الفصل الحادي عشر

102 10 6
                                    

قرابة الساعة الثانية ظهراً، اتصل سامان بمريم عازماً على دعوتهما في منزله مبرراً بقوله

_ لازم نصالحهم اليوم قبل باچر، صح علي عشرة عمري، بس أمل هماتين مثل اختي وما يهون علي اشوفهم زعلانين، فتعالوا بسرعة، معزومين عالعشا.

_ همم، ما تهون عليك مو؟، وشنو بعد عيني؟

ابتلع ريقه وهو يستند على الباب المطل على شرفته التي تواجه الحديقة المغلقة ببناء زجاجي اتخذ شكل المنزل، قائلاً بشيء من النشوة التي تصاعدت إلى صدره

_ تكدرين تگولين حجة حتى أشوفچ انتي، هم نسوي عمل خير، وهم مشتاقلچ حيل، والصراحة....

وبينما كانت مريم تضع أحمر الشفاه، سمعته يهمس بثقل أجش نابع من شهوته المدمرة

_ مشتاق لحضنچ، نفس الحضن اللي غمر جسمي البارحة.

وسقطت الفرشاة من يدها، فأبعدت الهاتف عن وجهها خشية أن تفضحها أنفاسها القوية، فقالت بعجل

_ طيب راح نحاول، بالإذن منك.

اندهش من كون هذه المرة الأولى التي تغلق الاتصال في وجهه بهذا الشكل، فلعق شفاهه متوعداً بابتسامة ثم ذهب.
.
.
استقبلتهم دنيا بحفاوة عند الساعة الرابعة، وظهر سامان بعد ذلك ليستقبلهما بنفسه، ثم قال

_ مريم روحي ويا أمي شوي افتري بالبيت، آني محتاج أحاچي أمل لوحدنا اذا ما عندج مانع.

وشعرتا باستغراب منه، حين أشار لأمل باتباعه فوق السلم القوسي العالي، لتمتثل أمل طوعاً وذهبا إلى الطابق الثاني، تشيعهما نظرات مريم.
.
.
.
وفي غرفة مكتبه، إذ حضر لها فنجان قهوة، ووضعه أمامها، ثم جلس مقابلها، تفصل بينهما طاولة زجاجية منخفضة، وضعت عليها بعض الورود، وأخذ يسترسل بالكلام.

_ طبعاً قبل لا أبدي أحچي أي شي، أحب ٱگولچ انه آني طابگ بصفچ، وحچاية علي ما ترفع الراس.
ومع ذلك خليني أحچيلج شي عن ماضيه يمكن هو مستحيل راح يحچيه حتى لا يبين ضعفة گبالچ.

_ علي من چان صغير أمة الله يرحمها توفت بسكتة قلبية بسبب جرعة دوا غلط انطاهياه دكتور غبي حشاچ لا علم ولا فهم، وتأثر هواي بوفاتها، وتأزمت حالتة أكثر، لما اكتشف انهم ما فصلوا الطبيب ولا سجنوه، ولأنه چان بحزب، ما فلحوا غير بس ينقلوه لمستشفى أبعد!

وٱستاءت لسماعها بالأمر، ليردف سامان طارحاً ما هو أسوأ

_ وأختة إللي بعدها ما صارت ٣ سنين إندهست بأبشع حادث سيارة ممكن أي بشر يتخيلة!
چان الموضوع صعب عليه لدرجة أنو من عمر ثمان سنين لحد ما صار ١٩ سنة هو ما ينطق نهائياً وما يخالط أي أحد،
بالكلية تعرفنا وصرنا أعز أصدقاء رغم أنو ما چان يحچي وياي بس تعلق بية كلش.
فد يوم بينما دا نعبر الشارع، علي وگف بنص الطريق حتى يلحگ ياخذ گلادة أختة الصغيرة اللي وگعت منة،
وبهذيچ اللحظة جتي سيارة،
فما چان گبالي غير أنه ارجعلة وادفعة للرصيف، وآني إندعمت بدالة!
آخر صوت سمعتة چان صوت علي وهو يصيح بإسمي،
واني رغم وجع جسمي وحرارة الأسفلت، حسيت بفرحة أنه أخيراً سمعت صوتة. ومن ساعتها ورجع يحچي الحمدلله.

 مشاعر شرسة | Fierce feelingsحيث تعيش القصص. اكتشف الآن