Ch:06

53 6 0
                                    

صوت زقزقة العصافير وحفيف الأشجار يطغى على المكان بينما تجلس هي فوق العشب الأخضر غير مهتمة إذا اتسخ فستانها الأبيض، بلطف تلمس يديها بتلات الزهور التي قطفتها قبل مدة، بينما عيناها تنظر للمكان الذي ذهب منه الحيوان اللطيف الذي التقته قبل مدة، فبعدما أتت والدته التي كانت خائفة على صغيرها من البشريَّيْن، ذهب إليها ثم إختفوا خلف الأشجار الكثيفة.

كان الصمت يحاوط المكان قبل أن تردف جوسلاين بكلماتها " هل تظن بأنه كان تائها قبل أن تجده والدته؟ " رفع هانتر عيناه التي كانت متبثة على الورقة بين يديه ليجيب بعد ثوان من الصمت " أظن بأن الأمر كذلك. "

" كيف هي علاقتك بوالدتك؟ " قالت كلماتها وقد أقسم هانتر بأنه رأى نظراتها تتوسع بخفة وكأنها لم تعي ما قالته مسبقا، لم يكن ينتظر هانتر هذا السؤال وهذا ما جعله يصمت لمدة قبل أن يجيب وعيناه مثبتة على المنظر أمامه " لقد كانت علاقتنا جيدة جدا، لكن رغم ذلك، أتمنى لو كنت أفضل لها. "

توسعت عينا جوسلاين أكثر لتتحرك في مكانها بتوتر قبل أن تقول بصوت يسمعه هانتر لمرته الأولى " أ-أسفة، لا أعلم لماذا طرحت ذلك السؤال منذ البداية، ليست من عادتي. " ابتسم هانتر بتفاجئ ليقول " لا بأس حقا، لقد تجاوزت ذلك، ربما، لكن بل على العكس يمكننا اعتبار ذلك فرصة للتعرف على بعضنا اكثر. "

بدأت جوسلاين وكأنها لا تعلم بماذا تجيب لتمد يدها لحقيبتها وقبل أن تخرج أي شيء علم هانتر عن ماذا تبحث ليقول بسرعة " ألا تظنين بأن التدخين هنا في الغابة خطير؟ على رغم من أنه خطير في جميع الأحوال. " توقفت جوسلاين عن البحث لتقول " تتحدث وكأنك لا تدخن بنفسك! "

نظر هانتر لها ليجيب " ذلك صحيح، في الواقع، لم أعد أفعل، لقد أقلعت عنه منذ مدة طويلة بالفعل، لكن بعد أن عدت إلى المدينة وجدت نفسي أدخن في منزلي، لكن توقفت مجددا عن ذلك بعد أن قبض عليي أصدقائي أدخن في سطح الجامعة، لقد قدموا لي درسا لا أرغب في سماعه مرة أخرى أبدا. "

نظرت له جوسلاين لمدة قبل أن تردف بصوت هامس كاد أن يفلت من هانتر، لكن بفضل سمعه الحاد أستطاع التقاطه " أصدقاء.. " زفرت جوسلاين بقوة قبل أن تغلق حقيبتها " لقد أفقدتني الشهية عن التدخين، لم أعد أرغب في فعل ذلك. "

" ألا تملكين أصدقاء؟ " عادت جوسلاين لتريح ظهرها على جذع الشجرة لتغمض عيناها ثم تجيب " لا أحتاج لأحد، أنا شخص مكتفٍ بذاته ولا أريد مصدر إزعاج أخر في حياتي، يكفي أنك تحوم حولي طوال الوقت. " قهقه هانتر بخفة ليقول " أهذا سبب تدخينك كلما كنت حولك؟ " فتحت جوسلاين عيناها ثم صوبت نظراتها نحو هانتر " تماما. "

تمدد هانتر فوق الثوب ليضع ذراعه تحت رأسه بينما ينظر للفتاة أمامه بابتسامة واسعة " بما أنك سألتني عن شيء يخصني قبل قليل، سوف أسألكِ بدوري، منذ متى وأنتِ تدخنين؟ " نظرت له الفتاة لفترة ثم حولت عيناها للسماء هذه المرة. " منذ أن رأيت أمي تفعل. "

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jun 18 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

𝗥𝗢𝗦𝗘𝗦 𝗔𝗡𝗗 𝗖𝗜𝗚𝗦 | ورود وسجائـࢪحيث تعيش القصص. اكتشف الآن