_الفصل الأول_

384 29 11
                                    

كان الجو ممطرا لكن ليس بغزارة كان مجرد رذاذ، الوقت منتصف غروب الشمس فالسماء قد تلونت بلون قرمزي وبرتقالي في الأفق.

سارت عربة تجرها الأحصنة بشكل سريع طوال طريق مدينة بيرج العاصمة إلى منزل عائلة فرونستر المقيمة في شمال عاصمة بيرج.

كان حوذي العربة يضرب بسوطه جانبا لجنب لتسرع تلك الجياد في نقل العربة.

ساعد جون ريمر خادم ومساعد رونالد فون فرونستر بفتح باب العربة التي توقفت عند مدخل القصر.

حاول جون حمل المظلة لمنع التبلل عن سيده لكن خطواته كانت سريعة لذا كان متأكد بأنه قد إبتل بالفعل.

تعالت أصوات خطواتهم في الردهة الرخامية وأروقة القصر الكبير.
وصل عند منتصف صعوده لغرفة زوجته التي كانت تمر بالمخاض،
هناك إلتق بالقابلات اللواتي قد خرجن لتوهن من غرفة السيدة فرونستر.

قد تلق إتصال من قصره مفاده أن زوجته ستضع طفلها، لم يشعر بنفسه إلا وهو منفدع لخارج مكتبه باحثا عن سائقه الذي أحضر العربة تنفيذا لمطالبه.

تجمعت الأسئلة بعينه وربما فهمت القابلة الرئيسة ذلك فعلا من عينيه ذاتها "سيدي تهانيا لقد أصبح للأنسات الصغيرات شقيقة صغيرة...". وأعلنت له بكل سعادة الخبر المنتظر.

كان يمكن أن تلحظ فور خروج هذه الكلمات من سيدة شابة عاملة بجد أن وجه السيد فرونستر لم يعد هو ذلك قبل تلقيه للأخبار.

إحتفظت السيدة برأيها لنفسها فمن هي لتخبر الملئ عن هذا التغير الغير الطفيف في ملامح سيد القصر.

إستأذنت بإنحناءة موقرة لتنصرف هي ومرافيقاتها وربما متدربات، اللواتي كن خلفها مباشرة يحملن عنها حقيبتها التي بها كل
ما تحتاجه لعملها بالطبع.

أكمل صعود ما تبقى من درج أمامه وهو ضائع تماما،
كأن صاعقة قد أصبته وأخذت منه بعض روحه حتى أصبح شاحب اللون مطبق الشفاه لم ينبس بشيئ.

وقف أمام باب الغرفة حتى خرجت في تلك اللحظة مرافة السيدة و يبدو أنها لم تتوقع أحدا أمام الباب.
"سيدي إن السيدة جوليا تطلب حضورك". قالت توصل كلمات سيدتها التي هي خلف الباب مباشرة التي كانت سبب خروجها قبل برهة فقد أرسلتها لطلب زوجها.
أومأ برأسه تماما ليدخل وتغلق الباب خلفه ليبقى مع زوجته ومولوده الجديد.

إقترب من السرير بوجه جامد وعيونه على تلك الكتلة الصغيرة بين يدي والدتها التي تبدوا في أسوء حال، متكية على وسائد خلفها وجبينها لايزال مبللا ببعض قطرات تعبها.
"إنها حقا جميلة". دون أن ترفع رأسها عن رضيعها أعربت بصدق.

قابلها الصمت التام"كان حلما عكسيا بالضبط" بقهر تلفضت.

وضع يده على رأس إبنته أخيرا بعد أن بقي هيكلا جامدا منذ فترة دخوله.

ليدا عشيقة الدوق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن