El Dorado || التورمالين

chapter 37

كان أحد الرجلان اللذان اقتحما المكان يوجه خنجره ناحية آن التي تسمرت مكانها من الخوف الا انه لم يصبها و لو بخدش بسيط فقط غرق ذلك الخنجر المغلف بالسم في صدر تشانيول الذي لم يفكر لثانية بالمشهد أمامه و سارع لنجدة فتاته

لم تخر قواه رغم تلك النغزات التي بدأت تنبض جرّاء تلك الطعنة ليرفع نظره لصاحب اليد الممتدة أمامه تمسك بذلك الخنجر بارتعاش
تراجع هذا الأخير تاركا اياه معلقا في صدر تشانيول ليلتفت ناويا الهرب لأن الخطة فشلت و الهدف نجا و الغاية لم تتحقق
لكنه ما إن همّ بالعدْوِ حتى انقض عليه تشانيول فاصلا راسه عن جسده مروراً بالثاني الذي كاد ان يتجاوز المخرج في مشهد دموي مفعم ببطش الضحية للقتلة المجرمين

رجع ادراجه عن ذلك السلم حاملا رأسيهما معا و قد تطاير اللثام عن وجهيهما
كانا أحد حرّاس القصر ...

تركهما ليسقطا على الأرض فيما انحنى هو جاثيا على ركبتيه غير قادر على حمل نفسه و ذلك الخنجر لا يزال مغروسا وسط صدره
رفع يده بُغية اخراجه لتمنعه آن من ذلك خشية تدفق دمائه بغزارة
لكن في الآن ذاته لا تستطيع تركه لمدة أطول كونها استنتجت انه لابد ان يكون مسموما لاضمحلال لونه الذهبي

اشار لها بالاقتراب اكثر لتتوجه إليه بتمهل كونها تبصر بضبابية و مع الدموع التي تذرفها باتت الرؤية شبه منعدمة

رفع يده ممسكا بوجنتيها ليقول بضعف
تشانيول : اجلبي لي ذلك الخاتم الذي كنت بصدد اعطائه لك و الورقة اسفله

آن : لكن هذا ليس الوقت ال..
تشانيول مقاطعا : بسرعة ....الوقت يداهمني..

نهضت بسرعة لتتعثر مرات الا انها تمكنت من ايجاد المطلوب لتأتيه بهم و تجلس قبالته جاثية على ركبتيها

أخذ منها تلك الورقة لتتلطخ بقطرات دمه المتدفقة من عينيه كانها دموع و بصمات يده التي أمسك بها مكان الطعنة

تشانيول : اصغي اليّ جيدا ارجوك ....هذه الورقة ...هي عقد زواجنا
آن : ماذا تقول انت ...
تشانيول بابتسامة رغم الألم الذي يجتاح جسده : ماذا كنتي تظنيني ؟ لن أفعل بك شيئا ما لم تكوني لي ..صغيرتي

انهمرت دموعها لتأخذ الورقة من يديه بيد مرتعشة بينما التفت هو لذلك الخاتم المصنوع من اندر الأحجار الكريمة ، التورمالين ، رمز الحبّ على مرّ العصور تلك التورمالين الوردية قد جمعها لاجلها كي تكون من نصيبها هي فقط من ملكت عقله

لكن قد خطرت له فكرة ليس متأكدا من نجاحها مذ اخبرته ان بصرها يذبل و يريد تجربتها كونه لربما لن يحظى بهذه الفرصة ..ثانية

و سنوات و عقود امضاها في كنف تلك الساحرة  كفيلة بتعليمه كافة أنواع السحر باتقان

أخذ الخاتم بكف و الاخرى وضعها فوقه ليتمتم بكلمات غير مفهومة لها
أبعد يده ليظهر بياض الخاتم بعد أن كان ورديا خالصا
تشانيول بتعب : اغمضي عينيك جميلتي

اغلقت حدقتيها ليضع يده عليهما و يتمتم بعدة كلمات بسرعة الى ان صرخت هي بوجع
أبعد كفه طالبا منها فتح عينيها
و ما إن فعلت حتى باتت تبصر بوضوح تام
آن : ما ..الذي ..فعلته

تشانيول بينما يتلمس كفها باحثا عن اصبعها البنصر : لقد اهديتك عيناي ... فالتحافظي عليهما في غيابي

وضع الخاتم في اصبعها بابتسامة ليحني رأسه للأمام ثم للأسفل باستسلام
حالما راته حتى سارعت بنزع الخنجر و القائه بعيدا و في الآن ذاته تتفحص نبضه خشية فقدانه

لا تريده ان يرحل و يتركها
لم تقضي معه سوى بضع لحظات
لم يعيشا حبهما بما فيه الكفاية

لقد قلق من ان تكون  منتمية الى دين أو عائلة و مجتمع يقدر اهمية الزواج و كان قلقا من ان تكون هناك عاقبة للعلاقات خارج اطار الزواج

لذلك قد اتم اجراءات زواجه منها حالما تأكد من مشاعره تجاهها ، دون علمها ، لم يحبذ لمسها من دون شيء يربطهما و كي لا يجرح مشاعرها و بالفعل  ذلك الشعور بالامتنان و الراحة و السكينة و الرضا عن اختيارها لذلك الرجل قد ظهر في ابتسامتها المليئة بالدموع من عينيها التي

اهداها اياها و تخلى عنها لاجلها
كي لا تشعر بالنقص ابدا و كي لا تفكر بنفسها على أنها في مرتبة دُنيا

بكت بألم شديد بجانبه هو الذي أخذت تجره من أعماق تلك الغرفة وصولا الى أحد الغرف الموجودة في ذلك القصر الشاسع
و رغم ان الحكيم قد أخبرها انه قد قدم إليه العلاج اللازم و إنه سيكون على ما يرام بعد نوم طويل الا انها تشعر بالذنب كلما رأت عيناه المغلقتان مستذكرة انه قد اعطاها عينيه دون تردد

كانت كامل وقتها تقضيه بقربه محتضنة اياه في ذلك الفراش الذهبي و الدموع تتدفق من مقلتيها الورديتان بلون التورمالين و من حين لاخر تتلمس ذلك الخاتم عديم اللون بعد انتسابه لعينيها بيد ان روحه و رمزه لا يزالان

-

في تلك الاثناء كانت اوليفيا تجلس أمام جونغكوك الذي قد سمع بما جرى لصديقه من الألف الى الياء من قبل آن التي توعدته قبل مدة قصيرة بالانتقام من الفاعل الآمر سواء كان هو أو زوجته

جونغكوك بغضب : فسّري ...

اوليفيا : ....

___________________

صلوا على النبي 💗🌸🌸

لا تنسو تعملوا فوت و كومنت تقولولي رايكم في البارت و دمتم سالمين 🤍🤎🤎