"زاْيٌ"

185 20 5
                                    

لا احد كان من كان كامل؟

لم يكن سوبين من اولائك الذين يعتقدون أن هذه الجملة تمس الصحة حقا ، أعني أليس الكمال الدنيوي سهل المنال ، ربما صعب أيضا ، المشكلة أنها مسألة حظ على ما يعتقد طويل العود !

رفع هاتفه يمرر شريط الفيديو لآخر هو اكتفى حقا من دروس الحياة التي تقترحها المحاضرة الغريبة في الجامعة عليهم

"مرحبا سوبين"

"ييران؟"

"اجل ، أيمكنك القدوم اليوم لكافيتيريا الحي يجب علينا البدأ بإنجاز ذاك المشروع الغبي ايا كان"

"حسنا ، حددي الموعد و الادوات اللازمة و سأكون هناك"

"رائع ، فرصة جيدة في يومك ، وداعا"

"مع السلامة.."

ابتعدت صاحبة الكنزة البيضاء عن سوبين ليستدير هو الآخر مستكملا طريق عودته لشقته

مر يومان بالمناسبة ، هو مستاء حقا لا يجب أن ينفق نقوده على اشياء تافهة لكن هذه المرة يجب أن ينفقها ليشتري مظلة جديدة

"رائع سوبين ، ذاك الفتى لم يكن يهتم إن ابتل أو لا ، هو دائما هكذا ما المختلف ، خسئت بئسا يا أنا"

تذمر بهمس بينما يتمسك بمعطفه أكثر ، مزاجه معكر حقا و عليه أن يسرع لأنه يعلم أن المدعوة ييران الاولى بدفعتها و سوف يكون موعدهما اليوم مساءا بلا شك !

ماذا ايضا؟ لا شيء حقا ، كانت السماء ملبّدة اليوم ، مرسومة ببعض السحابات البيضاء و الأكثير الكثير منها سوداء و رمادية قاتمة

"حقا إنها الواحدة بعد الزوال و الجو يلعب لعبته المفضلة ، تبدو و كأنها الخامسة أو السادسة مساءا !"

مهما احب سوبين أجواء الشتاء فهو لم يكن من الأشخاص الذين يحبذون فكرة أن تمارس عليهم طقوس هذا الفصل الغبية ، أعني بهذا البرد ، أو الإبتلال بغير حق !

دخل طول السيقان شقته لينزع الشّال الملتف حول عنقه ثم معطفه ، قد ارتمى على سريره مباشرة بعدما إتجه لغرفته ، هو منهك حقا

رن هاتفه لثانية ثم حل الصمت مرة ثانية دلالة على وصول رسالة ، ببساطة تكهن سوبين أنها ييران ، لماذا هو واثق إلى هذا الحد؟

لدينا هنا سوبين يحتل المرتبة الأولى في قائمة الناس المتجهمة المخيفة الغير محبب مصادقتهم أو الاقتراب منهم ، بالمختصر المفيد سوبين يساوي انطوائي بإمتياز

لذا فحسابه لا يمتلكه أحد سوى ييران لأنها وقعت معه في مشروع ، على الأرجح تم إجبارها و لأنها مجتهدة فهي لن تعارض أساتذتها أيا كان

_السادسة مساءا ، اتمنى أن تكون في الوقت_

أطلق المعني بالرسالة "تشه" ساخرة ، ماحال الجملة الأخيرة من الرسالة؟

"ما هذه المهزلة الآن؟ لا أبدو مهملا لهذا الحد يا هذه !"

°•°•°•°

'17:45 pm'

وطأت قدم سوبين المقهى المقصود حيث حجز طاولة أمام النافذة المطلة على الطريق بعد أن رمق الطاولات القليلة بقلة حيلة

ربما قد وصل أبكر بقليل ، ما كان عليه أن يغضب و يفكر كثيرا في كلام و جملة تلك الشابة

أسند فكّه على راحة يده بملل بعد أن طلب كوب قهوة دافئة ، ينظر للطريق شبه فارغ مع بعض حبات الناس الذين يمشون بتفرق هنا و هناك !

لم يلاحظ سوبين أن تهيج داخله و عقدة حاجبيه قد انحلّت دون شعور منه ، فقط لتلك الألحان التي عملت كأنها نيكوتين داخله

قطع صفو ذاك الهدوء صوت فرقعة اصابع أمام شرود سوبين

"إستيقظ تشوي سوبين !"

"ييران متى وصلتي ؟"

"أنا من عليه أن يسأل"

رمى سوبين أعينهم ناحية الجدار في زاوية المقهى ، للحظة فقط التقطت حدقاته تصميم غيتار الخشب الزاهي

اجل كان نفسه ، يقبع بالزاوية يعزف سلّمه الموسيقي !

و ربما عاد سوبين للشرود ثانية..؟

°•°•°•°
عادة تكرهوها فيكم؟
أدري البارتات قصيرة بس أحسها مناسبة و احسن طريقة انو ما أفقد الشغف بالكتابة !

𝐃𝐞𝐚𝐫 𝐟𝐫𝐨𝐦 𝐚𝐟𝐚𝐫 ﴾𝐒𝐨𝐨𝐠𝐲𝐮﴿Where stories live. Discover now