Ch:05

76 5 0
                                    


مرت أيام بشكل هادئ وبسيط بالنسبة للبعض، لكن ليس بالنسبة لجوسلاين، فالكلمة الأنسب التي تستطيع وصف ما يحدث معها في هذه اللحظات هي.. مريب.

والسبب؟ بكل بساطة، الورود القرمزية التي احبتها يوما، أوشكت على كرهها بسبب ما يحدث لها، فـ ها هي تمشي داخل رواق الجامعة وصوت كعبها العالي يجذب الأنظار لها كالعادة.

وقفت أمام خزانتها ثم وضعت الرقم السري الذي لا يعرفه أحد سواها، أو ربما هذا ما كانت تظنه قبلا، زفرت بقوة قبل أن تفتحها لتقلب عينيها بانزعاج عندما سقطت مجموعة من الورود أمام حذائها الأسود اللامع، وهذا بالضبط ما يقابلها يوميا لمدة أسبوع ونصف.

أخذت الكتب التي تحتاجها لتتجه نحو قاعتها، جلست في مكانها المعتاد، وضعت الكتب التي تحتاجها فوق المكتب والأخرى في الدرج اسفلها، لكن توقفت فجأة عندما سقط كتاب من الكتب الموضوعة داخل الدرج وقبل أن تنحني لترى سبب سقوطه قلبت عينيها مجددا بانزعاج عندما أدركت السبب وبالفعل تحقق ما كانت تفكر به، لقد وجدت ورداً داخل الدرج.

بعد انتهاء الحصص الأولى، أتت فترة استراحة الغداء، لكن قبل الذهاب للكافتيريا توجهت للحمام قبلا وفور أن فتحت الباب، ماذا وجدت؟... لا، ليست ورودا هذه المرة، أو إذا كانت كذلك فسوف يكون الأمر أكثر ريبة.

التقت نظراتها بخاصة فتاة تغسل يديها أمام المرآة الكبيرة، لتردف بصوت خافت " مرحبا.. "، تجاهلت جوسلاين الفتاة ثم دخلت أحد الحمامات، وبعد أن خرجت وجدتها لازالت تقف أمام المرآة وكأنها مترددة في قول شيء ما.

تقدمت جوسلاين أمام المغسلة لغسل يديها، ثم وضعت حقيبتها فوق الحوض لتخرج منها ملمع الشفاه الخاص بها بنكهة التوت البري، وفور أن حط على شفتيها واستنشقت الرائحة، سمعت صوت ذكوري من حيث لا تدري يردف بشيء لازال يجول داخل ذهنها للأن.

عادت لرشدها بعد ثواني لتكمل تطبيق المستحضر على شفتيها ثم أردفت قاطعة الصمت " هل لازال أولئك الأوغاد يضايقونكِ؟ " رأت جوس بطارف عينيها كيف انتفض جسد الفتاة بجانبها وكأنها لم تكن تنتظر ذلك السؤال أبدا، أو حتى محادثة منها " آوه.. لا، بفضلك لم يعد أحد يضايقني، لذا فأنا أود أن أشكرك، شكرا لكِ كثيرا جوسلاين. "

بدأت جوسلاين برش عطرها ذو رائحة الفانيليا الناعمة عكس شخصيتها والذي قد وصلت رائحته العطرة للفتاة بجانبها والتي كانت تنظر لها بنظرات أشبه بالإعجاب أو ربما التقدير؟ جوسلاين تكره صعوبة تمييز مشاعر الأخرين.

" يجب أن تعلمي بأن في هذا العالم لا يوجد مكان للضعفاء، فنظام هذا الكون كالسلسلة الغذائية، الكائنات الضعيفة تتغذى على الكائنات الأضعف منها؛ وأنا أتفهم ضعفك حقاً، لكن أنصحك بعدم إظهاره، أو صدقيني سوف تلتهمك هذه الذئاب البشرية. "

𝗥𝗢𝗦𝗘𝗦 𝗔𝗡𝗗 𝗖𝗜𝗚𝗦 | ورود وسجائـࢪحيث تعيش القصص. اكتشف الآن