الجزء الثالث ( المفاجأة )

19 3 0
                                    


نحن دائماً في دوامة الحياة وصعابها ولكن ماذا لو وقعت في دوامة حقيقية من فقدان الاتزان والوعي في مكان لا تعرف عنه شئً ومع أشخاص لا تأتمنهم على حياتك

كُنت أخر من فقد الوعي رأيت البعض يصرخون والبعض الاخر فقد وعيه بالفعل في لمح البصر ولكن كل الأصوات صمتت في دقائق  معدودة واخر ما سمعته هو صوت أنفاسي المتعالية وبعض وقت لم أعد أعي كم من الوقت نمت ، ولكني أفقت على صراخ كم تتشابه غفوتي واستيقاظي

شذى : خرجوني من هنا حالاً 

تميم : أهدي يا شذى محدش فينا يعرف أحنا فين

أسيل : واستاذ أحمد بيعمل معانا ايه مش مفروض هو المرشد بتاعنا

حسن : أهدي شويه لو تخدي بالك يعني الراجل كان مغمي عليه 

أحمد : أنا أخر حاجة فاكرها أننا كنا عند مفترق طرق وبعدها دخت ومش فاكر ايه حصل بعدها

حسن : بالظبط كدا انت حسيت بشويه تعب واللي كان معانا لا ثواني كدا احنا ناقصنا حد

نورهان : ايوا أستاذ مهند ، هو فين ؟

أسيل : متدوروش أنا اول واحدة صحيت بصيت في كل مكان مافيش حد غيرنا في الكهف ده

شذى : يعني إيه أحنا ضعنا كدا خلاص في الصحرا

أحمد : من واقع خبرتي كدا أحنا بعيد عن الكامب بشويه كيلوهات .

حسن بعصبية : ايوا برضو مهند ده فين؟

تميم : أنا حاسس أن في حاجة مش مظبوطة

شذى : حد معاه مياه حاسة الحلويات اللي كلتها مدوخاني

حسن : حلويات . . . حلويات ايه ؟

تميم : قصدك الحلويات اللي اخدناها من استاذ مهند ؟

أسيل : أنتوا أخدتوا منه حلويات انا كمان أخدت منه

أحمد : أنا كمان أخت منه في أول الطريق . . .

حسن : أنا استنتجت حاجة أحنا تقريباً كدا أتخدرنا يا سادة الكلب ده خدرنا ومشي بس هيستفيد ايه ؟

شذى بصراخ : يعني إيه يعني أنا اتحبست هنا معاكم لا الحقوني ... الحقوني

أخذت شذى تصرخ بصوتاً عالي وهي تجري في أرجاء الكهف فتوتر الجو أكثر وأكثر وأثناء جريها اصتدمت بأحد جواب الكهف فصارت تبكي بشدة وسط توتر الجميع وحيرتهم من الموقف الذي أصبحوا فيه ...

حسن : هي كانت ناقصة ؟

أحمد : أسيل ممكن تطهري جرحها وتهديها شويه أحنا محتاجين نهدى عشان نركز ونشوف هنعمل إيه ؟

أسيل : شذى أهدي كله هيتحل

شذى بصراخ : ده دم دم ... انا بخاف من الدم

نورهان : طب اثبتي خلينا نعالج الجرح ...

تميم : شذى بصيلي بصي تعرفي تعملي لسانك كدا زيي طب بصي بحرك وداني ازاي

حسن : أنت بتعمل إيه انت كمان ؟

تميم : دي طريقة كدا تركز معايا فمتخافش من الدم ونربط الجرح خطة في منتهى الذكاء صح .

حسن بعصبية : يا رب إلهمني الصبر يعني يا رب متوقعنيش غير مع شلة المعاتيه دول .

أحمد : بصوا مافيش شبكة هنا أحنا معانا أكل ومياه تكفينا ليومين أو تلاتة ده لو محدش جه ينقذنا من هنا وأكيد هنلاقي حل قبل كدا

نورهان : يعني ايه هنبات هنا ؟

أحمد : للأسف مافيش حل تاني يا نورهان .

أسيل : طيب احنا نقسم نفسنا جزء ينام وجزء يصحى .

حسن : أنا وانتِ يا أسيل هنفضل صاحيين وبعدنا شذى وأحمد وبعد كدا نورهان وتميم.

شذى ببكاء : دكتور أسيل ممكن تحضنيني أنا مش هعرف أنام غير لما أحس بالأمان .

اسيل : مع إني مش بطيق حد يلمسني بس ماشي لأنك عيانة بس ...

بعد عدة ساعات كان الوضع كالآتي أحمد ونورهان كانوا نائمين كل في جانب من الكهف وحسن خارج الكهف يحرق صدره بسجائر لم يعد يحسب عددها من العصبية وتميم كان ممسك بيد شذى وينظر لها وكأنها كل عالمه واسيل تحتضن شذى النائمة بكل براءة

أسيل : انت مالك باصصلها كدا ليه ؟

تميم بحزن : بتفكرني بحد كان ليا الدنيا كلها .

اسيل : حد مين ؟

تميم : اختي او بمعنى تاني اللي كنت فاكرها أختي .

اسيل : مش فاهماك .

تميم وهو ينظر في عين أسيل مباشرة ً: عمرك قابلتي ابن حرام قبل كدا . . . . . 

الفجوة ( الصراع الأبدي)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن