5

160 17 10
                                    

إنعكست أشعة الشمس المحمرة على سطح البحيرة ليتدرج لونها من الوردي إلى الأحمر هبت الرياح لتنحني الأزهار الملونة معها وعلى ضفاف تلك البحيرة جلس ذئب رمادي ضخم بعينين مغلقتين بدى هادئاً للغاية رغم حجمه المرعب

هبت نسمة أخرى حاملة معها الرائحة العطرة للأزهار ورائحة أخرى بدت مألوفة لذلك الذئب الذي فتح عينيه لتظهر  عيناه الزرقاء المتلئلئة

قفز بخطوات سريعة متتبعاً الرائحة التي بدت أكثر وضوحاً كلما تقدم قبل أن يلمح فتاة تقفز بين الأشجار بكل خفة

تجمد في مكانه ولم يبدي أي رد فعل على ما كان يراه من الصدمة كان المستذئبون بطبيعتهم يكرهون التعدي على مناطقهم فكان من الطبيعي أن يقوم بشيء تجاه دخولها للغابة لكنه لم يستطع الحراك حتى كانت تلك هي رفيقته كانت نفس الفتاة التي رآها قبل 14عاماً

عندما أفاق من صدمته كانت قد إبتعدت كثيراً بالفعل ما جعله يلحق بها بهدوء خوفاً من أن تهرب ولكنها قفزت من الشجرة وهبطت أرضاً لتركض بسرعة خارج حدود الغابة

نظر إليها من بين الأشجار عندما إلتفتت إليه وكم كانت جميلة

لمع شعرها الأسود الداكن تحت ضوء الغروب وإزدهرت عيناها كالمرج الأخضر بعد الأمطار في الخريف

كانت تلتقط أنفاسها بصعوبة قبل أن تلتقي عيناهما لتستدير وتواصل سيرها بعيداً عن الغابة بشكل سريع

كم أراد أن يتبعها ويمسك بها ليتأكد من عدم إختفائها مرة أخرى لكن الخروج أمام البشر بشكله هذا سيثير مشاكل لا داعي لها تراجع بين الأشجار وهو يعد بإيجادها وعدم فقدها هذه المرة

•°°••°°•

تتابع صوت إصطدام قطرات المطر بالنافذة صانعاً سنفونية جميلة وهادئة بينما سدت السحب السوداء السماء مانعة أصغر شعاع من الشمس أن يمر من خلالها بينما عبقت الرائحة الخفيفة للمطر في الجو ما جعل الصداع الذي كانت تشعر به يخف قبل أن تقطع صديقتها الهدوء المحبب

"الجو أجمل من أن يضيع في الدراسة لم هناك جامعة اليوم" تحدثت كلارا وهي تنظر عبر النافذة إلى الأشخاص الذين ساروا في الطريق تحت المطر حاملين مظلاتهم

"ما السيء في الدراسة؟" تمتمت ديانا بينما تخربش بهدوء على دفترها بعض الملاحظات والأسئلة التي يجب أن تبحث عن إجابتها

"السؤال الصحيح ما هو الجيد بها؟ ما الذي سأستفيده من التاريخ بالضبط؟" تحدثت بصوت عالي نسبياً ليلتفت إليها البعض ويتجاهلها البقية

مرايا القدر Fate's Mirrors حيث تعيش القصص. اكتشف الآن