هل جرى عليك يوماً ، كنت تمشي في حديقة تنعم بالهدوء و الصفاء و تتأمل الطبيعة من حولك حتى يلامس رأسك خلية النحل أعلى الشجرة فينفجر منها النحل مبتلعاً الهدوء كما تبتلع الشمس حلكة الظلام , كان هذا ما شعرته ساندي حين خرجت إلى التسوق مع والدها عصر يوم السبت
ساندي : يا إلهي إن مركز المدينة مكتظ اليوم بطريقة مرعبة.
الأب : أظن أنك نسيتي أنه يوم السبت المعتاد في أمريكا ، الجميع خارج للاستمتاع و التسوق مثلنا
ساندي : و لكن لا أفهم كيف أصبحت الأيام تسيرنا بدل أن نسيرها نحن لما نريد ، كيف أصبح الوقت يملكنا بدل أن نملكه !
ابتسم ساخراً : لازلت في مقتبل العمر ، ستظل الحياة تتحكم بك حتى ينتهي بك المطاف مستعبدة مثلي
ساندي : لن يحصل ذلك أو أفضل الموت دونه
الأب : إذا أظن أن علينا التحضير لجنازة جديدة
أخذت ساندي تسير وراء والدها و هي تكتف يديها ناظرة إلى الناس الفوضويون بنظرات حارقة
كان والدها يصف علب المناديل الورقية مع المشتريات الأخرى في عربة التسوق ، فلاحظ أن إبنته تنظر للساعة بقلة صبر و تشتم في خفاءها
الاب : ماذا هناك يا ساندي أشعر أن زلزال سيحدث من فرط هزك لقدمك .
ساندي بتردد : أبي متى ننتهي من التسوق؟
الأب : لا أعلم فوالدتك كتبت جميع أحلامها في قائمة التسوق .
ساندي : أرجوك يا أبي فلنسرع سيفوتني عرض اليوم .
الأب : عن أي عرض تتحدثين ؟!
ساندي : سيقومون باستضافة العالمي ماكس كارل في برنامج سهرة مع النجوم اليوم ، أنا من أشد معجبيه يا أبي لا أريد أن أفوت حلقته .
الاب : كفي عن متابعة هؤلاء الناس لكي لا تعيشي في الخيال و تصطدمي بالواقع المرير لاحقاً .
ساندي : أنه ليس خيال هؤلاء أناس كانوا يوماً مثلنا و اصبحوا عظماء لأنه كان اختيارهم ، أن وقفت منتظراً أن تحملك الحياة على بساط علاء الدين ، سوف تنام على بساط الفقر حينها .
الاب : أشعر أني أنظر لنفسي قبل ثلاثون عام من الآن و كنت أجادل والدي بذات الكلمات ، و كانت لدي أحلام و مخططات ، كنت سأصبح رائد فضاء و لكن هل تعلمين ماذا حصل؟ أصبحت رائد لأربع أطفال
ولدي زوجة تريد كل شيء قال هذا ملوحاً بالورقة التي بيده
ساندي بغضب: إن فشلت في تحقيق أحلامك لا يعني أني سأفشل أيضاً و ٱن حصل سأكون قد نلت شرف المحاولة
الاب : أنظري يا أبنتي إن واجب الأباء في الحياة هو أن يجعلوا أقدام أولادهم تطأ الأرض لكي لا يضيعوا حياتهم في مطاردة الظلال التي سيمحيها الليل في أي لحظة ، برأيي أن تتعلمي الطبخ في وقت فراغك بدل متابعة هؤلاء المحظوظون ، إن المرأة التي تطبخ جيداً تكون عائلتها سعيدة ، ليكن لديك أسرة مستقرة على الأقل
![](https://img.wattpad.com/cover/357184228-288-k205009.jpg)
أنت تقرأ
اغتصاب انيق
Romanceتزوجت والده ظننتً أنها تحبه ، ماكس شاب طائش يحوم حول زوجة والده ليوقع بها فما طبيعة العلاقة بينهما و أين ستنتهي ؟