الفصل الثاني
-------------
ارخ يدك بالصدقة ترخي حبال المصائب من علی عاتقك، واعلم أن حاجتك إلی الصدقة أشد من حاجة مَن تتصدق عليه.
#ابن_القيم
-------------
كان واقفًا في مكانه يظهر عليه الجدية رغم اللامبالاة التي دائمًا تتملكه، ينظر إلى ذلك الرجل بعينين كالصقر، تقدم منه الرجل وهتف بثبات رغم الزعزعة التي آثارت بداخله
" حضرتك عايزها ليه؟ "
ابتسم له أسر بسماجة ثم تحول وجهه للصرامة وكأنه لم يكن يضحك من ثانية واحدة وهتف بحدة
" افتح البوابة دي وابعد عن وشي. "
فتح الرجل البوابة الحديدية للمنزل وسمح لهم بالدخول، دخل أسر ومعه الفريق الخاص به واتجهو ناحية باب المنزل حتى توقفو أمامه وبدأ واحدًا منهم يطرق عليه بشدة.
فتحت له امرأة كبيرة في العمر، نظر لها أسر بشمولية ثم هتف بهدوء
" فين وسام السيد ناجح؟ "
ارتعدت المرأة للخلف من هيئتهم الواضح عليها القوة وهتفت بخوف
" وسام يا حبة عيني نايمة من الصبح يا بيه، خير في اي بس؟ "
" وسام مين إلي نايمة؟ أنا عايز العمدة وسام إلي ماسك حكم القرية دي، اتفضلي ناديهولي من جوا وقوليله الحكومة محاصرة المكان وإلا هندخل نجيبه إحنا. "
ضربت المرأة على صدرها بخوف واتجهت سريعًا نحو الداخل واختفت لدقيقة حتى عادت ومعها رجل ستيني العمر، هتف بهدوء
" خير يا بيه حكومة اي كفا الله الشر؟ "
اتجه إليه رجلين من رجال أسر وقبضو عليه أمام أسر، فنظر لهم الرجل وعاد يهتف
" يا باشا صلي على النبي أومال، أنتو قافشين فيا كدا ليه؟ "
نظر له أسر بسخرية ثم ابتسم مع حديثه الهادئ
" مش أنت العمدة وسام هتتفضل معانا، مطلوب القبض عليك وفي المديرية نشوف في اي. "
صاح بهم الرجل سريعًا حتى جعلهم يقفون تمامًا بعدما كانو تأهبو للسير، والتفت له أسر
" يا بيه أنا عطية الناجح، وحضرتك عايز العمدة بنت أخويا هي إلي ماسكة البلد. "
" هي وسام الناجح تبقى بنت أخوك؟ "
" أيوة يا بيه. "
التفت أسر إلى تلك المرأة مرة أخرى وهتف بحدة
" ناديلي الهانم بدل ما ادخل اجيبها أنا. "
اختفت من أمامه سريعًا وظلت قرابة الربع ساعة بالداخل حتى عادت المرأة هاتفة
" وسام أهي يا بيه بس هي معملتش حاجة. "
التفت أسر لهم وصُدم عندما وجد فتاة أمامه ترتدي ثوب أسود فضفاض وعليه خِمار من اللون الأسود وتحجب وجهها بغطاء أسود يكشف عن عينيها فقط، اشار لها بيديه هاتفًا
" أنتِ وسام سيد الناجح؟ "
اومأت له برأسها بدون حديث، نظر أسر إلى رجاله ثم هتف بصرامة
" هاتوها وهاتو الراجل دا معاها. "
