•بسم الله الرحمن الرحيم•
لا يمكن للخير والشرِّ أن يلتقيا معًا، فإمَّا أن يكون الإنسان طيِّبا أو شريرا -بالتفاوت-، هذه حقيقةٌ مُطلقة، ولكن...
هناك حالةٌ قد تفسِّر كوْن الإنسان يبدو متناقضًا في ذاته، فيما يخصُّ جانبه الشرير وجانبه الخيِّر، وهي أنَّه ليس بمقدوره أن يكون ذا شرٍّ مطلق ولا خيرٍ مطلق أيضًا..
لذلك خُيِّل للبشر أنَّه قد يلعب دورين في نفس الوقت متناقضين، لكن...
دعني أقول أنَّها حقيقةٌ مزيّفة، صنعها الإنسان "العاقل" ليحمي نفسه من دوَّامات الندم وتأنيب الذَّات..
فالنَّفس البشريَّة إمَّا أن يطغى عليها الشرّ وهذا لا ينفي وجود الخير فيها وإمَّا العكس..
وتلك هي نقطة الضعف التي يتلقفُّها الشيطان من بني آدم، وفي زمنٍ كهذا أصبحت هذه النقطة مكشوفة للشياطين فحُقَّ لهم امتلاكها..
نحن في زمنٍ أصبح الخير فيه منبوذًا والشرُّ قُدوة..
وصاحب هذه الكلمات لا ولن ينفي أو يجرَّ أقدامه خلف دائرة فتن هذا الزمان، هو فقط يكتب لأنَّه يعرف الحقيقة ويَعيها بكامل معانيها، ولكن لا يطبِّقها على الواقع...-أحبُّ المصارحة-
مثله كباقي البشر، الحقيقة أمامهم لكنَّهم يمتنعون عن تجرُّع رشفةٍ منها، لعلَّ وعسى الحياة تتغيَّر بهم سواءًا لما أرادوه أو لم يريدوه -المهم سيُرضي هذا خالقهم-..
أصبحوا -أو أصبحنا- يتحسَّسون وجود الشيطان حولهم وفوقهم وتحتهم وأمامهم وخلفهم، لكنَّهم لا يستشعرون قُرب الله منهم، بَيْدَ أنَّه جلَّ في علاه قال :«وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِن حَبلِ الوَرِيد»...
فتخيَّل إلى أيِّ مدى صار هذا العالم بأسره ملعونًا، وإن كان حبيبنا صلى الله عليه و سلم قال قبل ألف وأربعمئة سنة :«كلُّ مافي هذه الدُّنيا ملعونٌ إلاَّ اسم الله وما والاه»...
لكن هذه الحقيقة نحن نعيشها الآن بكلِّ معانيها وتفاصيلها، فلم يَعُد للخير أهميَّة مادام ذلك لا يُرضي الهوى -أو لنقل-...الشيطان -أو كلاهما-.
وفي ظلِّ هذه المأساة التي حلَّت بالبشريَّة وبالأخص الأمة الإسلامية يمكننا أن نرى مدى تأثُّرها السلبي ونلخِّص الكلام تحت عنوان...
"فتنٌ كقِطع اللَّيل المظلم"
يمكننا أن نرى التمرُّد الغريزي بين الشباب لكلا الجنسين -ما أقصده هو الشهوة-
كما يمكننا أن نرى وجوها حاقدة أكثر من الوجوه الصافية.
يمكننا أن نرى إبتساماتٍ ساخرة أكثر من الإبتسامات المُؤنسة.
يمكننا أن نرى رؤية النظرات الساخطة أكثر من النظرات الراضية.
يمكننا رؤية الموت على أنَّه نعمة ورجاء يتجوَّل بين ألسنتنا نرجو حدوثه بأيِّ طريقةٍ ولو بأيدينا، لعلَّنا نتلخلَّص من مصائبنا وبلاآتنا، ونسينا أنَّ التشبُّث بحبل الله هو النجاة وهو المخلِّص..
إنَّه الإله الذي وهبنا روحنا وكلَّ شيئ حولنا...لكن هيهات هيهات.
وعلى هذا الطبق الراقي الأنيق، دعني أقدِّم لك روايةً تعكس وقائع، يظنُّ البعض أنَّها معروفة ولكنَّها بعد كلِّ شيئ مكبوتة في أعماقنا..
نشاهد ما حولنا بصمتٍ كأنَّنا ننتظر دورنا لصعود ذاك المسرح ونلعب مشهدنا...
ومن هنا تبدأ الرواية..
وما تقرؤه هو من خيالي المعتَّم وليس من أرض الواقع، لكنّي في صدد سرد حقائق موجودة في نفس عالمك، قد لا تكون لشخصياتي الخيالية ولكنَّها لأشخاصٍ سردوا تجاربهم بألسنتهم أو سمعنا عنهم، فإمَّا غبَّرتهم الحياة أو نسيتهم.
"الحياة مسرح...إمَّا أن تلعب دورك بشكلٍ جيِّد....أو...فأنت مطرود!!" -أمة الله-
أنت تقرأ
مفتاح الصندوق الأسود Black box key
Horror"الحقيقة ذنبٌ يعذبُّ صاحبها" استيقظ الٱخوة ذات يوم على كابوس مرعب غير مجرى حياتهم إلى العالم المعاكس .. ذلك العالم المخيف المؤلم المليئ بالصدمات ...الذي أخذهم ٱلى العالم السفلي حيث تكمن الخفايا و الحقائق ...خطأ واحد كلفهم الكثير و جعلهم يدركون أن ا...