الفصل الأول
-------------ما أفضل حين تبقى طاهرًا نقيًا من كلِ دنس !
ترى حياتك هادئة مُستكينة، لا يعلم بها أحد، ولا أحد يعلم أنك بالفعل على قيد الحياة،
ولكن هل هذا يجوز مع تلك الحياة وتلك البشر الوحشية؟
لا، نحن في غابة، وكلِ وحشٍ منهم يريد أن يغمس الوحش الأخر في مكانه وافعاله،
ما بالك بطبع البشر الذي لا يريد شيءً سوى البقاء على عرش الغابة حتى النهاية،
ماذا تفعل إذا وقعت أنت يا صاحب النقاء بين يديهم؟
سيبدو وقتها أن نجاتك منهم سيكون مستحيلًا.
دعونا نذهب إلى تلك الغابة ونرى كيف استولى ملك الغابة على العرش.
--------
في صباح يوم شتويًا جديد، كانت الغيوم تتكاثر في السماء، ونسمة من الهواء تتحرك ذهابًا وايابًا، وتصطدم بالأجسام فتنشىء قشعريرة بداخلهم، وهناك الكثير من قطرات المياة تُبلل الأرضية حتى تخبرها بأن الشتاء مازال حيًا.
في تجمع من التجمعات السكنية في مدينة القاهرة تقع تلك الڤيلا الخاصة به وبأسرته، وتحديدًا تلك الغرفة التي تطل على النيل مباشرةً كان نائمًا مستغرقًا في ثُباته، ويغطي جسده بطبقة كبيرة من القماش القطني الذي يدفئه من برودة الجو.
وبعد العديد من الساعات صدح صوت رنين المنبه الخاص به الذي يوجد بجانب رأسه تمامًا.
اغلقه بيديه ثم عاد إلى النوم مرة أخرى، ولكن جاء في مخيلته مديره في العمل الذي يغضب كل يوم على تأخيره.
نهض سريعًا من مكانه بفزع واتجه يجري إلى المرحاض وهو يولول ويندب حظه
" يا حوستك يا أسر السودة، هتتعلق النهاردة على باب المديرية، يختاااااي، يختااااي يختاااي. "وبعدما انتهى من حمامه الدافئ، بَدَل ثيابه سريعًا وارتدى الملابس الرسمية الخاصة بعمله، واتجه إلى خارج غرفته.
كانت جميع العائلة جالسة على طاولة الطعام، نظر له والده وهو يهبط الدَرج بهرولة
" مش هتيجي تفطر يا أسر؟ "اجاب عليه وهو يهرول ناحية باب المنزل
" متقلقش يا حاج أنا هفطر ضرب في المديرية، سلام. "اغلق الباب خلفه واتجه أخذ سيارته بعدما ابتسم لذلك الجو الشتوي العاشق له
" بحبك يا شتا بيه والله، استنى بس هروح اتنفخ في المديرية وبعدها هجيلك نقضي وقت حلو مع بعض. "وبعد نصف ساعة تقريبًا اصطفت السيارة أمام باب المديرية، هبط منها سريعًا واتجه إلى الداخل، وعندما كان يهرول استمع إلى صياح مديره
" أنتو يا بهايم شوفولي الحيوان دا فين، ماهو المتخلف يفضل نايم واحنا هنا شايلين الطين. "