الفصل السابع و الأخير .... زيف المشاعر
💠💠💠💠
لو كان ذنبى هو لين قلبي ،فلا أريد له غفرانا .
فأهلا بلين قلبي أمام قسوة قلوبكم. وأهلا بصفحى وغفراني أمام غلظة ذنوبكم . ولكنى أبدا لن أكون ضعيفةً أمامكم .فلين قلبي لا يعنى ضعفي وقلة حيلتي .بل هو دليلا على قوتي لترككم حياتى دون أن تؤثروا بها .
خواطر : سلوى عليبه
💖💖💖💖💖💖💖💖☺️ وه
مر أسبوع على ولادة سارين واليوم هو يوم السبوع والمقام بمنزل والدتها. تجلس بسملة مع سارين وهم يرتبون الأشياء الخاصة بالسبوع .حتى تحدثت بسملة بحزن وقالت: سارين هو ساجد مقالكيش حاجة.
انتبهت جميع حواس سارين وقالت: حاجة زى ايه يعنى ؟
ترددت سارين ولكنها أفصحت عما بداخلها لصديقتها: أصل حاساه متغير وكل ما اسأله يقول مافيش .وكل مره أروح المستشفى أحسه بيتضايق.
نظرت إليها بخبث وقال: هو مقالش ،بس احنا ملاحظين.والصراحة كده حسيناه متغير من ساعة حساب المستشفى.
نظرت إليها بسملة وقالت: ليه يعنى ايه اللى حصل لكل ده ؟ أكملت بحسن نية: كل الحكاية انهم خفضوا حساب المستشفى عشان خاطرى عشان أنا شغالة فيها ،ايه المشكلة بقه؟
أجابتها سارين ببراءة: أصل ساجد لما راح يدفع قالوله ان دى أوامر دكتور آدم .فيعنى غريبه ولا أنا غلطانة.
أجابتها بسملة بقوة: طبعا غلطانه .لأن دكتور آدم ده مدير المستشفى فطبعا أى أوامر لازم تكون منه مش من حد تانى .وكله مجامله ليا مش أكتر ولأنك أخت جوزى. وكمان دكتور آدم محترم جدااا وبيعمل كده مع أى دكتور بيشتغل معانا لو جت تبعه أى حاله.
نظرت إليها سارين دون رد ولكن وجهها يكاد يضج من الفرحة لكون الأمور بين ساجد وبسملة غير مستقرة.
انتهى السبوع وعاد كل الى منزله .ورغم اصرار والدة بسملة بأن تبقى عندها الا أنها رفضت .فهى تود أن تتحدث مع ساجد ولن تترك تلك الفرصة.
انتهى كلاهما من تغيير ملابسه .وتقدم ساجد صوب التخت ولكن وقفت بسملة أمامه وهى تقول: لو سمحت أنا عايزه اتكلم معاك.
نظر إليها دون اكتراث وقال: خير فيه حاجه؟
نظرت إليه برجاء وقالت: السؤال ده المفروض انت اللى تجاوب عليه.
وقف أمامها وقال بغضب وغيرة : خلاص مادام مانتش عارفه يبقى ملوش لازمه الكلام.
صاحت بغضب : لا له لازمة؛ عشان خاطر حبنا وعشان خاطر حياتنا واننا منهدهاش بدون سبب .
إقتربت منه وأمسكت يده بحب وقالت: احنا بنبعد ياساجد ،انت فى وادى وانا فى وادى .والمشكله أنى كل ما أحاول أقرب انت بتصدنى . تركت يده وأمسكت وجهه وقالت: قولى أنا عملت ايه ؟فين حبك ولمعة عينيك ليا لما تبص فى وشى .أنا يقدم كل حاجة حلوة بس لازم الاقى مقابل الى بقدمه عشان أنا كمان مزهقش وأبعد .
نزع نفسه من بين يديها بعد أن كاد كلامها أن يؤثر عليه وقال: هتبعدى تروحى فين .ولا أنت خلاص بقيتى دكتورة وانا حتة محاسب فمش قد المقام .
نظرت إليه بصدمة وهى تشير على نفسها وتقول: أنا بفكر كده ولا عمرى مره واحدة قلت أو حسستك بده. دانا بعمل المستحيل عشان أرضيك وانت على أى حاجة بقيت بتتعصب وتثور. أكملت بحزن: بيتى ومش مقصرة فيه ،مهما كنت تعبانه لازم أرجع واعمل أكل وأقوم بواجباتى وعمرى ماحسستك بتعبى. تقولى يلا نروح لماما أقولك حاضر حتى لو مش قادرة. حتى أمى بقيت مقصرة من ناحيتها وأكلمها تقولى المهم جوزك وانا طول مانت عايشه مرتاحه فأنا كمان مرتاحه.
إغرورقت عيناها بالدموع وقالت: إيه اللى أنا عملته عشان تقول كده.
تدارك نفسه ورق لها واقترب منها وقال: معلش اعذرينى بس أنا اتضايقت من اللى حصل ساعة حساب المستشفى ،حسيت ساعتها أنى جوز الست الدكتورة.
نظرت إليه بعتاب وقالت: يعنى حتى لو زمايلى عملوا كده عشان خاطرى ايه الغلط فى كده!
اعتذر وكعادة قلبها المحب المصافح قبل الاعتذار وكيف لا أقبل من ملك الفؤاد ولكن ...
ظلت الايام على نفس وتيرتها صولات من ساجد وجولات من الصفح والغفران من بسملة . حتى بدأت تشعر باليأس فكيف له أن يكون هكذا وهو الأكثر علما بها.
تجلس حزينه أثناء دخول ماهينور عليها .جلست بجوارها وقالت بتعاطف: مالك يابسملة؟
تنهدت بشدة وقالت: مش عارفه ياماهى هو فيه إيه ؟ تصدقى أنا لأول مرة أحكى لماما لقيتها بتقولى معقول يكون غيران منك ؟ أكملت بشرود : بس لو غيران ليه وافق نكمل ووافق أنى أشتغل وليه دلوقت بالذات ؟!
تنهدت ماهى وقالت : بصى يا بوسى .الواحد ساعات بيبقى متوقع انه هيقدر يكمل بس ساعة الموقف لمابيحصل تلاقيه واقف محلك سر. وممكن يكون ده اللى حصل مع ساجد ،يعنى هو فى الأول كان داعم ليكى لأنك كده كده جبتى المجموع اللى يدخلك طب وبعدها هو دخل تجارة وانت كنت بتساعديه لغاية ما اشتغل فى شركة زى الشركة عندنا حلم لأى واحد .فطبعا مش قصاد كل ده هيقف هو قدام حلمك وطموحك .بس لما اتجوزتوا لقى ان الموضوع صعب. نظرت إلى بسملة وجدت الذهول وعدم التصديق على وجهها لكنها أكملت وقالت: ساجد مش معنى كده انه مبيحبكيش لا ؛ ساجد بيحبك بس برضه بيحب نفسه وحاليا هو بيقارن بينك وبين نفسه .يعنى هو اللى المفروض يكون فى المستشفى والعكس انت اللى تكونى فى البيت .فاهمانى.وعشان كده بقولك هو عايز معامله من نوع خاص وياريت تقدرى عليها.
ظلت بسملة تفكر بكلام ماهى وهى بالفعل أصبحت تصدقه .فقررت بينها وبين نفسها أن تحتويه فهو مازال حبييها وسندها الأوحد خاصة بعد أن قررت والدتها أن تسافر لأخيها الوحيد المقيم بالكويت لمساعدته لتربية أبنائه الثلاث بعد وفاة والدتهم .
استأذنت من عملها وقررت ان ترجع الى المنزل لكى تكون بانتظاره .
دخل آدم على ماهى وهى تراجع بعد التقارير أمامها. سألها دون مقدمات: بسملة استأذنت ليه ؟هى تعبانه؟
وقفت أمامه وقالت بشفقة : آدم أنا دلوقت ماهى بنت عمك واختك اللى متربيه معاك .إنسى بسملة يا آدم .وبلاش تفكر فيها وتتعب نفسك على الفاضي . انت طول عمرك قافل قلبك .يبقى ياريت لما تختار متختارش حد عارف انه مش من نصيبك.
نظر إليها بحزن وقال: شكلنا شبه بعض حتى فى اختياراتنا لناس مش من نصيبنا أو على الأقل مش حاسين بينا. ولا أنت مفكرانى مش واخد بالى منك ومن عديم الأحساس ابن خالتك.
ضحكت كعادتها لتدارى آلامها وقالت: تمام هعمل بالنصيحه يادكتره يالا على مكتبك ورايا عيانين عايزه امر عليهم.
خرجت من أمامه وهو ينظر إليها بألم وقال: بختك من بختى يابنت عمى .احنا الاتنين اختياراتنا غلط .بس نعمل ايه فى ده.ثم أشار على قلبه.
عادت لمنزلها وهى تحاول ان تقوم بما عليها علها تنهى من رأسه تلك الأفكار العقيمة . عاد من عمله فوجدها. لم ينكر سعادته بل أمضى معها يوما لن ينمحى من ذاكرتهم إلى الأبد .
سافرت والدتها تحت حزن بسملة الشديد ولكن عزاؤها أنها قد أتمت رسالتها معها وعليها الآن أن تساعد شقيقها الوحيد فى محنته.
ذهبت بسملة للعمل بعد يومان من سفر والدتها . فهى لم تستطع الخروج من المنزل من أثر حزنها على سفر والدتها.
نزلت من سيارة ساجد بعد أن ودعها ودخلت صوب المشفى والذى بدأ الجميع بترحيبهم بها فهى محبوبة بينهم لتواضعها مع الجميع.
قابلت آدم فى مدخل المشفى .فتفاجأ بها فقال بفرحة كبيرة دون إدراك: بسملة حمدالله على السلامة المستشفى كانت مضلمة من غيرك.
وجدت من يرد عليه بعصبية وقال: لا والله وايه كمان يادكتور يامحترم . وكمان أظن أن اسمها دكتورة بسملة ولا حضرتك بتنادى على الدكاترة بأسمائهم عادى كده.
إقتربت منه بسملة وقالت بإحراج: جرا إيه يا ساجد دكتور آدم أخ كبير لينا كلنا وعادى يعنى أكيد بس من المفاجأة.
نظر إليها بغضب وقال: د حضرتك مبسوطه بقا وهو بيقولك كده . واضح كمان يادكتوره ياريت تعرفينى .
صاحت به بشدة: ساجد خد بالك من كلامك وشوف انت بتقول ايه بالظبط ؟
جاءت ماهينور مهرولة وهى تقول: فيه ايه بس يا استاذ ساجد دكتور آدم هنا اخونا كلنا وساعات كتير بينادينا بأسمائنا كنوع من الألفه فى الشغل ياريت بلاش تكبر الموضوع.
إبتسم بسخرية وقال: طلعت أنا اللى بكبر الموضوع فى الآخر يعنى .تمام ومش بعيد تطلعونى غلطان كمان .
انسحب ساجد بغضب من المكان .أما بسملة فكانت تبكى بحرقة.فهى تحاول معه بكل الطرق وهو يهدم ماتفعله بكلمه وكأنها تحرث فى البحر فلن يتم زرعه ولن تفيد حراثته بشئ.
نظرت لآدم وقالت بخجل: أسفه لحضرتك على الفضيحه اللى حصلت بسببى وأنا مستعدة أنى أسيب المستشفى لو حضرتك حابب .
ماذا تقول أى مشفى الذى تريد أن تترك .لا وألف لا.فهو لا يهمه أى شئ سوى دموعها التى تهبط على وجنتيها كحبات اللؤلؤ.
تنحنحت ماهينور وقالت: دكتور آدم رد ياريت على بسمله.
تنحنح هو الآخر وقال: لا طبعا مفيش حاجة حصلت.هو سوء تفاهم وان شاء الله هيتحل.
مضى اليوم ببطء على الجميع حتى أتى موعد العودة .لم تعرف بسملة ماذا تفعل. إقتربت منها ماهي وقالت : بصى يابسمله اعذرى ساجد هو برضه معذور بيحبك وغيران عليكى وياريت بلاش تطولى فى الزعل مابينكم .
إبتسمت بسملة وقالت بألم: عارفه واحاول أديله فرصة كالعادة بس يارب يقدر المرة دى الفرصة اللى أنا هديهاله.
دقت عليه مرة ومرات ولم يجب عليها. إبتلعت رمقها وأخذت تاكسى وذهبت المنزل فلم تجده.
ظلت بانتظاره حتى إقترب الوقت من المساء فقررت أن تذهب هى إليه .فبالتأكيد هو عند والدته.
إرتدت ملابسها وذهبت الى منزلهم القديم . وصلت وصعدت الى الطابق الذى به شقة ساجد وشقتها هي الأخرى.
اتجهت لشقة ساجد خاصة بعد أن سمعت صوته هو وسارين .إبتسمت على اعتقاد منها انه حكى ماحدث وصديقتها تقوم بتهدئته.
ولكن عندما إقتربت سمعت ما يهتز له البدن.
سارين بلؤم: مانا ياما قلتلك ياساجد خليها تقعد بدل مابتعمل عليك دكتورة وانت تقولى لا مقدرش .كده هتفكر أنى غيران منها .أهى لما حصل مشكله بدل مابتقول لا دجوزى ومن حقه يزعق قعدت تبرر للدكتور التانى.
رد عليها ساجد بغضب: عندك حق .كان لازم أخليها تقعد فى البيت طالما أنا مقتدر .حتى لو مش مقتدر تعيش على قد ظروفى .انما أنا اللى سيبتها تعمل اللى نفسها فيه كله .بس ملحوقه يانا ياشغلها وهى تختار بقه.
وضعت يدها على فمها من الصدمة ولكنها لم تكن الأخيرة .فسمعت سارين وهى تقول بخبث:
بص ياساجد أنا مش عايزه اخرب البيت بس الصراحه كده علاقتها مع دكتور آدم دى مش مريحانى. ثم أكملت بكذب وافتراء وقالت: دحتى كل ماتيجى سيرة شغلها ماتبطلش كلام عنه وعن جدعنته ويابختها اللى هتاخده وتكون من نصيبه وكلام كتييير أنا مبرضاش أفكر فيه عشان مظلمهاش.
انتظرت بسملة دفاع زوجها عنها ولكن هالها ما سمعت .
رد ساجد وقال دون وعى ولا تفكير: تصدقى كلامك صح وانا كنت غبى .د حتى لما شافها النهارده كانوا ملهوفين على بعض على الآخر.معقوله بسملة تعمل فيا كده .
سمعت صوت والدتهم والتى كانت تصلي وأنهت صلاتها بسرعة وخرجت إليهم وقالت بصوت عال غاضب: جرا ايه منك ليها.اللى بتتكلموا عليها دى تبقى بسمله اللي عمرها ماسابتكم لحظه وعارفين تربيتها كويس قووى .وانت ياسي ساجد مش دى بسمله اللى عملت المستحيل عشان تتجوزوا واداتك فلوسها وساعدتك بكل اللى تملكه،حتى وظيفتك هي السبب فيها .ايه اللى حصل ياولادى .
دق الباب بقوة ففتحت رباب وهى تنظر بخزى لأبنائها .أصابهم جميعا الذهول عندما وجدوا بسمله أمامهم.
علموا جميعا أنهم قد استمعت لحديثهم من آثار دموعها على وجنتيها.
إقتربت من رباب وقالت بإمتنان: شكرا ياطنط أنك رديتى غيبتى وشرفى اللى جوزى مردهمش.
إبتلع ساجد ريقه وهو يدرك هول مافعل.
إقتربت من سارين والذى اصبح وجهها أسود من أفعالها وقالت: شكرا ياصاحبة عمرى .مش هقول أكتر من كده.
اتجهت لساجد وقالت دون مقدمات : أنا هروج شفتى وبكره تيجى انت والمأذون عشان تطلقنى.
صاحت رباب بقوة وهى تضرب على صدرها وتقول: طلاق ايه بس يابنتى.
نظرت بسملة لساجد المنصدم من كلامها وقالت: اللى ميردش عن عرضى ويسمع كلام عارف انه غلط بس عايز يصدقه عشان يبرر تصرفاته فى الفترة الأخيرة ؛ يبقى إنسان أنا مآمنش على نفسى معاه. أكملت ببكاء: ماما لما سافرت قالتلى أنا سايباكى مع راجل عارفه انه هيقدم راحته على راحتك .هو امانك وسندك . تخيلوا بقا لو عرفت ان الراجل ده هو اللى بيتكلم فى عرضى اللى هو عرضه .ياترى هيبقى ردها ايه؟
ردت رباب بقوة واقتربت منها وقالت: بلاش يابوسى تهدى بيتك .ساجد غلطان وانا بنفسى هعرفه غلطه بس يابنتى بلاش.
إبتسمت من بين دموعها وقالت: بيتنا مهدود من زمان ياطنط وانا اللى كنت بحاول أرمم وأصلح .للأسف ده مش أول موقف لساجد بس أنا كنت بسكت وبعذر وبسامح وبعدي.
بس ده مش ضعف ياطنط لا. دمنتهى القوة مني .لأنى ببساطة لما ببعد،ببعد قووووى ومبرجعش تانى. فياريت توفرى كلامك لأن حضرتك غاليه عليا وانا مش هقدر منفذوش.
اتجهت للباب وهى تقول: بكره مش هروح الشغل وتكون موجود انت والمأذون ومتقلقش هبريك من كل حاجة لأنى مش عايزه حاجه تفكرنى بيك.
أمسكت بسملة هاتفها واتصلت على رقم وقالت: ماهى أرجوكى تعاليلى عند بيتنا القديم أنا مستنياكى قدام العماره متتأخريش.ثم أغلقت الهاتف دون كلام آخر.
أما عند ساجد فارتمى على المقعد وهو يضع كيفيه على وجهه ثم أجهش فى بكاء مرير .لم يعرف هل سببه كلامها له وخذلانها منه.أم لأنه بالفعل سيفقدها وهو لايستطيع الحياة بدونها .
إقتربت والدته منه وقالت بألم غاضب: عيط ياساجد عيط كتييير ياحبيبى لأنك لسه هتندم على أنك فرطت فى بسمله.
ثم نظرت إلى سارين وقالت بعدم رضا: أنا مش هقولك حاجه لأن العيب مش عليكى العيب على اللى كان بيسمعلك وسايبلك نفسه وحياته زى اللعبه بس صدقينى أنا خايفه عليكى من انتقام ربنا.
تركتهم ودخلت لغرفتها.
مضى الليل على الجميع مختلف عن كل الليالى السابقة.
مازالت ماهى تحتضن بسملة التى ذهبت فى النوم بعد عذاب لكثرة بكائها .
أما ساجد فجالس بغرفته لايفكر بشئ سوى نظرات بسملة وكلامها. خرج من غرفته مسرعا متجها لغرفة والدته فربما يجعلها تحدث صابرين والدة بسملة لتقنعها بالعدول عن قرار الطلاق.
سمع صوت بكاء سارين وهى تقول:
أنا من ساعة كلامك وانا خايفه من انتقام ربنا، أنا فعلا معرفش أنا قلت كده ليه .والله بسمله عمرها ماكلمتنى عن آدم أصلا بالعكس كنت بفتح معاها الكلام وهي تقفله.ولما كنت بقولها د دكتور وسيم وغنى على أساس انها تغلط او تقول أى كلمة كانت ترد عليا وتقولي: مبشوفوش ساجد أخوكى مالى عنيا وقلبي.
صدمة هي ماحلت على ساجد ففتح الباب بسرعة وأمسك اخته ولطم صدغها وهو يقول: ليييييه حرام عليكى تدمرى حياتى وانا كنت بسمعلك .
صاحت سارين وقالت: غرت منها .ايوه غرت .لقيتها بتاخد كل حاجة .دخلت الكلية اللى كان نفسها فيها واتجوزت الانسان اللى بتحبه وعايشه عيشه تانيه مختلفة وكل ماندخل مكان العيون كلها عليها مع أنى اجمل وأحلى بس هى بروحها بتشد الكل .أكملت دون وعى: حتى يوم ماولدت الكل بيجى يقدم خدماته ويقول عشان خاطر دكتورة بسملة الممرضين والدكاترة حتى العمال بتوع النضافة وزادت بحساب المستشفى اللى خصموا نصه عشان خاطرها.
جلس ساجد دون حيلة وقال: يعنى ذنبها ان قلبها أبيض وبريئة وبتحب الكل.يبقى جزاتها منى أنى أرميها فى شرفها وأعذبها معايا .
وقف مرة واحدة وقال: أنا فعلا ماستاهلش حد زيها فى حياتى . عشان كده أنا هطلقها عشان تعيش مع حد تانى يقدرها مادام أنا مطلعتش راجل وبمشى ورا كلام الستات.
ثم رمق اخته بغضب وتركها وذهبت. نظرت إليها والدتها وقالت: د أول انتقام منك وهو زى ما فرقتى بين بسملة وساجد انت كمان هتفترقى عنه حتى لو رجعتوا هيبقى اللى بينكم اتكسر.
خرجت سارين هى الأخرى والندم يأكلها من داخله ولكن هل ينفع الندم الآن.
عودة للحاضر....
جاء الصباح بما يحمله من أمل جديد . قررت بسملة الا تستسلم لأحزانها فيكفى ما مضى من حياتهامن أحزان .فعليها أن تقاوم وتصمد وتحقق ذاتها .
دخلت المشفى برأس مرفوع رغم مامرت به . ظلت تعمل بجد ولا تترك الفرصه لأحد أن يتكلم معها بأى شئ .
مضى شهر على طلاقها ولم ينفك ساجد أن يحاول الاعتذار منها . ويترجاها أن ترجع له.
قررت أن تحدثه لكى تنهى هذا الحوار:
عايز ايه ياساجد . هكذا ردت على الهاتف بعد عدد لا ينتهى من المكالمات.
تمام هقابلك فى الكافية اللى قدام المستشفى.
ذهبت إليه وجدته بانتظارها وعلى وجهه بعض الأمل.
إقترب منها فابتعدت هى وقالت: أفندم أنا جيت عشان تقول اللى عندك عشان ننهى الحوار ده.
أصابه الحزن ولكنه لم ييأس وقال: أنا بعتذر منك وعارف أنى غلطت .صحيح أنا عملت حاجات كتيير غلط بس صدقينى أنا مش عارف أكمل .بلاش تضيعي حبنا يا بسمله .اعملى اللى انت عايزاه بس صدقينى أنا اتعلمت الدرس كويس .فبلاش تبعدى عنى .
نظرت إليه بقوة رغم انكسار قلبها وقالت:
أنا كان ممكن ابقى أسعد انسانه فى الدنيا بسبب كلامك .بس للأسف اللى انت كسرته جوايا صعب انه يتصلح مهما كانت المغريات.
انت خليت صورة حب الطفولة والمراهقة والشباب بقت باهته. خليتنى كفرت بالحب والأمان وان الراجل هو السند . تعرف كان ممكن أسامح لو قلت أى حاجة انما تطعنى فى شرفى فدى اللى عمرى ماهسامح فيها أبدااا مهما كان .
وقفت مرة واحدة وقالت: أنا بس حبيت اعرفك أنى مسافرة .مش هقعد خلاص معاك هنا لانى مش قادرة اكون معاك فى بلد واحدة .وياريت متحاولش تكلمنى تانى.تقف تودع صديقتها وهى تبكى وتقول: خلاص بقى ياماهي متعيطيش عشان خاطرى.
مسحت ماهي دموعها وهى تقول: هتوحشينى .
إبتسمت بسملة وهى تقول: هرجع صدقينى هرجع بس وانا واحدة تانيه قويه محدش يقدر يكسرها .ويمكن ساعتها أقدر أعيش بدون ألم فى الحياة دى.
إقترب آدم وقال بحزن: خلاص هتدخلى عشان الإجراءات.
نظرت إليه بسملة بإمتنان وقالت: شكرا على وقفتك جمبى.وخد بالك من ماهي.
إبتسم دون إرادة منه وقال: خلى بالك انت من نفسك .ومتقلقيش على ماهي .
ودعتهم وذهبت الى طريق جديد قررت أن تمضى فيه علها تجد دواءً لحزنها وتركت وراءها قلبًا نادمًا وقلبًا مشتاقًا من الآن .
آمسكت ماهى يد آدم وقالت بأمل: هترجع يا آدم وهى بسملة جديدة قوية وصدقنى ساعتها هترحب جدا بقلب زى قلبك .
أما هناك فيوجد رجل يعض على أنامله ندما وهو يودع عشقًا لايستطيع أن يجد غيره وحبيبةًلن يجد بوفائها.
تمت
زيف المشاعر
سلوى عليبه
أنت تقرأ
نوڤيلا زيف المشاعر
Romanceاجتماعي رومانسي أحبته منذ نعومة أظفارها والمفروض انه كذلك ، حتى اصطدمت بواقع مرير بعد ان ساندته وكان كل عالمها. فهل ستغفر أم ستحاول لملمة مابقى من كرامتها رغم عشقها؟