part 1

52 5 31
                                    

توقفت في مكانها تلهث وتلعن تحت انفاسها بسبب تعبها الشديد من الركض...انها تركض مايقارب الساعتين وهذا مهلك لدرجة كبيرة لكنها رغم ذلك رفعت رأسها تنظر لتلك الغابة الخضراء وتلك العصافير التي تزقزق بكل سرور وفرح و تطير في الارجاء لتقول بكل سخرية...

" لو كنتم تعرفون ماذا يجري في هذه الغابة لكنتم الان في قبوركم من شدة الصدمة "

وهي بالفعل قد عنت ذلك فهذه الغابة هي مركز الصفقات الوحشية كاستبدال الاطفال بآخرين او مبادلة الخدم إضافة الى متاجرتهم بالنساء واهم شيء هو تبادلهم واصطيادهم للفرائس و تبادلهم الفضة والنحاس وامور تساعدهم في اضعاف بعض الكائنات من اجل الحرب الى غير ذلك من الأمور...

ولهذا كل من يدخل هذه الغابة مصيره معلوم اما الموت المباشر او العمل حتى الموت ..لكن هذا لا يهمها الان....

اعادت تركيزها تنظر لموقعها في الغابة و تفكر بخطة ما تسمح لها بالخروج حية ليخرجها من افكارها صوت احدهم يقول...

" لا أظن أن اية خطة ستكون نافعة الان من اجل الهرب !"

التفتت لذلك الصوت لتقابل والدتها و اختها الصغرى بعد ان غطت ملامح وجهها بالبرود لترد عليها قائلة..

" حسنا ان كنت تريدين الموت هنا مع ابنتك فلا شأن لي والدتي العزيزة لكن اخي عليه ان ينجو فأنا لم اخاطر بحياتي كي استسلم في الاخير من اجل حفنة اوغاد افهمتِ أمي الحبيبة ؟"

بعد ان قالت هذا نظرت الى وجه اخيها الصغير الذي يستوطن ظهرها نظرا لمرضه الشديد

" بنيتي انا لم اقصد ذلك أبدا ولكنني فقط أشعر انه لا جدوى الان فنحن سنحاصر قريبا وانت بالتأكيد متعبة انك تحملين اخيك منذ الصباح الباكر إضافة الى الحقائب التي تحملينها على صدرك وان سقطت انت سنسقط نحن معك فنحن لا نعرف المكان هنا بقدرك "

اردفت بصوت مرتجف قليلا بعد ان بدأ الخوف و القلق يستوطنان عقلها وقلبها...

نظرت لها ريناي بكل برود ومن ثم نظرت لوجه اختها الشاحب قليلا وبالطبع لم تغفل عن نظرة الخوف التي بعينيها إضافة الى ارتجاف يدها...لتتجه نحوها وتقول لها ببعض البرود ممسكة يديها معا لتوقفهم عن الارتجاف...

" لا تقلقي صغيرتي لطالما حميتكم وسأظل كذلك لدى لا داعي للخوف الان و اعدك انني سأنقذ توأمك الذي هو اخي ايضا سنجلب تلك الزهرة مهما حدث كوني قوية على الأقل من اجله الان "ابتعدت عنها ونظرت لامها ثم اعادت نظرها الى الغابة تتفحص كل شيء مرة أخرى لتقول بعد مدة من التفكير...

" انظري كلير سأعطيكي الكس وستحمليه لا أظن انك ستستطيعين الركض به وانت بشكلك البشري لهذا ستتحولين لذئبتك وتحملينه و تركضي ستقتلين اي من يعترض طريقك عليك أن تحميه مهما كلف الامر وتتجهين نحو الكوخ الذي اخبرتكما عنه ستجدون الجدة هناك و ستعطيكم الزهرة دون ترياق اخبريها ان تستخرجه وان عارضت هدديها بالقتل حسنا....أمي انت ستحملين الحقيبتين اعرف هما ثقيلان بعض الشيء لكن لا بأس يمكنك التحول انت ايضا وربطهما عليك وبالتالي لن يعرقلا تحرككما...انتما الان ستركضان بقوة وسرعة كبيرة و لن تلتفتا الى الخلف بعد مدة ستتعبان لكن رغم ذلك عليكما ان تكملا المسير يمكنكما المشي ببطء وانتما بشكل الذئب ولكن اياكما ان تعودا الى الشكل البشري حتى تصلا الى الكوخ...وقتها ستكونان بأمان وسيزداد امانكم بعد ان يشفى الكس...كلير تذكري كل ماعلمتك إياه وطبقيه بمهارة كالعادة وستكونين بخير....أمي عليك أن تنتبهي للاتجاه الذي تسيرين فيه عليك أن تمشي نحو الشمال دون الالتفات لاي منعطف ستجدين شلال على جانبك الايمن أثناء ركضك توقفي هناك واتجهي نحوه و اصعدي على الصخرة الكبيرة الموجودة في المنتصف سيظهر احد الاقزام ذو لون أخضر وشعر أسود متوسط الطول وعيناه يميلان للون الاحمر فلتتبعيه وتذهبي معه هو سيدلك على الطريق نحو الكوخ...وكما اخبرتكما اياكما ثم اياكما ان تتحولا الى شكلكم البشري قبل دّخول الى الكوخ "

وسطٌ حيَّادي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن