لـم يكـن أحـدٌ ليتـمكـن مـن تـذوق حـلاوة الـشاي حين يُحتسـى بوجـود حماتـه، تلـك التـي تصـرّ أن تُلقّـب بـ"والدتك في القانون".وكـأنها بتلـك الكلمـات، لا تـكتفي بفـرض حضورهـا الثقـيل فقـط، بـل تُلبـس ذلـك الحضـور ثوبـًا من الرسميـة المصـطنعـة، يجعـل طـعم الشـاي يـختلط بمـرَارةٍ لا يُخـفّفهـا سكّـر، أو حـتى تُذيبهـا حـرارة المشـروب.
"إِذَن ، هَــل هُـنـاكَ أَيّ جَـديـدٍ حَـتّى الآن؟"
لم تـجرؤ مـيراي علـى ابتـلاع الشاي الـذي تذوقتـه للتـو، إذ شعـرت بمرارتـه تجتـاح حنـجرتهـا فجـأة
اخـتنقت بـه للـحظات، قبـل أن يندفـع
مـن فـمها بـعنف ليصـب مبـاشـرة على
وجـه السيـدة الأنيقـة والـنبيلـة التـي
تـجلـس أمـامهـا.ارتعـشت أنفاسهـا، وهي تنظـر بذهـول إلى وجه ريبيكـا الذي تلطـخ بالكـامل بـتلك الـرشفة الـمتطايـرة من الشـاي
لـم يكـن علـى وجهها أي تعبير؛ لا غضب، ولا استنـكار، فقط قطرات الشاي التـي كانـت تتجمع في خيوط دقيقة، تتدفق في شكل قوس رشيق من جبهتها المرتفعة، وصولاً
إلى جسر أنفها المرفوع بعزة."أَ...أَنـا آسِـفَــةٌ جِــداً!"
هتفت ميراي بارتباك، بعدما استجمعت قواها أخيراً ونهضت من مقعدها بخطى متأخرة.
ارتعشت أصابعها في محاولات يائسة
لإصلاح ما فعلته، لكن الوقت كان قد فاتفي المقابل، لوحت ريبيكا بيدها في هدوء وثقة، متجاهلة تلك الفوضى
لم تكد تنطق بكلمة حتى اقتربت منها هان، كبيرة الخدم، بخطوات سريعة، تحمل في يديها علبة مناديل، وقدمتها لريبيكا دون
كلمة واحدة.أخذت ريبيكا منديلاً برشاقة وبدأت تمسح وجهها بحركة واثقة، ثم رفعت عينيها الباردتين نحو ميراي، قالت بصوت هادئ يحمل قوة مهيبة:
"كَـم مَـرّةً سَـأُخـبِـرُكِ بِـهَـذا؟ عـائِـلَـتُـنا بِـحـاجَـةٍ إِلــى وَريــث!"
تلك الكلمات البسيطة كانت كالسهم الذي أصاب وعي ميراي مباشرة
انكمشت في مكانها، عقدت كفيها بتوتر وبدأت تفركهما، محاولة تهدئة نفسها، ثم نطقت بصوت متحشرج:
"أنَـا آسِفَـةٌ أُمِّـي."
كانت ميراي تعرف تماماً ما سيأتي بعد ذلك، المحاضرة اليومية التي تلقيها ريبيكا على مسامعها دون كلل
أنت تقرأ
Min's Last Heir,M.Y
Romanceهَــا أَنَــا ذِي أقِـفُ عَلَـى عَـتَبَـةِ قَـدَرٍ مَـجهُـول، وَ أُزَفُّ إلَـى رجُـلٍ لَا أعـرِفُـه، لَا أعلَـمُ شَـيئـًا عَـن مَـلَامِـحِـه، وَلاَ مَـا يُـخـفِيـهِ قَـلبُـه. تُـرَى، هَـل سَـيَـكُـونُ مُـرعِـبـًا كَـمَـا يُـخَـيَّـلُ لِـي؟ أم لَـعَ...