الفصل الأول

1K 27 4
                                    

أقتباس

_يا خسارة.

"البني أدم دا معندهوش دم ومهزق ههزقة"

همست بالكلام ده مع ندى صحبتي في السوق، لواحد لزج بشوفه شبيه الستات بيموت في كلام الحريم مفيش مَره عدت قدامه الأ وعاكسها،
وقفنا وتقريبا كان مش عاجبه حاجة، أتكلم "يا خسارة" وأنا سمعته لأن كنت معديه من ناحيته وقفت همست لصحبتي وبصيت له بقرف من تحت لفوق قولتله:

"على فكرة اللي بتعمله ده مش رجولة وأنت شبه الستات كدة"

_أنا ست؟ أنتي متأكدة؟

"أه أنت ست أنت مش شايف نفسك ولا ايه هو في راجل قاعد على رايح واللي جاي كدة"

_واد يا "كعبورة" أقفل الباب العزبة ماتخليش حد يدخل ولا يخرج من هنا لما نشوف مين الست ومين الراجل هنا.

لاقيته وقف فجاءة وأتحول لشخص تاني وبصوت جهوري كهرب السوق كله، لدرجة إني رجعت لورا من خضتي من صوته وشوفت السوق اللي بيجري واللي يبص عليا بيقول "ملاقتيش غير الغول وتوقعي فيه"

أنا مكنتش خايفة منه أصلا أنا خوفت من اللي بيحصل قدامي حتى اسمه غريب شبهه، حتى صاحبتي كأنها عارفاه لأنه من منطقتها وصدمتني لما بتقولي

"يلا بسرعة أمشي من هنا قبل ما الغول يقفل باب العزبة لأن لو أتقفل محدش هيخرج الأ لما يلاقي اللي بيدور عليه"

_وهو السوق بتاعكم له باب ليه؟ ومين دا يدور عليه دا مجنون أنتي مش شايفة شكله عامل أزاي بشعره المنكوش دا وهو شبه البنات كده بعينه الخضرة دي مش باين عليه غول خالص.

فضلت أتنمر عليه وأضحك، وهي تجر فيا تخبيني مش عارفة ليه وفعلا السوق كانت حالته حالة...

_أيه اللي عملتيه دا بس مش هيسكت على كلامك دا مجنون أصلا الكل عارفه ومحدش بيقدر يكلمه ولا يتفاهم معاه من اول ما وصل المنطقة هنا وهو بقا الحاكم الناهي فيها ومبلطج في المكان ولما يتعصب مش بيتفاهم أدعي ربنا انه يكون بيهوش بس.

_ايه اللي بتقوليه دا هي البلد مفيهاش قانون ولا ايه وايه يقفل السوق هو بيت اهله انا هخرج و لو جدع يتكلم معايا أنا مش بخاف غير من خلقني وسعي كده.

سبتها ومشيت لوحدي لحد ما وصلت قرب الباب الكبير ولسه كنت خلاص قريبه للخروج لاقيته اتقفل من بره أصل السوق دا ولا بيقولوا عزبة هي زي حارة شعبية لها باب حديد كبير، نظام متخلف قديم كأن كل منطقة لها سكانها وحاكمها، المهم وقفت أشوف ايه اخره اليوم اللي شكله مش هيعدي دا، وناس كأنهم جاتلها فرة كله استخبى وروحوا بيوتهم، بصيت على ندى صحبتي ملقتهاش الواطية سابتني لوحدي، وقفت شوية وفجاءة لاقيته قدامي شكله معصبني بجد هو هيعمل فيها راجل مسكت نفسي بالعافية من الضحك لانهم قالوا عليه مجنون.

-عايزة أمشي خليهم يفتحوا الزفت الباب.

"وهو دخول الحمام زي خروجه يا قطة"

قالها بتريقة وسخرية معجبتنيش

_قطة أنت سِم، هو في ايه الفيلم البايخ اللي عملته دا لو فاكر ان الل عملته دا واو، خلصنا وطلع فنكوش خليهم يفتحوا الزفت عايزة اروح.

هو لساني دا بس لو اتكتم شوية كان زماني روحت في بيتي معززة مكرمة، لاقيت عينيه أتحولت ومسكني من ذراعي وجرني وراه وانا من الصدمة مشيت، لحد ما جمعت نفسي حاولت أشد ايدي منه.

-ايه شادد بهيمة معاك أنا عايزة أمشي سيبني سيبني بقا...

"مكلبش فيها حديد مش أيد رغم مايبانش عليه قوته من شكله وجلباب اللي لابسه وشعره اللي نكشه هيئته غريبة"

"دخلني أوضة صغيرة جوة عمارة في الدور الأرضي ورماني على الأرض وخطف شنطتي وقبل ما يمشي قالي

-خليكي هنا لحد ما تتعلمي الأدب وأشوف حكايتك ايه شكلك مش مريحني كمان.

سابني وخرج جريت وراه شديته من هدومه:

-انت رايح فين مشيني من هنا حالا انت مجنون ازاي تسيبني هنا فين شنطتي هاتها يا حيوااااان...

-خليكي عاقلة وأسمعي الكلام وبلاش قلة أدب بدل أمد ايدي عليكي مش هسكت لك المرة الجاية على طوله اللسان دي.

فتح الشنطة ودور عليها كتير وخرج منها كيس صغير أول مرة أنتبه له! ،ضحك بسخرية وسند برجله على كرسي قدامه وكلامه كله سخرية:

_زي ما توقعت الحلوة منهم! أصل طول اللسان والبجاحة دي مايطلعش غير منهم.

لأ، شكلك مطولة معايا حبة لحد ما أشوف مين اللي وراكي.

"ورا مين؟ انت مجنون أنت مين أصلا؟ وايه بتاع الأبيض دا، خرجني من هنا والأ هصوت والم عليك الحارة والله"

أخد الكيس الأبيض وتليفوني ودفع الكرسي اللي ساند عليه ورمى الشنطة في وجهي وخرج رزع الباب بقوة.
تم اللينك اول تعليق🌹
اللينك الموقع ع واتباد صفحتي افتحوا وشوفوها هنا👇

 تم اللينك اول تعليق🌹اللينك الموقع ع واتباد صفحتي افتحوا وشوفوها هنا👇

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
نوفيلا "الغول" بقلم شروق مصطفىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن