الخاتمة

99 13 12
                                    

الخاتمة.

مطار القاهرة الدولي.

كانت "چين"  تجلس قُبالة شقيقها بمقهى المطار وفراشات الراحة والسعادة تحوم حولها وهي تطوف وجوه الجميع بنظرة مختلفة تمامًا، نظرة إمتلئت رضا وطمأنينة، ليردد شقيقها بإبتسامة خفيفة وهو يطوف معالم وجهها :
  -  قدامنا ساعتين على ميعاد الطيارة، هشتري شوية هدايا لأصحابي من السوق الحرة.. عايزة حاجة أجيبهالك.

هزت رأسها بنفي وهي تطوفه بنظرات ممتنة مرددة :
  - لا يا حبيبي سلامتك.

نهض شقيقها يغادر، لتفتح هي جوالها تتصفح مواقع التواصل الإجتماعي لتجد من يقترب منها بإبتسامة واسعة مرددًا بصوتٍ حانٍ :
- "چين".

رفعت "چين" أنظارها نحو صاحب هذا الصوت الذي تحفظه عن ظهر قلب، لتتسع عيناها دهشة وهي تهب من مقعدها مهرولة  بسعادة عارمة تردد:
  - دكتور "صلاح".. حضرتك فاكرني؟

هز رأسه بتأكيد وقلبه يرقص سعادة وإمتنان إحتل عينيه كما قلبه، ليطوفها بنظرات شاكرة مرددًا:
  - طبعًا فاكرك.. أشطر طالبة درست لها على مدار سنين عمري.. الطالبة اللي فخور إني اسمي اتحط جنب إسم الأساتذة اللي درست لها .. البنت اللي كنت أتمنى تبقى من دمي.

صافحته "چين" بحفاوة تحتضن كفه بين يديها النابضة بدقات قلبها الذي كاد أن يخرج من صدرها من فرط السعادة، تطالعه بأعين فاضت عبراتها مرددة :
  - دكتور "صلاح".. حمد الله على سلامتك.. بس إزاي ده حصل.

إنضمت إليهما "سوسن" وعبراتها تسبق أحرفها المرتجفة مرددة :
  - كل ده بفضل ربنا أولًا وأخيرًا.. العلاج اللي اديتيه لدكتور "صلاح" نجح وبالعلامة الكاملة.. التجاوب في البداية كان بطيء لحد ما صحي من أسبوع فاكر كل حاجة.. كدبت نفسي يوم واتنين وتلاتة لحد ما إتأكدت فعلًا.. قولت ده ساعة ساعتين، أو يومين تلاتة ويرجع لحالته تاني، لكن الحمد لله ماحصلش كده.. عملنا كل  التحاليل والآشعة اللازمة والنتيجة كانت مُبهرة، كأن مفيش أي خلل حصل قبل كده، الدماغ سليم مليون في المية، والخلايا مفيش فيها أي خلل.. دي معجزة حرفيًا.

كانت "چين" تتابع حديث "سوسن" بصدمة شديدة حتى وإن خالطتها مشاعر السعادة، ليسترسل "صلاح" باتزان تام :
  - في البداية كنت حاسس إن بفتكر حاجات بكل تفاصيلها، حاجات حصلت إمبارح، أو من أسبوع، و كمان من سنة، لحد ما في يوم لقيت نفسي فاكر كل حاجة وذهني صاحي تمامًا، لقيت نفسي ماسك دفتر وبسجل معادلات صعبة جدًا ومرهقة، إتكلمت مع دكتورة "سوسن" وشرحت لي كل حاجة.

وقدم لها ملف ورقي يحمل بين طياته التقارير الطبية اللازمة مرددًا بعرفان لم يفارق نبرته قط :
  - دي التقارير الطبية اللي هتثبت كلامك، وبراءة إختراع الدوا متوقفة على توقيعك أنا عملت كل حاجة.. تقدري تناقشي مشروعك دي في المؤتمر.. هتكوني أصغر كيميائية عربية مصرية تخترع دواء جذري لمرض الزهايمر.. أنا فخور بيكي وبشكرك من كل قلبي يا بنتي.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 28, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

نوفيلا / إكسجين للكاتبة /فاطمة علي محمد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن