الفصل الرابع

84 7 0
                                    

كانت تجلس في غرفتها شارده تُفكر بآخر لقاء كان يجمعهم اليوم لتتذكر كلماته لها
فلاش باك

-"عايز أتكلم معاكِ وبدون أعذار"

تنهدت تنظر له بصدمة واستغراب ثم أدركت نفسها لتخفض بصرها سريعا وهي تهتف:-"أظن مفيش كلام بينا،ولو سمحت يا ريت متتكررش تاني"

رفع إحدى حاجبيه بسخرية وهو يردف بسخريه:-"ومين اللي بتقوليله الكلام ده؟أنا!!"

-"اعتبرها زي ما تعتبرها"

زفر أنفاسه بضيق لينحني باتجاهها يهمس لها بتحدي:-" لو معرفتش اللي أنا عايزه دلوقتي هعرفه بعدين والأيام بينا كتير"

إصطبغ وجهها بغضب وخجل في آن واحد لتردف له بحده بعدما اعتدل بوقفته:-"انت مين اللي سمحلك تتكلم أو تقف معايا أصلا؟اعمل حسابك لو اتكررت الحركه دي تاني مش هيحصل كويس،ولو سمحت اعمل حساب انك واحد خاطب!!"

ثم استدارت بكرسيها من أمامه ليهمس هو بإصرار :-"أنا لازم أعرف ايه اللي حصل في غيابي يا ترتيل،وايه اللي خلاكي في الحاله دي؟ولو مش هعرف منك هعرف بطريقتي"
باك
استفاقت من شرودها علي انفتاح باب الغرفه ودخول أخويها الإثنان ليجري سفيان باتجاهها وهو يردف بفرحه وحماس:-"توتا،قررنا أنا وأبيه خالد اننا هنام معاكي النهارده"

اتسعت ابتسامتها بسعادة لتردف:-"دي الأوضة اللمبه بتاعتها انكسرت من كتر النور"

ليردف خالد بتشنج:-"بنور صاحبتها يا أخت"

أزاحت الغطاء من علي المكان الفارغ وهي تربت عليه بحنان:-"تعالوا يلا"

جلس الاثنان بجانبها ليُردف سفيان بحماس:-"اي رأيكم احكيلكم لعبت لعب ايه النهارده!"

اومأ له الاثنان بحنان ليحكي لهم كل ما فعله اليوم بحماس وهم يستمعون بحنان إلي ابنهم وليس أخيهم الصغير ،ليغفو سفيان وهو يستمع إلي أحد القصص من ترتيل وعندما لاحظوا انتظام أنفاسه دلاله علي نومه قبله كل منهم علي جبهته بحنان ليردف خالد بابتسامة:-"ترتيل،عايز اتكلم معاكِ ضروري"

عقدت حاجبيها باستغراب شديد لتردف بهمس:-"هو النهارده اليوم العالمي للكلام وأنا معرفش؟!"

-"بتقولي حاجه يا توتا؟"

-"لا يا عيون توتا بقول تعالي نطلع نتكلم في البلكونة عشان سفيان يفضل نايم"

أماء لها بحنان ثم نهض يحملها بين يديه متجها الي الشرفه ليُجلسها علي المقعد ويجلس في مواجهتها ليزفر أنفاسه بهدوء وهو يردد:-"ترتيل النتايج طلعت"

صدمه احتلتها لم تعد تقوي علي الكلام فقط تنظر لأخيها بصدمه لتهتف بتلعثم:-"والنتايج طلعت ايه؟!"

-"النتيجه إيجابية يعني العمليه ممكن تعمليها في أي وقت "

أنهي كلماته بفرحة شديده لينتظر ردها لكنه صُدم وبشده عندما استمع إلي ردها:-"بس أنا مش عايزه أعمل العمليه يا خالد"

-"معقول يا ترتيل مش عايزه تعمليها!وانتِ أكتر واحده كانت مستنيه النتايج؟ده انتِ متعرفيش فرحة ماما وبابا وهما متخيلين فرحتك!"

أدمعت عينيها بألم لتردف بخوف:-"صدقني أنا أكتر واحده عايزه أعملها،بس خايفه يا خالد خايفه أعملها ومتنجحش صدقني مش هستحمل ألم وشعور بالعجز للمره التانيه مش هستحمل إني أشوف نظرة شفقه من حد مش هستحمل الأمل اللي كان جواكوا يتحطم ،أنا آسفة بس مش هقدر"

أستمع لها يُدرك مدي آلامها ليردف بحنان وهو يُمسك يدها بين يديه:-"ترتيل يا حبيبتي انتِ أكيد عندك إيمان في ربنا وعارفه إن كل ده بيبقي ابتلاء واختبار لمدي صبرك ،يبقي ليه خايفه توكلي علي الله واعمليها واتأكدي اننا في ضهرك دايما ومش هنسيبك وهنكون الدعم ليكي طول العمر"

تنهدت بيأس فهي تعرف إصرار أخيها لتهتف بابتسامة حنونه:-"سيبني أفكر وأصلي استخاره يا خوخه "

ابتسم لها بهدوء ثم أردف:-"عموما أنا بكره هكون في الشغل وماما وبابا رايحين عند خالتك وهياخدوا سفيان معاهم وعشان عارف إنك مستحيل توافقي انك تروحي طلبت من خديجه انها تيجي تقعد معاكي وهي اللهم بارك ما صدقت أصلا"

ارتفعت ضحكاتها لتردف بحب:-"تنورني"
__________♡________
كان يجلس شارد الذهن يفكر بها فقد ازدادت جمالا عن ذي قبل ولكنه مُصر وبشده علي معرفة ما تلك الحادثة التي أدت بها الي ذلك الحال ليستمع الي طرقات علي الباب ليسمح للطارق بالدخول لتدلف والدته وهي تردف بحنان:-"مش محتاج مني أي حاجه يا حبيبي؟"

-"لا يا ست الكل كتر خيرك أنا هنام أصلا"

تنهدت بخفه لتردف له قبل أن تخرج:-"صدقني يا غيث البنت اللي انت خطبتها مش لايقه عليك خالص ولا من أخلاقنا وتحسها مش منتميه للعيله ،مش قصدي حاجه صدقني أنا حبيتها زي بنات خالتك بالظبط لكن انت مشوفتش نظراتها لعيال خالاتك الشباب وانت حر في رأيك أنا أم وأكيد مش هحتاج لابني غير كل الخير اللي في الدنيا وعلفكره انت خسرت كتير لما سيبت ترتيل وهتندم عموما تصبح علي خير"

كلام والدته ما زاد شيئا إلا من قلقه وتفكيره وعزم  علي فعل شئ لابد من فعله
_______♡_______
أشرقت الشمس علي جميع أنحاء مصر لتملأ العالم ضوء وحراره يدلان علي استمرار الحياه وعلي قدرات الخالق لتجري خديجه علي الدرج وهي  تردف :-"يعني يا خالد يا حبيبي يرضيكم تسيبوا قمرات زيي أنا  والبت توتا الغلبانه لوحدنا البيت!!عموما عشر دقايق وأنوركوا يا برنس"

ثم أغلقت الهاتف دون أن تنتبه لمن ينظر لها بخبث وهو يردف:-"امم سايبين ترتيل مع خديجه في البيت لوحدهم،وأخيرا محدش هيقدر يمنعني عنك يا خديجه"

قد أنهينا الفصل الرابع من نوفيلا ترتيل العشق بقلم منه عبد البصير "عائش ابنة فلسطين "

نوفيلا ترتيل العشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن