حتى في اللحظات التي نفقد بها كل شيئ ،حين لا يعود لدينا شيئٌ نتمسك بالحياة لأجله،نحن نناضل للعيش..
نهضت بعد رحيلها بدقائق توقفت وسط الردهة اطالع ساعة الحائط الطويله بذبولٍ يعتريني ،اناشد عقاربها ان تعود للوراء لأستعيد ما فقد مني..
مشاعر غريبه تخالجني ،لم اعد احس بشيئٍ داخلي وكأن احساسي سُلب ، توقعت كل شي الا الضرب وهو ما لا اقوى عليه ،استمريت بسحب قدماي الى المطبخ اناظر في ارجاءه علي اجد شيء يصلح للاكل، ولا وجود لأي شيئ سحبت نفسي معيدةً اياها من حيث اتت علِّي اخذ قسط راحةٍ اكبر..
اضطجعت على السرير وما لبثت ثانيتان حتى ركضت اتقيأ كادت روحي ان تخرج مني وانا اناضل لاخذ انفاسي ،لم يدخل معدتي سوى بيضِ الامسِ..
رفعت رأسي للمرأة ويا حسرتاه على ما حدث لي عيني تكاد تخرج من فرط تورمها وازرقاقها،وجنتاي تشتعلان حُمرةً وملكية اصابعه لا تزال تختمها، شفتي منشقةٌ من المنتصف والدم الجاف يغطيها ، رفعت عيناي على جبهتي ولم تسلم هي ايضاً ف جرح متوسط يعتليها اما باقي جسدي فلا حاجة لي لمناظرته لاعرف كم فيه ف كل مكانٍ به يؤلم..
لم تعد تقوى قدماي على حملي وسقطت افترش على ارضية الحمام اطلقت العنان لنفسي في البكاء حتى اصبح صراخًا وعويل ، لم ارد التوقف اريد ان اعزي نفسي على ما يحل بها ، اهذا ما يحدث ما اذا غادرت بيت والداك؟..
-اختاه ارجوك انظري ما فعلوه باختك التي خشيتي عليها من قطف الورد آلى يجرحها انظري لوجهي يا أختي .. قد لا تتعرفين علي ،شوهني يا اختي يرفض ان ارى ملامحك..
صرخت وصرخت اناجيها بالرجاء علها تسمعني..-عمي قد باعني له يا امي ،تخلى عني لأجل ميراثِ اخيه ، اقسم لم اكن اريده فليأخذه ولكنه لم يطلبني..
- ابتاه استمع لابنتك وانظر ماذا فعل الخارج، تعال واعدني في احضانك لتعود لي الحياه..
سكتت للحظات وارتكت بالارض تتكور على نفسها تخفف دموعها وتاخذ بالغناء.."-عندما تريد اقسى الكلمات ان تجرحني في الصميم."
"-سأرسل فيضاناً،سأقوم بإغراقها."
"-انا شجاعة،انا مجروحة،انا من يفترض ان اكون."اجبرتها غصتها على التوقف لم تعد تقوى احتمال الامر ،نازعت نفسها لتستقيم وتلهي نفسها عن كل ما يخالجها بالتنظيف..
اخذت تنظف كل ما تركته بالأمس تغسل الملابس وتمسح الدواليب ترتب الاطباق تكنِس السجاد..
استلقت بعد انتهائها وتحسن طفيف يعتريها ،اشاحت بنظرها للساعه لتجده وقت الغداء،تذكرت كلماته واصرت على ان تخرج من المنزل لتبحث عن الطعام لطبخه..
اعتراها القلق بالنظرِ لوجهها لن يقبل احدهم التكلم معها، ولا تريد لأحدٍ رؤيته ،تنهدت وذهبت للغرفة تتفحص ما اخذته من ملابس معها..
ساعة والدها وقلمها،قله من الملابس ودفتر صغير وظرف تأكدت من انها لم تضعه..
فتحته تستكشف ما فيه لتخرج بعض الاوراق النقديه ورسالة صغيره معها ، ابعدت المال جانباً وفتحت الرسالة تقرأها..
"عزيزتي ماتيلدا.. اعتذر عن ما بدر منه تجاهك واعتذر عن عدم قدرتي على ايقافه ولكنك تعرفين ضعفي وقلة حيلتي.. اتمنى ان يكون زوجك رجلاً جيداً معك كما اريد منك ان تجعلي كلماتك رطبة وانفاسك عطره واسمعي واطيعي ،واياك ثم اياك ان تستحضري الماضي في خيالك ، اقطعيه وعيشي حاضره هو انسي كل ما عايشته من ماضٍ واكملي حياتك ،وضعت لك بعض المال في حال احتجته عمتك : سيلير.."
اعادت المال والرساله للظرف وخبأتها بجيبٍ خفيٍ في حقيبتها ،لا تستطيع الاستئمان على نفسها معه فهل تستأمن مالها؟..
ما ان اغلقت حقيبتها حتى سمعت باب المنزل يفتح بقوه ادخلت حقيبتها الخزانه وخرجت تستقبله ان لا طعام..
- ماتيلدا..
صرخ حين لم يره وحين وقعت عيناه عليها صاح بها اكثر ..- اين الطعام يا عديمة النفع؟..
قالها يشير الى الطاوله..- المنزل فارغ من كل شيئ ولم استطع الخروج بهذا المنظر وانا لا احمل المال حتى..
اجابته متكتفه تظهر القليل من العزم الزائف..-ارى ان ريشك طال بسرعه ويجب علي قصه من جديد..
اقترب منها ناوىٍ اكمال ما تركه الصباح..-إبتعد.. اقسم ان مسستني سأصرخ بكل قوتي والم الجيران ليبعدوك..
صرخت وقل عزمها وظهر ضعفها متربعاً اكثر، حاولت الهرب لكن امسكها من شعرها يجرها له..-اصرخي .. هيا اصرخي اريد ان اعلم من سيبعدني عن زوجتي..
نطق اخر كلمةٍ بكره وهو يجرها خلفه للغرفه يبحث عن حزامه ليكمل لوحته بالوانه..
خرج من الغرفة بعد ما يقارب الساعة مغادراً يبحث له عن وجبةٍ تسد جوعه تاركاً اياها خلفه بلا اكتراث..
-اللعنه عليك وعلى عمي وعلى كل رجل مثلكم يا سفله .. تصرخ بهستيريه وهي تتجه للحمام تغسل جسدها من بعد ضرباته..
استمرت بالبكاء تحت الماء تحاول تعذيب نفسها لضعفها وما تلبث ان ترتفع لتتمسك بالحياه من جديد..
-أقسم بالرب ان ارد لك ما تفعله يا حقير..
استهجنت بكره يعتريها تعلم ان لا احد سيساعدها ولكنها عازمه..يُتبع..
أنت تقرأ
البؤساء
Short Storyحتى في اللحظات التي نفقد بها كل شيئ ،حين لا يعود لدينا شيئٌ نتمسك بالحياة لأجله،نحن نناضل للعيش..