداية .
**
تحاول الانزلاق منه ، وركله أثناء حملها ، والصراخ بجوف أذنه ، حتى أنها قامت بعض عضده وتنتيف شعره الكثيف ، لكنه لم يعطي ردات فعل سوى عصرها بالضغط من إلمامها و التشديد بقبضة يديه على مفصل ركبتيها وخاصرتها ، والركض سريعًا بها حتى قاطعت طريقهم سيارة مسرعة يقودها أحمد .
- هيا ، هيا .. أركب بسرعة .
&&&&&&
في موقع المعرض لا زال عمر يقوم بالتبريرات ومحاولة تفليق المسألة ، بكونها حبيبة بوراك التي حصل بينهما بعض الخلاف فأردات الانتقام منه بهذا الشكل ، وغيرها من المبررات ، حتى انصرف الجميع ، ثم قام بجمع البضائع .
&&&&&
- اتركـــني ، اتركني ، انتهى ، ها قد كشفت أمركما .. انتهى كل شيء .
**
كانا بالمرتبة الخلفية ، يجلسها حذوه ، ويحيط بخاصرتها وذراعيها ، و يشددها إليه حتى يعيق حركتها التي لم تتوقف عنها ، طفح صبره وأمسك بفكيها بعنف ورفع عنقها إلى مستوى وجهه صارخًا :
- ما الذي ظننتِ نفسك فاعلة !! هاااا ؟ هل ستظنين أنك ستبقين بلا عقاب ! لقد ارتكبتِ خطأ جسيمًا بفعلتك هذه ، لكن خطأ ليس بحقنا بل بحقك انتِ وبما سيصيبك .
**
أفزعها تهديده ونبرته وسكنت عن الحركة لبرهة ، وأطالت عليه نظرات الرجاء بعينين مذعورتين ، وشفتين مرتجفتين بصمت لوهلة ، ثم نطقت بهدوء يائس وحاجبين معكوفان بتوسل .
- أرجوك أتركني ، لا تقم بقتلي .
كانت تقولها ببراءة ممزوجة برجاء ..
**
أخذ وقته الشارد دون وعي منه ، يتأمل قسامة وجهها ، يتفحص ملامحها جيدًا ، يتمعن بعينيها على حدى ، ورمشيها على حدى آخر ، يتنقل بين سائر محياها متأملًا ، ما بين أهدابها الناعمة ، حاجبيها المتقنتين ، وجنتيها القطنتين ، أنفها ، شفتيها ، عنقها ..
ثواني ثم عاد إلى وعيه ، وأدرك نفسه فجذبها بشدة إليه ، رطمها على فخذية يدفن وجهها كأنه يعاقبها على جذبها إليه بملامحها الأنثوية، وإشعال وجدانه وعواطفه بتعابيرها البريئة ، غير مجيبًا لها بحرف واحد .
**
- لقد تحدثت مع أبيك فقام بتجهيز الطيران الخاص ستكون الرحلة بعد الغد.
**
عكف بوراك حاجبيه بغضب ..
- ماذا أخبره ؟! هل اخبرته عن هذه الفتاة ؟
**
- نعم ! لم أراه وضع يستدعي الإخفاء !
**
جحظ عينيه باندهاش ، ثم مسح وجهه وضرب على مقعد أحمد حيث كان احمد يقطن أمامه .
- لم يكن عليك إخباره !! أفسدت مخططاتي !
**
- هل لأن قانونه الوحيد للمتطفلين معروف ؟ هل تخشى عليها أن يقوم بقتلها ؟ هذه الفتاة تعدت حدودها ، دعها تستحق الموت !
**
حنى رأسه تجاه التي تتنهد بالبكاء على حضنه ، وقد أغرقت بنطال فخذيه بدموعها ، وقال بنبرة هادئة مليئة بالتوعد :
- بل انا سأفعل ذلك بنفسي .
**
صرخت بجزع معارضة ، قائلة : لاااااا ، فصرخ لها بنبرة مماثلة : اصمــتي .
&&&&&&&
بعد مرور 24 ساعة قضاها بوراك والبقية في غرفة التحقيق ، قد انكروا تمامًا ونفوا عنهم ما أعلنته ميريتش ، وكانت لديهم وثائق زائفة في تملك تلك القطع وبعض المستندات التي توضح براءتهم ، وإما ما فعلته ميريتش فسروه بأنه مجرد انتقام لعداوة شخصية بين حبيبان ، وأفاد بوراك بأنه ألتحق بها لمحاسبتها على ما أفترت به .. ولم يجدها قد غابت عن عيناه وهو ليس مسؤولًا عن اختفاءها ، لربما قد تظاهرت بالاختفاء تحايلًا ؛ لتثبت عليه التهمة .
أنت تقرأ
رواية جزية فضولي .
Romanceرواية حُب تجمع بين فتاة عاطفية مرهفة المشاعر .. مع شاب غليظ شرس بعيد عن العاطفة ؛ لكنه بالواقع جريح من الداخل و تقنع بتلك القسوة كردة فعل تجاه جرحه .. لكنه عندما أحب ميريتش الرقيقة بدأ معها التعرف على مشاعره و مواجهة جرحه . ~ رواية بداخلها تحديات ن...