الثّاني

47 13 6
                                    


" عبثاً تحاول.. لا فناء لثائر
أنا كالقيامة ذات يــوم آت "

-

الحفلة العادية التي صاحَبها حدثٌ غريبٌ ظلّت محفورة ببال أريانا، وذلك الرّجل الذي لم تراهُ الخادِمة ترقص معهُ لن تنساه، لأن اختفائه بتلك الطّريقة وكلام الخادمة ليس بالأمر البَسيط، بالإضافة إلى الرسالة التي وجدَتها فوق مكتب غُرفتها التي لا يدخُلها من هبّ ودبّ وقد كان أهمّ ما احتَوته "الأسودُ تعود وإن غابَت فأخد مكانها الكِلاب". لم يسبق لأحدٍ أن راسلها، وقد كانت أريانا تشعر أن للأمر علاقةٌ بالأسمر، وإحساسُها غالباً لا يُخطئ.

بَيد أنها لم ترغب بأن تشغل بالها به كثيراً، وإن كان الموضوع خطيراً؛ ما الذي يُمكن أن يزيد حياتها سوءً؟
فهي مُقتنعةٌ تماما أن لا أحد ولا شيء يستَطيع كسر إناءٍ مكسور.

كانت في غرفتها التي تعتبرُها عالمها الخاص والورديّ، تعزف على الكمانِ المُهدى إلَيها من والِدها قبل الحادثة التي غيّرت حياتَها رأساً على عقب.. ولا تعتقِد أن هناكَ ما قد يُدخل البَهجة إلى قلبِها البائس أكثر من هِوايتها هذه.

حتّى سمِعت أصواتاً مُختلطةّ بين صُراخٍ وتكسيرٍ ونحيب، لأشخاصَ لا لواحد. فتوقفت عن العزف ولم ترغب بالخروج من غُرفتها إلا بعد التّأكد من ما يحدث خارجاً.

فعاودت مسامعها إلتقاط نفس الأصوات والصّراخ بقوّة، ما جعلها تطلع من غُرفتها مُستغربةً وخائفةً ربما، لتَجد الرّواق مملوءةٌ جدرانُه بسائلٍ أحمر قاتم، ولم يكن سِوى الدّم! دم عائِلتها.

هروَلت مجزوعةً تبحث عن أحدٍ يُخبرها بما أصابَ منزل آل إرجين. ولم تُقابل إلا القاتِل يحمِل سَيفه المُلّطخ بالدم، وكذلك وجهه وبدنهُ قد دُنّسا بذاتِ السائل.

سُرعان ما أدرَكت أنّه عَينه الذي راقَصها قبل أسبوعٍ.

- وصَلتكِ رسالَتي يا سارقَتي البَريئة؟
قالَ بصوتٍ رجوليّ خشنٍ حمل بين طيّاته حنانٌ لم تستَشعره أريانا قطّ، وكَيف تفعل أمام سفّاح؟

وبعبارته الأخيرةِ أدركت أنهُ صاحب الرّسالة التي خُتِمت بـ"إلى سارقَتي البَريئة" لا محالة.

لم تكن أريانا قادرةً على التفكير في أيّ شيء غير أن مَوعد هلاكها وصل.

بدأ ذو العَينان الحالِكتان بالاقتراب مِنها، ومع كلّ خطوةٍ خطاها نحوها عادَت هيَ للخلف خوفاً منه، ولم تشعر بنَفسها إلا وهي تجري هرباً وفراراً منه فبعد التفكير هي لا تريد المَوت، وإن ماتت فتفضل أن تُهلَك مُتمسكةً بالحياة لا مستسلمةً.

دارَت أريانا إبان جَريها للخلف تتأكد من كونِه بعيدٌ عنها، فوجدته في مكانِه يقف دون حراكٍ يرمِقها بنظراتٍ أخافَتها، لكنها لم تتوقف عن الجَري نحو الباب المُؤدي إلى الخارج إلا عندما اصطدمت بشَخصٍ أدركت حين نظَرت إليه أنه الذي تهربُ منه!

-

الـفـصل الثّـاني تَـمَّ.

الـفـصل الثّـاني تَـمَّ

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 20, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

مُراقصة الشيطان ليلاً ومُحاربته نهاراًحيث تعيش القصص. اكتشف الآن