الفصل السادس
(شذى )
الحياة لا تفرق في الحزن بين الغني والفقير فلكل منّا همه الخاص ، فالغني المتوفر له كل سبل الحياة يشعر أيضاً بالضياع .. بالجهل.. بالحاجة للنصح..بالحاجة للحب كما يحتاج الشخص العادي بالضبط ، فلا تنظر للأطفال الأغنياء على أنهم ملوك على الأرض لا يحتاجون لشيء بل هم في أمس الحاجة أكثر منّا أحياناً ،فالحزن لا يتركك عندما تأتيك الأموال بل ربما يحدث العكس وتزداد ، فالسعادة ليست في المال ....
أخذت شذى في الصراخ لما يقارب الساعتين حتى استطاعت أسيل والباقية تهدئتها بأعجوبة وبعد ساعة أخرى مرت كانت فيها شذى فاقدة للوعي فاقت من رقدتها ....
أسيل وهي تربط على كتف شذى : هل أنت ِ بخير الآن يا شذى ؟
شذى: نعم ، الحمد لله بخير .
تميم بقلق : كدت أموت خوفاً عليكِ شذى ،هل أنتِ حقاً بخير ؟
حسن بتهكم : لما لن تقولين أنكِ مريضة بالصرع لنتوخى الحذر معكِ من حدوث أي شيء ؟
أحمدوهو ينظر لشذى : إنه ليس صرع بل حالة مرضية نفسية فقط ولكن أعراضها مشابهة الصرع الحقيقي .
نورهان: وكيف عرفت ، أنت لست طبيب على ما أتذكر؟!
شذى: أنه محق ، نعم حدث هذا لي بسبب صدمة نفسية تعرضت لها فجاءت لي هذه الحالة وهي عبارة عن تشنجات خفيفة قد يصحبها الصراخ أحياناً كما حدث قبل قليل ولكني كنت واعية بما يحدث ولكن لا أستطيع السيطرة على نفسي .
قالت نورهان وكأنها تذكرت شيءً : أعتقد أني قرأت عن هذا المرض في منشور علي الفيسبوك ، تقريباً يسمى " الصرع النفسي " ويكون بسبب الضغوطات النفسية أو اضطراب القلق أو التعرض لصدمة عاطفية ليس مرض عضّوي كالصرع المعروف .
أسيل وهي تنظر لشذى بحزن : ماذا حدث لكِ لتصابي بهذا المرض النفسي ، أنت لم تتجاوز التاسعة عشر من عمرك ، شذى هل تستمعين إلي ؟!
نظرت شذى لأسيل بشرود وقالت : أتعلمين أيتهاالطبيبة أنتِ تشبهينها .
نظرت أسيل إليها باستغراب وقالت : من هي ؟
قالت شذى وهي دامعة العين : أنها أحلى شيء بحياتي ، بل كانت النقطة البيضاء في حياة مليئة بكل أنواع الشر والتقزز .
وكانت هذه الجملة بمسابة إشارة لبداية لكل شيء ... بداية فصل جديد في حياتنا جميعاً ،لقد كان صوت شذى وهيئتها مختلفةتماماً عن الصباح ، هل رأيت ضعف أحدهم يوماً حتى لامس ضعفه شغاف قلبك ، بدأت " شذى " في سرد حكايتها لم نكن ندري أن ذلك سيحدث لنا جميعاً لكنه حدث ، لم نكن نعرف أننا جميعنا سنفتح جراح بعضها أندمل والبعض الآخر ما زال نازف ...
أنت تقرأ
الفجوة ( الصراع الأبدي)
Historia Corta* * المقدمة " لما الحياة صعبة ، لما تضعنا دائماً في المكان الخاطئ ، كل يوم نكون في تحدي جديد مع الحياة ومع أنفسنا ، فهل تستطيع الهروب من القدر ؟ أو أن تحيا في مكان آخر غير ذلك ؟ وأن استطعت فهل هذه تكون نهاية الصبر والكفاح أم بداية وصلة جديدة من ال...
