التَحدِيقُ فِي روحِي ... 1

1K 62 49
                                    


------- Part 1 -------



ساعَة سادِسة صباحاً

لَبستُ مَعطفي الذي بِلون الأسودِ
بَعدما لَبستُ ملابِس المَدرَسة
أخذت حَقيبتَي لِأخرج مِن القصر
نَزلت لِلاسفلِ لِأرى الخِدم يَنظفونَ هُنا و هُناكَ
و بَعضَهُم يَجهِزونَ المائِدة

مَا إن رأتنِي سَيدةَ الخِدَم أتَت إلَي
" أنِسَتِي إنَ الوَقت باكرٌ أين ... "

لَم تُكَمِل كَلامِها لأنني قَاطعتُها بِتكميلي لِخُطواتي نَحو الباب
نبستُ أنا بِنبرة هادِئة
" إذ سألَ عَني سَيد كيم أخبَروهُ أنَني ذَهبتُ لِأماني "

خَرَجتُ مِن القصر دونَ سَماع رِد أحدِهم حتى
فَتح أحدٌ الحُراس بابَ السيارةَ لِي لأدلِف
إلا أنني غَيرتُ وَجهَتي إلَى الباب الخُروج
" أنسَتي لِأصِلُكِ لِلمَدرَسَة ... "

لَم أرِدُ عَلىٰ كلامهِ وَ خَرَجتُ مِن القصر بِكاملِه
مَدرَسَة ! وَاليَومُ ذِكرىٰ وَفاة وَالِدَتِي
أخطو خُطواتي علىٰ شارِع الخَالي مِن البشر
كَما قَلبِ الذِي خالِي مِن الحَياة

أكمَلتَ سَيري أتَجِهُ إلىٰ المَكان
الذي خَرَجتُ باكراً لأذهب إليهِ و لَيس
إلا المَقبرة هَا أنا أصبَحتُ قَريبَةً مِنهِ شَيئاً فَشِيء

وَقفتُ علىٰ جانِب الرَصيف
عِندما شَعرتُ بِقُطراتِ المَطر الخفيفَة تُهطِل
رَفعتُ رأسي أنظِرُ إلىٰ السَماءِ لأبتَسِم بِخفة
" أجَل أمِي أعرِفُ أنكِ مَعي دائماً "

أغرَورقت عَيناي بِالدُموع سَاخنة
أغلقتُ عَيناي لِينسابوا بِبطئ عَلى طول وَجنتاي
أنزَلتُ رأسي عِندما سَمعتُ صوت الهَاتِف
لأرى مُساعِد سَيد كِيم يَتَصل

كأنَني سَأهتَم
أغلقتُ الهاتف كِي لا يَزعِجُني صَوتُ رَنِينِهِ
رَفعتُ عيناي لِأرىٰ مَتجر يَبيع الزُهور أمامِي
دون أن أفكِر مَرتينِ أتَجَهتُ نحو الباب لِادلِف لِلداخِل
سأخِذ الورود لِأمي اليوم

و أنا أتَجِهُ نَحوَ المَتجِر
كُنتُ جاهِلة عَن تِلك العينان اللامِعة
التي كانَت تَنظِرُ نَحوِي

ما إن فَتحتُ الباب
صدىٰ صَوتُ الجَرس الذي كانَ مُرتبط علىٰ أعلىٰ الباب

" أهلاً بكِ آنِسَتي "
صدىٰ صُوتاً فِي الأرجاءِ أقسم أنَني ظَنَنتُ أن ملاكاً ما يَنطِق
مِن شدة شِعوري بِالراحة لِسماع صَوتهِ فقط
خَطِيتُ خُطواتِي نَحو صَوت

لِأرىٰ شاباً واقِفاً بِأبتِسامَة خَفيفة علىٰ وجهَهُ
علىٰ ما أظِنُ أنهُ يَعمَل هُنا

𝐒𝐭𝐚𝐫𝐞 𝐚𝐭 𝐦𝐲 𝐬𝐨𝐮𝐥 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن