2

398 32 28
                                    

أخذني دازاي في مساء ذلك اليوم إلى مهجع الوكالة التي كان يعمل فيها..

كان المكان الذي يعيش فيه غير مرتب...الملابس على الأرض و الأطباق والضمادات..

نظرت إلى دازاي الذي اتجه بكل انعدام مسؤولية يجلس على الأريكة بتعب.

"إجلسِ"

شعرت بالتوتر عندما طلب مني الجلوس لسبب ما..لكنني جلست في كل الأحوال... كانت الكثير من الأسئلة تجول في بالي...

"أنو...دازاي سان...لماذا أحضرتني إلى هنا...؟وماذا تعني بـلن أعود إلى هناك..؟" سألت بكل براءة آملة أنه سيجيب على أسئلتي....

"أحضرتك إلى هنا بكل بساطة لأنك لن تعودي إلى هناك." قال دازاي وهو يعيد نظره إلي.

"ليس وكأن والدتك سوف تبحث عنك."

"...." بقيت صامتة وحسب.... لماذا يحاول مساعدتي...؟

"سوف تعيشين معي من الآن فصاعداً." قال دازاي..

نظرت إليه بصدمة....كيف أبقى معه!؟ لا تمدني به أي صلة حتى!!

"أرجوك.. إشرح لي أكثر..."....كان دازاي مذهولاً بعض الشيء...في العادة الأطفال لا يهتمون لكيفية سير الأمور...

لكن هذه الطفلة مختلفة...

علم دازاي بأنني سوف أستوعب ما يحدث لذا قرر أن يشرح في كل الأحوال.

"حسناً ميري تشان، لا بد أنك تتذكرين أني-سان؟" أومأت برأسي ... إنها شقيقتي.

"..." بدأ دازاي بشرح ما حدث بالضبط قبل سنتين.

ثرو باك....

كانت فتاة في التاسعة عشر من عمرها تقف...أمام قبر والدها..

كان هناك رجل أخر يزور قبراً أيضاً...

إنه غريب...ههه

لا يهم... قررت تلك الفتاة أن تذهب إلى منزلها...مرّت بعض الأيام وهي تزور قبر والدها وتجد نفس الرجل في نفس المكان يزور قبر أحدهم...

أهو صديقه...؟ قريبه؟ حبيبته؟

شعَرَت تلك الفتاة بالفضول لذا قررت أن تسأله...

"صباح الخير" قالت بابتسامة رغم الآلام التي تمر بها...

"صباح الخير." نظر ذو الضمادات بجانبه ليرى فتاة جميلة بشعر أسود وطويل وعيون بنفسجية...

"لا بد أنكِ هنا لزيارة أحدهم" قالَ وهناك ابتسامته التي لا تفارق وجهه.

"إنه والدي... ماذا عنك؟ إذا كنت لا تمانع سؤالي بالطبع." قالت وهي تضحك بعض الشيء .

"إنه صديق عزيز علي.." قال وابتسامته اصبحت أصغر...أصغر...أصغر..وأغمض عينه...

"أرجو أنهم لم يتألموا عندما ماتوا..." قالت الفتاة بصوت هادئ ولكن الابتسامة لا تزال على وجهها.

ظلت الأيام تمر وكلاهما يزوران من يعرفونه..

كانت مثل... تعارفوا... بدأوا بالكلام في مواضيع أخرى...ثم أصبحوا أصدقاء... ثم أصبحوا أكثر من ذلك...

في يوم ما من السنة الثانية... كانت أني سان تتحدث إلى دازاي في الهاتف...وتخبره بما يحدث...

"لم أستطع مساعدتها اليوم أيضاً... لم أعد أدري ماذا يجب أن أفعل..." لقد كان صوتها يرتجف بعض الشيء... لقد كانت تحاول بكل وسعها أن لا تبكي.

"ميري تشان سوف تُقتَل على هذه الحال!" قالت بفزع.

من قال بأنها لم تفكر بالانتحار مرة...؟

لكن إذا ماتت...من سيساعد ميري...؟ من سينقذها قبل أن تغرق في الظلام وتموت على يد والدتها...؟

هنا خطرت في بالها فكرة...

"دازاي سان أحتاج لمقابلتك بسرعة"

في المقهى...

"دازاي...أريد أن أطلب منك طلباً....أرجو أنك ستسطيع تنفيذه..."

"إذا مت.... أنت من سيعتني بميري...أرجوك..." لقد كانت تشعر بأنها سوف تموت قريباً بالفعل...

لم يكن دازاي موافقاً على الفكرة من البداية... وطلب وقتاً للتفكير...

"هذه بعض الأوراق التي سوف تساعدك على أخذ الحضانة من والدتها..."

"أبقه معك...إذا حدث شيء لي... لا تهملها...إنها أعز ما لدي..."

كان هذا قبل اليوم الذي ذهبت فيه أني سان برفقة ميري للتسوق وحدثت الانفجارات...

وماتت أني سان..

ثرو باك إند.

"أني سان طلبت منك...أن...تتبناني....؟" سألتُ...أومأ دازاي برأسه وحسب.

"أني سان...." لقد كنتُ على وشك البكاء مجدداً..لكن لا..

"فهمت.." قمت من الأريكة.... "سوف أبقى في هذا المكان؟"

"بالطبع"

"لن أبقى في مكان متسخ هكذا!" قالت وهي ترفع كميها "سوف أرتب هذا المكان!" قالت بمرح وقد بدأت بالفعل في ترتيب المكان..

شعر دازاي بأنه لن يندم على قراره ... وربما يندم..

من يدري؟

يتبع....







<<Dazai Is My New Family>> ★حيث تعيش القصص. اكتشف الآن