Ch:01

256 12 13
                                    


يجول بعيناه المخفية خلف نظارات سوداء حول المكان ممسكا بأمتعته بيد بينما الأخرى تمسك بالهاتف يتفقده بين الفينة والأخرى، لقد خرج توا من المبنى الضخم خلفه والذي يلجأ له أشخاص بمختلف المشاعر، السعادة، الحماس، الحزن، الغضب، الرغبة في الهرب، وهو الأخر قد دخله يوما بمشاعر مشابهة.

ارتفعت أطراف شفتيه بخفة عندما لمحت عيناه بِنية مؤلوفة له، نزع نظاراته وخطى نحوه محتضنا صاحب تلك البنية والتي تعود لصديق طفولته، ماثيو.

افترق كلاهما عن الآخر ليصافحا بعضهم البعض بمصافحتهم الخاصة والتي يتذكرها الاثنان كما يتذكران أسمائهما " مرحبا بعودتك أيها الملك! " ليجيب هانتر بدوره " لقد ازددت إنشا عن أخر مرة رأيتك فيها، هذا مفاجئ للغاية! " دحرج ماثيو عينيه بخفة " هيا! لا تكن مفسدا للمتعة هكذا، لازلت غير مصدقا أنك عدت بعد كل هذه المدة وها أنت بالفعل قد بدأت بإغاظتك التي لا يمكن تحملها "

قهقه هانتر بخفة ثم أجاب " حسنا أنا أعتذر، لقد كنت فقط أمازحك لقد تغيرت كثيرا لدرجة أنني كدت لا أعرفك في البداية! " نظر له ماثيو لوهلة ثم أردف بـ " أجل، أجل وأنا كدت أُصدقك، هيا لنذهب من هنا أولا أعطني أمتعتك " ابتسم هانتر بخفة وهو ينظر لصديقه الذي شرع في نقل الأمتعة للصندوق الخلفي لسيارته البيضاء، لقد اشتاق لصديقه، اشتاق لمنزله واشتاق لبلاده.

مرت الرحلة بصخب الموسيقى التي تصدح أرجاؤها السيارة وصخب ماثيو الذي كانت الموسيقى لاشيء أمام صوته العالي وابتسامة هانتر الذي كان سعيدا بعودته للديار ورؤية طباع صديقه التي لم تتغير أبدا.

توقفت السيارة أمام مبنى عالي جدا يدل على غنى سكانه " ها أنت ذا! أرغب في قضاء المزيد من الوقت معا لكن لدي محاضرة على الساعة الثانية لكنني سوف أعود هذا المساء لأصطحبك لمكاننا المعتاد، لقد اشتاق الجميع لك " ابتسم هانتر بتأسف نحو صديقه " أعتذر ماثيو، لكنني متعب جدا أخشى أنني لن أستطيع الحضور اليوم أرغب فقط بالنوم ".

" لم يكن سؤال أو طلب، أنت سوف تحضر اليوم ولا نقاش في ذلك، لديك نصف اليوم بالفعل لأخذ قسط من راحة وبعدها سوف نذهب معا، الجميع يرغب في رؤية الفتى النجم " قلب هانتر عيناه بخفة " يا إلهي هذا اللقب مجددا، حسنا سوف أذهب لكنك لن تجبرني على المشاركة حسنا، لست في مزاج لذلك "

" لازلت لا أفهم سبب كرهك لهذا اللقب إنه يليق بك! على أي حال سوف أذهب الأن قبل أن أتأخر، خذ قسطا من الراحة فالليلة سوف تكون طويلة بالفعل " أردف ماثيو بحاجب مرتفع تزامنا مع طرف شفتيه " أجل أي يكن، أراك لاحقا ماثيو! "

لوح له ماثيو بخفة قبل أن تختفي سيارته مع المنعطف، حول هانتر نظراته للمبنى الشاهق، تنهد بخفة قبل أن يمسك بأمتعته متوجها نحو المدخل.

بعد رحلة طويلة في المصعد، فتح الباب بخفة كاشفا عن السقيفة الواسعة ذات الجدران الزجاجية والتي تظهر المدينة بالكامل من الارتفاع الشاهق، تنهد بخفة قبل أن تأخذه خطاه نحو الأريكة، جلس عليها بإهمال واضعا ذراعه على عيناه.

𝗥𝗢𝗦𝗘𝗦 𝗔𝗡𝗗 𝗖𝗜𝗚𝗦 | ورود وسجائـࢪحيث تعيش القصص. اكتشف الآن