•••••••
تذكرت يا أحبّتي قبل ١٠ سنوات من الآن..
عندما كنتُ بالصف السادس الابتدائي
كانت لدينا معلمة التربية الإسلامية فاطمة العبيدلي
ربي يذكرها بالخير❤️حكت لنا قصة قصيرة عن امرأة، لامستني شخصياً عزيمتها
و إصرارها القوّي، لم أدرك وقتها أنها ستُلهمني كثيراً
و ستكون بمثابة نقطة تحول كبير في حياتي!✨اخبرتنا معلمتنا، أن هذه المرأة كانت في كل ليلة
قبل أن تأوي إلى فراشها اعتادت..
أن تتأكد أنه عيناها لن تنام بسلام
إلا و هي قد أكملت قراءة سورة الملك!كانت تقرئها دائماً و تواظب عليها بشكل مستمر بلا انقطاع،،
لم تترك السورة حتى و هي في فترة العذر الشرعيكانت تقرئُه أحيانًا من الهاتف
أو ترتدي الحائل كي تستطيع حمل المصحف و قرائتها..لهذه الدرجة تعلقت بالسورة.. كانت مثابرة جداً بشكل غريب
و ترفض حتى التفويت أي فرصة في تلك الفترة،،
و بقيت على هذا الحال حتى جاء ذلك اليوم و توفيت هذه المرأة.و عندما أكملوا مراسم دفنها،
كان الحضور على وشك أن يتفرقوا عن المكان..
لولا انتشرت فجأةً رائحة جميلة و عجيبة جداً أمام قبرها،فبقي أهلها و كل معارفها هناك واقفين في اماكنهم
مصدومين و غير مستوعبين الواقعة الغريبة من نوعها،،فذهب الأخ الأكبر إلى زوج أخته المرحومة
كي يستفسر عن سبب هذه الرائحة الفوّاحة
التي تأتي مباشرةً من قبرها،،كان زوجها يسقي ماء البرد فوق ترابها..
فعندما أَجاب على حيرة سؤال شقيقها و أهلها
ذُهلوا أكثر من بساطة جوابه:
" زوجتي كانت تقرأ سورة الملك كل يوم قبل أن تنام
كانت متعلقة جداً بهذه السورة.. و لم تتركها يومًا !"❤️•••••••
نستنتج هنا من عبرة قصة هذه الأخت الكريمة الله يرحمها،،
أنه ربي وقّاها من عذاب القبر
و تحول قبرُها إلى روضة من رياض الجَنّة!✨لدرجة خرجت من هذه الروضة الفوّاحة،
عبيرٌ نادر وصل إلى جميع الحضور و انتشوّا من جمال رائحتها💕و لابد من أن زوجها آن ذاك، كان فخورٌ بها!
و هنا بقيت ريم الطالبة ذات الحادية و العشر صيّفاً،
عالقة قبل عشر سنوات!✨لا تزال تتأمل هذه القصة و كثيراً ما كانت ترجع إليه!
لدرجة أنها غارت عدة مرات من هذه المرأة المحظوظة،
و لا تزال غيرة ريم المحمودة إلى يومنا هذا
تأكلها من الداخل..!لأن الله اختارَ هذه الأخت الصالحة و كتَبَ لها
أن يتحول قبرها إلى روضة ذات الرائحة الحسنة
و أن تكون من أهل هذا النعيم المقيم~🌸
جزاءً بما كانت تعمل!✨عندما بلغتُ أنا الرابعة عشر من عمري
قرأت هذه السورة لأول مرة و تعلقت بها كثيراً
حتى مع مرور الوقت و وصولاً إلى يومنا هذا..
و اليوم أصبحت في الحادية و العشرون..
لازلتُ مواظبة عليها بكل ما أوتيت من قوة و عزيمةلعل و عسى يكتب لي ربي الجزاء ذاته
و يُلحقني مع هذه المرأة التي ألهمتني كثيراً!✨
الله يرحمها و يذكرها بالخير
و يجزيها خير الجزاء في الآخرة❤️شجعت نفسي كثيرًا طوال هذه السنوات..
و السبب الرئيسي يرجع إلى أنني شخصياً أُعاني من :
( الكلاستروفوبيا ) و ( المونوفوبيا)لدي رهاب من الأماكن المظلمة و الضيقة جداً،
و كذلك لدي خوفٌ كبير من أن ابقى لوحدي تماماً!و تذكرت سيأتي دوري يوماً ما
و عليّ أن استعد مع التعايش لكل أنواع هذا الرهاب
و بل سيتوجب عليّ مواجهته كله لوحدي تماماً في القبر!
فقلت لنفسي لما لا ابدأ بسورة الملك، المانعة من عذاب القبر
و التي ستشفع لي و ستُجادل من أجلي يوم القيامة💕و هنا كانت بداية قصة مُلهمة لكل شيء!✨
ريم الجابري©️
19-11-2023
أنت تقرأ
في عين الجنة
Spiritualهي حياةٌ جميلة لا حدود لها و لم ندرك جمالها و نعيمها بعد لأنها في تجدد مستمر بعيداً عن أعيُّنِنا.. لأن كلما نظَرَ الله عزّ و جل إلى الجَنّة قال لها : تَجّملي لأهلكِ!✨ و في كل مرة يطلب منها ذلك، تزيد الجَنّة من جمالها أكثر فأكثر إلى أن يدخُلها أهله...