مَشاعِر مُتناقِضة{2}

65 6 4
                                    

خِلالَ يَومَ الخَميس مِن سِتة يوليو ، داخل مُسَتشفى مُودسِلي كَانت رَوائحُ المُضاداتِ الحَيويةِ و الكحُولِ الطبي تَفُوحُ لتِنسابُ بِكُل زاويةً مِن المُسّتشفى نِسبةً لمُعَلاجَ الأطباءِ لِمَرضاهِم الذينَ كَانُ كُل مِنهم لهُ رِكن خَاص حَسّب ما يُعّانونَ مِنهُ.

أما في الطابق الأرضي ، فِي أحِدَ أرَكانهِ حِيثُ قِسمُ العَملياتِ الجِراحيةِ، كَانَ أمامَ تِلكَ البوابةِ التي تَضُمُ بِداخِلها رَيكس الذّي تَعرضَ لِحَادث، مَقاعدُ الأنتظارِ.

الأجواء تِلكَ المَشحونة بالحُزنِ والقَلقِ كانت هَيَ مَن تَحكُم صَمت المَكان، أولفر جالساً يضع كِلتا كَفيه على رأسه مِن هَولِ مَا يَمُرُّ بِهِ حالياً، أما الجّدةُ الجالسةُ فَكَانت تَبكي بصَمت، وأيما بِجانبها تُحاولُ بِأقَصى مَا تَملكه لِتُخفّف ما تَحمِلهُ جَدتَها مِن حُزنٍ، رُغمَ حُزنِها و قَلقها هِي ، بَينما بريس فَكَان لِمُقلَتَيها الزُجَاجِيتَان أَن تَرمِيهُما نَحو الأرضِ والقَلقُ عِندَها يَزدادُ بينما كَانت مُستقيمةً، يُمسِكها الجِدَارُ مِن أنهيارها.

أما مَن تَبقى فِي المَنزل، هُم الخَّدم و جون و الجَّد و شَيِاطين أيما الصِغَار ، بَقِيوا جميعاً لِكي لا يُثِيروا الأزِدحام في اَرجَاءِ المُستشفى ، كَانت أي مُستجدات تَصل لهَم مَخبوزة سَاخنة، مِن قِبلِ أيما عَبرُ الرَسائلِ النَصيةِ في جهازِها.

الدَقَائِقُ في السَاعة الثَامنة تَبدّلت لِتُصبِحَ في الدَقِيقةُ السَادِسةُ و العَشريِن.

تَوازياً مع تَغّير الدّقَائُق ، فُتِحت البَوابة المُتحركة عن مِصرعَيها مُعلِنةً عَن وصُولِ شخصٍ ما ، لِيظهرَ رجلٌ يَرتَدي المَلابسَ الخّاصةِ بِالعَملياتِ ، و كَانت الكَمّامة الطبية تُغطي وجهه ذُو البَشرة البرونِزية ، لِيَخرجَ بِخطواتهِ الهَادئة نَحوهم.
انِدفعت الجَّدة بِسُرعة نَحّوهُ، وَراءهَا اَتجهَ أَحفَادِها الثَلاثَ بِسُرعة أيضاً نَحو الطَبيب، لِتُباشر الجَّدة، بِسؤالها والدَمُوع التي لا تَزالُ تَنهمر مِن على وجنتِيها المُتجعَدتين...
"أيُها الطّبيب، أرجُوكَ، أخَبرني عَن حَالة حَفِيدي."

كَانَ الأَربعة يَنتظرون الإِجابةُ مِنهُ بِوجُوه ممتلئة بِالقَلق و التَوتر ، لِينزع الطبيب الكَمّامة الطَبِية بِأنَامله، فَتبدّت شَفتاه التي سَتُنطق بِحالة ريكس...
"سَأكُون صَريحاً....و لا أُريدُ مِنكُم أنّ تَشحنوا أَنفُسكم بِالطَاقةِ السَلبِية"
مَلامِحُهم تَدفقَت بِالخَوف، بينما نَبَّسَ الطَبيبُ ليُكمِلَ...
"أُصِيبَ بكَسورٍ طفيفةٍ في الأَضلاع، وكَسرٍ في اليَدِ اليُسرَى، وكذلكَ في كُلِّ قَدَمِيه..."

قضية الزمنكانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن