الفصل الرابع
-------------*أن تَموتَ وأنتَ تُجاهِد نَفسك لِتستَقيم، خيرٌ لكَ مِن أن تمُوت مُستَسلمًا لِشيطانك وهَواك .. !*
ㅤ
*جَاهِد؛ لعلَّك تَستقيمُ يومًا ..."*----------
مَر اسبوع على هذا اليوم التي أُمر أن تحتجز فيه في زنزانة فردية، اصبحت السجينة الوحيدة، كل ما حولها ظلام دامس لا يوجد ضوء إلا من ثقب صغير في الباب يدخل منه الضوء في النهار وآثناء الليل لا يوجد شيء يضيء لها.
قضت تلك الأيام في بكاءً مستمر، خائفة من الظلام ومن كل شيء حولها، عانت من الظلم منذ سنين وظنت أنها ستجبر يومًا ما، ولكن إنها الآن تعاني من ظلم أخر.
ليس بيديها شيء سوى التضرع إلى الله واداء فرائضها، ولسانها الذي لم يمل من الذكر عن الله، حيث أنها قد قرأت كثيرًا عن أحاديث الرسول وتذكرت وقتها ذلك الحديث
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله: { يقول الله تبارك وتعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت منه باعا، وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة }.
وفي هذا اليوم قد انتهت كل طاقتها التي تواصلها في العيش مع هذة الحياة، فتح السجان باب زنزانتها حتى يخبرها أنها ستذهب معه إلى الرائد أسر، ولكنه صُدم عندما وجد جسدها مُلقى على الأرضية الرخامية بإهمال.
عاد سريعًا إلى أسامة واخبره بذلك واتجه معه أسامة وخلفه أسر، وصلو عند الباب وجد أسر أنها مقلوبة على وجهها الظاهر، المرفوع عنه ذلك النقاب التي كانت ترتديه.
" اخرجو على برا دلوقتي ومشوفش واحد قريب من الباب. "
اومئو له سريعًا واتجهو إلى الخارج بعيدًا عن الباب، انحنى بجانبها واعادها على ظهرها بعدما احكم غطائها على وجهها دون أن يراها، وضع اصبعه مكان نبضها وجد بها نبض؛ فصاح عاليًا
" أسامة بلغت الدكتور؟ "
" أيوة يا باشا هو على وصول. "
كان يريد أن يحملها ويضعها على الفراش، ولكن شعر بالذنب أنه يريد ذلك، فتاة بمثلها ترتدي ملابس واسعة وكل شيء بها مغطى كيف له أن يلمسها؟ بالتأكيد هي ستعترض على ذلك إذا كانت في وعيها.
وبالفعل هاتف ظابطة في المديرية، وجائت إليه ومعها مساعدين لها، حملوها ووضعوها على الفراش، وانتظرو معها حتى انتهاء الطبيب من الكشف عليها.
كان أسر في الخارج يقف مع أسامة والسجان ينتظرون خروج الطبيب، وعندما خرج تحدث
" هي بخير يا أسر بيه، كل الحكاية إنها مكانتش بتاكل كويس الأيام إلي فاتت ودا إلي خلاها يغمى عليها، أنا فوقتها واديتها حقنة مقويات، هي محتاجة بس تتغذى وهتبقى بخير. "