1

456 26 20
                                    

شعرت بشيء يجذبها نحوها بحيث لم تستطع أن تشيح بصرها عنها

مدت أناملها الصغيرة نحوها ليتلاشى الزجاج الذي كان حولها أمسكتها بين يديها بحرص وكأنه كنزها الغالي رغم كونها مجرد قلادة معدنية

نظرت إليها باهتمام دون أن تتحرك أو تبدي أي رد فعل حتى أعادها صوت الصرخات التي نادت بإسمها إلى الواقع

إلتفت يميناً ويساراً لتخفيها داخل ملابسها فهي تدري أنه لن يسمح لها بالإحتفاظ بها يمكنها أن تطلب النجوم ولن يرفض لكنه لن يقبل بإحتفاظها بالقلادة هي لا تدري لم لكنها شعرت بذلك بقوة لهذا أخفتها

"ديانا" صار الصوت قريباً لتخرج من ذلك الكوخ ليختفي بعد خروجها منه مباشرة نظرت إليه لثواني قبل أن تجد جسدها الصغير قد إرتفع عن الأرض شهقت بخوف لكن عندما رأت من حملها هدأت

"أبي" قطبت حاجبيها وهي تنظر إليه لترد "تبدو كأن قطيعاً من الذئاب قد كان يلاحقك"

نظر إليها بغضب لكن سرعانما زفر بهدوء لينظر إليها ويردف كأنه يتحدث عن شخص آخر ليس تلك الصغيرة التي يحملها بين يديه وهو يمشي

"لا لم يلحق بي قطيع من الذئاب كل ما في الأمر أن إبنتي التي تبلغ من العمر ست سنوات دخلت الغابة لوحدها ليلاً لذا أظنني كبرت عشر سنوات بسبب خوفي عليها"

نظرت إلى وجهه بهدوء لتبتسم بطفولية لتقول "أبي يبدو كالمعتاد مع أن منظره مبعثر"

قام بهز رأسه بقلة حيلة لها أراد أن يوبخها لكن قبل أن يفتح فمه ليتكلم توقف عن الحركة بدى وكأنه يصغي لصوت لا يسمعه غيره

عندما صمت لأكثر من خمس ثواني نظرت إليه الصغرى وعيناها تلمع بفضول ولم تخفى على الأكبر تلك اللمعة فسارع بتغطية فمها وهز رأسه ليجعلها تلتزم الهدوء

بعد التأكد من أنها لن تتحدث إلتفت في جميع الإتجاهات قبل أن يهمس لها بأن تغلق عينيها لتغلقها بإحكام

شعرت بتيارات الهواء تضربها فأدركت أن والدها يركض لكن ما لم تكن تعرفه هو كونه يقفز من شجرة لأخرى

فتحت عينيها قليلاً لتلمح مجموعة من الذئاب تركض لسبب غريب لم تشعر بالخوف وهي التي تخاف من كلب جارتهم المتوحش 'في الواقع هو مجرد جرو'

إلتقت عينها بالعيون الزرقاء للذئب الذي توقف فجأة وتوقفت على أثره جميع الذئاب

نظرت إلى الذئب بينما تلاشى في الأفق قبل أن تسمع صوت عواء قوي ويركض بسرعة أكبر أغمضت عينيها بإحكام عندما شعرت بإقترابهم من حدود الغابة

مرايا القدر Fate's Mirrors حيث تعيش القصص. اكتشف الآن